كنيسة السوَّاح كُتِبَتْ
على نغمات ترنيمة ما أحلى السجود أمامك في برنامج خدمة خلوة للشباب الخميس
مساءً 22 سبتمبر 2005 كنيسة لا يعقد بنوها مجامع لشرح
عقيدة ولا
يتعاركون على صياغة لقانون إيمان أو
ضبط لجملة أو
تفسير لمكتوب لأنهم
يعاينون الأصل يلمسونه يتكلمون
معه يأكلونه
ويشربونه فيعرفونه هل
يشرحون للواحد أباه؟ أو
يصفون له طبيعة أخيه؟ أو
ما هي مذاقة روح أحدهما؟ لذلك
فمجامعهم مجامع تسبيح وشركة تلذذ لا
مجامع مساجلات ومحاكمات كنيسة
يفرح بنوها باجتماعهم فرحاً مركباً مضاعفاً يكون
الفرح فيها سبباً للفرح فرح
يجلب فرحاً ويعكس
فرحاً ويزيد
فرحاً يفرحون: بوجود الرب وبفرح
الرب بهم ويفرحون: الواحد
بفرح الباقين بالرب وبفرح
الرب بالباقين حوله يدركون
أن الرب فرحاً لاجل فرحه ويفرحون
بفرح الرب بفرحه بهم يفرحون لما لا نهاية له من الفرح كما في مرآة..
أمام مرآة والمرآتان
موضوعتان في نور باهر.. تُرى
كم مرآة تظهر في الواحدة؟ وكم
من نور ينعكس ويتلألأ؟ فرح
يجري مجْرَيَيْن متميزين يعودان ويتداخلان ويحيران الراصد.. مجرى شخصيّ بحت في دائرة مغلقة
داخل كل فرد.. ومجرى جماعة هي جسد وليست فريقاً.. فرح
تنحل فيه تعقيدات جدلية الفرد والجماعة فرح
برابطة شخصية لا يعرفها إلا الذي ارتبط بها.. رابطة مغلقة مقفولة مختوم عليها.. وفرح
رفقة عجيبة.. رفقة جسد مُكَمَّل
إلى واحد كنيسة
السواح كنيسة فرح وكنيسة حرية.. كنيسة أبناؤها أحرار.. أحرار من الشكل لا
يهمهم اسم.. ولا زي.. ولا مكان.. لأنهم
أحرار من ذواتهم.. وعبيد لمحبة الرب.. وآحرار من الألفاظ.. العاجزة.. المهلهلة.. التي
لا يمكن للفظ الواحد أن يعني معنىً واحد.. أو
يعني كل المعنى.. بل
يتسرب منه جزء من معناه.. ويتسرب إليه أجزاء من معانٍ غير معناه.. ولكن
سواح كنيسة السواح يحيطون
بالمعني لاغ يفلت منه شئ لا يطالونه،
لانهم يسوحون في أرجائه وإذ
"يعرفون" المعنى فإنهم "يعلمون"
كل ما هو غريب عنه، الغريب يعلمونه غريباً ولا يعرفونه
ولا يعترفون به انه غريب فيرذلونه
تلقاءً كنيسة سقط فيها حصن اللفظ
المتحصن بالألسنة العاجزة.. لتتحرر الكلمة والمعنى.. تتحر ولكنها تبقى مؤمَّنة
من تسلل المعنى الغريب.. تتحرر ولا تنفلت! وكنيسة
حرّة من الزمن.. ومن
كل نظام وترتيب يتعلق بالزمن.. لها
نظام ليس كأي نظام نظام يترتب تلقاءً لا بمنطق
كرامة بشر بل
بمنطق حب المسيح.. هل
لا يعلم العضو مكانه من الجسد؟ هل صحا واحد واهتم أول ما
اهتم بترتيب أعضاء جسده إذ وجدها مبعثرة؟ وأما
حركتهم فتنتظم من تلقاء التفافهم حول الرب.. وهل
يخطئ العضو في الجسد إشارةَ تحريكِه الصادرة من الرأس؟ أم
هل يرسل الرأس إشارته لعضو فتضل طريقها؟ أم لعلها تصل
لعضو آخر؟ أم لعلها لا تجد
عضوها المطلوب في مكانه؟ كنيسة
السواح كنيسة فرح وحرية ونظام جسد تلقائيّ وكنيسة كل ذلك فيها طاهر نقيّ طنيسة السواح
هي كنيسة نقاء وطهارة.. كنيسة
السواح كنيسة نقيّة لأنها نُقِّيَت.. كنيسة
السواح طاهرة لأنها مُطَهَّرة.. تطهرت
فتطهر بنوها من أشواك الغضب والغباء والضجر والخوف والعجز.. إلا عجزهم أمام محبة المسيح التي تحاصرهم وتحصرهم وتقهرهم..
كيف لا؟ وهي غالبة وخرجت لكي
تغلب؟ كيف
لا وهي قد غلبت الرب نفسه؟ كنيسة
السواح طاهرة من كل شائبة دخيلة على صورة الرب الإله.. وهي كنيسة شعار فرحها، وحريتها، ونظامها، وطهارتها، وفرحها بحريتها، وحريّة فرحها، وشعار طهارة
ونظام كل ذلك، شعار كل ذلك التسبيح.. كنيسة
التسبيح هو مظهر لذتها بحريتها وبفرحها اللذة
بالمسيح هي تعلِّم الكل وترشد الكل وتعمل عمل المايسترو.. وتنتظمهم في صفوف تسبيحهم.. وينظم
تسبيحُهم إيقاع حركتهم ورقصهم.. أما
تسبيحهم فإيقاعه داخلي.. وأما توزيع أماكنهم فيأخذ كل
واحد مكانه حول الرب.. كنيسة
السواح كنيسة ليست كأي كنيسة كنيسة ليس غيرها كنيسة كنيسة لا تنقسم لكنائس.. لأنها
واحدة وحيدة فريدة.. One
and Only, One
and Unitary, One
and Unique لأن
الرب وحَّدها وأفردها.. لنفسه.. ما
أحلى كنيسة السواح.. كنيسة
من يذوب في المسيح.. هذا
الكلام بلا مزيد على كل حال لأن: من
يفهم هذا الكلام فلا يحتاج لشرح له.. ومن لا يفهمه فلن يفهم أي شرح
له.. |