لا صورة له ولا جمال فنشتهيه محتقر مخذول من الناس رجل أوجاع و مختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبجلداته شفينا
أشعياء 53


خريطة طريق الجلجثة


أتى الصديقان يوساب ونيقوديموس
وأخذا جسد المسيح ووضعا الحنوط عليه
من ترتيلة الدفنة ختام الجمعة الكبيرة








+ للاحتفال بالأسبوع المقدس 2003

من بيت عنيا للجلجثة

المر والعود



تأملات عبر رحلة الخلاص

الجمعة - المر والعود


و جاء أيضا نيقوديموس الذى أتى أولا إلى يسوع ليلا
و هو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا

(يوحنا19: 39)

جاء نيقوديموس بالمر والعود لكى يتم ماهو مكتوب
كرسيك يا الله إلى دهر الدهور … كل ثيابك مر وعود
(مزمور45: 1-7)

وكما أن الصليب حاضر فى المشهد فسنجده أيضا فى النبؤة
فالكرسى هو الصليب .. هو العرش الذى ملك عليه المسيح
و لهذا ترتل الكنيسة هذا المزمور فى ذات الساعة من يوم الجمعة العظيمة
فى اللحن المشهور بك اترونوس


ونيقوديموس الذي جاء أولا ليلا مخاطبا يسوع كراباي (معلم اعتيادي)
يأتي الآن مخاطبا إياه كرابان
(لقب الرب الإله قبل أن يقتبسه رؤساء الكهنة والمعلمين لأنفسهم)

ألم يكن يحفظ كل المزامير باعتباره معلم إسرائيل؟
ألم يخطر بباله الدلالة النبوية لما عمله؟

ثم أنه أتى بمئة منا.. والمئة رقم يكني عن الكمال
كأنه ليتمم النبوة بحرفها: كل ثيابك مر وعود


وفى ضوء الصليب نفهم معنى المر والعود
فالمر والعود الذان ظهرا فى المشهد بعد الصليب مباشرة
يلخصان بالرمز العمل الكهنوتى للمسيح على الصليب

على الصليب قدم المسيح ذاته
فهو الذبيحة
(إشعياء 53)
و هو ذاته الكاهن الذى قدمها
(عبرانيين 3و43 و4)
أما الصليب هو المذبح الذى كهن عليه المسيح بذبيحة نفسه

و كان المر والعود الذان بهما ضمخ نيقوديموس رمزا لإعتراف المؤمنين بهذا الكهنوت ووضع أيديهم على ذات الذبيحة

فالمر يشير للمذبح والذبيحة
والعود يشير للكهنوت والكاهن


المر

كان المر يمثل المكون الأساسى لدهن المسجة المقدس الذى دشنت به مذابح خيمة الإجتماع وتابوت العهد
وكان يمسح كل ما تقدس للرب..
وهو ذات مفهوم ذبيحة المحرقة التى لا يجوز لأحد أن يشارك الرب فيها..
كما كان المصريون القدماء يستخدمونه لتحنيط الموتى
وستجد إشارات لشيوع إستخدامه فى مصر فى (تكوين37: 25)
وراجع أيضا (تكوين43: 11)


العود

أما العود فقد كان مكونا أساسيا فى أفخر أنواع البخور
والبخور هو الوظيفة المقصورة على الكاهن
وهى أكثر عمل كهنوتى يمارسه الكاهن
وبهذا يشير العود للكهنوت وللكاهن الذى يقدم البخور


ليتنا نتقدم لرئيس إيماننا ومكمله يسوع بمزيج المر والعود
معترفين له بلاهوته وبتمام عمله من أجل خلاصنا
طالبين منه شركة دائمة لمذبحه
ونصيبا أبديا من ذبيحة الخلاص