لا صورة له ولا جمال فنشتهيه،
مُحْتَقَر مخذول من الناس رجل أوجاع ومُخْتَبِر الحزن وكمُسَتَّر عنه وجوهنا،
مُحْتَقَر فلم نعتد به !
لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها،
ونحن حسبناه مُصاباً مضروباً
من الـله ومذلولاً !!
وهو مجروح لأجل معاصينا
مسحوق لأجل آثامنا
تأديب سلامنا عليه وبجلداته شُفِينا !!!
أشعياء53



بيتى بيت الصلاة يدعى
وأنتم جعلتموه مغارة لصوص



لا تجعلوا بيت أبى بيت تجارة



+ للاحتفال بالأسبوع المقدس 2003


جولات في الكتاب المقدس


من بيت عنيا إلى الجلجثة - الاثنين

ونظرَ إلى كل شئٍ حَوْلَه



تأملات عبر رحلة الخلاص

الأحد - ونظرَ إلى كل شئٍ حَوْلَه


فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ
(مرقس 11: 11)


الرب لا يسكن في مصنوعات أيادي البشر، كما يقول الشماس ستيفانوس:
لَكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ:
السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟
(أعمال الرسل 7: 48-49)

فأين يسكن؟
يسكن في مصنوعات يديه هو..


كل شئٍ من مصنوعات يديه، هذا حق، ولكنه يسكن في مصنوعات يديه التي صنعها على صورته ومثاله لتليق وتُؤَهَّل لِسُكناه فيها، التي صنعتهم بغير تدخّل من يد إنسان، يسكن في بني آدم حيث لذته معهم،
(أمثال 8: 31)
أم لستم تعلمون أنكم هيكل الـله وروح الـله يسكن فيكم؟
(كورنثوس الأولى 6: 13)
أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم؟
(كورنثوس الأولى 6: 19)
لأنكم إذ تحبون الرب وتصنعون وصاياه يحبكم ويحبكم الىب وإليكم يأتيان وعندكم يصنعان منزلاً..
(يوحنا 14: 23)

وأما مصنوعات أيدي البشر من هياكل بحجارة ونُحاس وزينة، فهي مُقَدَّسَة من أجل اجتماع الهياكل الإنسانيّة فيها لقد جُعِلَت قداستها لأجل قداسة البشر كما أن السبت جُعِل لأجل الإنسان..

وفي دخول الرب للهيكل، نظر إلى كل شئٍ حوله،
ومضى..
كل شئ في الهيكل كان به رموز يزمع أن يحقِّقها، ودينونة يزمع أن يقضيها،
ولكن الأولى أنه كان هناك فيه بشر وأفعال بشر،
وهذه ما سننظر إليه مع الرب بعينيه، في بقية سطور هذه الورقة ...


هيكل الرب المقصود في نظرنا هو قلوبنا،
فماذا لو دخل هياكل قلوبنا؟
سينظر لكل شئ حوله،
لأن كل شئ له،
لأنه قال اعطني قلبك،
(أمثال 23: 26)
كل قلبك،
..تحب الرب إلهك من كل قلبك - الوصيّة العُظمى فوق الوصيا الإلهيّة العظيمة كلّها أصلاً
(تثنية 6: 5، متى 22: 37، لوقا 10: 27)


فماذا يجد فيما له؟
هل سيجده له؟

أم سيجد أغناماً؟ لحوماً؟ طيوراً؟
موائد صيارفة؟ أسعار عُملات؟

كل أمثال هذه ليست الخطية،
واستعمال الإنسان لها جائز بل وأحياناً مطلوب..

ولكن استعمالها هي للإنسان خطية،
لأن الإنسان ليس لها،
بل للرب..

ومكانها في اليد مقبول،
ولكن في القلب فهي خطية..

في اليد فهي عطيّة جيّدة وكريمة،
وفي القلب هي سم مميت..

كمن يأكل ذهباً، بدلاً من أن يملأ به خزانته يملأ به معدته،
فيصير له بدلاً من الزينة امتقاع وجه، وبدلاً من القوّة ضعفاً ومرضاً،
وبدلاً من العزّ موتاً..

هل يجد الرب في قلوبنا إذا افتقدها مغارة لصوص؟
إنّ الذي يتسلل للقلب دون إذن صاحبه، الربِ، فذاك سارق ولص،
ويأتي ويصحب سبع لصوص أشر منه،
ويُكوّنون مغارة لصوص..


قلب الإنسان هيكل للرب،
وبيت صلاة له كما يدعوه،
والرب غيور عما له،
وهو يحب قلب الإنسان أكثر من محبة الإنسان لسكنه،
..وسيأتي يوماً لينظر كل ما حوله في مسكنه


قلب الإنسان مِلك للرب،
والإنسان وكيل على حفظه،
وسيُعطي حساب وكالته،
فليَنظر ما فيه إن كان على موافقة رضا المالك قبل أن يأتي هو وينظر، ويشقّه من وسطه..
(لوقا 12: 46)

وأما إن نظر، وحتماً سينظر، فرأى وجد مسرّته فيه فيبقى فيه، وجد ذاته وأبيه وروحه القدوس،
فسيبقى فيه ثابتاً طالما هو ثابت في وحدانيّته مع أبيه وروحه القدوس،
الثالوث الذي له كل المجد دائماً،،،

آمين !!!



P. Eng. Basil Lamie
Reston, Va, 2002
Published: Holy Week, 2003






Site Gate      Pascha Site Gate      Biblical Tours      From Bethany to Golgotha      Main Table of Contents      Sign Guest Book