أين ومتى يصير الاثنان جسداً واحداً؟!

وما دور الإكليل الكنسيّ في هذه الصيرورة؟!

 

 The Matrymonial Ceremonyand the One Flesh! English Version Draft       

درافت تلقائيّ لتجميع الأفكار في انتظار تلطيف أسوب العرض

 

موضوع هذا الكتاب:
يعالج خطأ طقسيّ غير هيِّن، قائم على خطأ فهم أخطر، وقائم عليه أخطاء روحيّة وادبيّة أخطر وأخطر..
الخطأ الطقسيّ هو اعتبار الإكليل في الكنيسة علّة تصيير طرفيّ الزيجة جسداً واحداً..
خطأ الفهم التفسيريّ الذي يقوم الخطأ الأول عليه هو غياب فهم أن الجسد الواحد هو عمل الاتصال الجسديّ الطبيعيّ في العلاقة الزوجيّة منذ آدم وحواء حتى ينتهي دهر الأجساد الماديّة والعناصر تنحل محترقة.. فبحسب عادة الكثيرين بالتطوّع لشغل خواء الفهم يحشر الناس تلقاءً المعنى فيما يعتبرونه "سر الزواج" الثابت أنه اختراع لاحق مخالف للكتاب والتاريخ..
والأخطاء الروحيّة والأدبيّة التي تقوم على هكذا خطأ، بدا أولاً شكليّاً، تترى:
- زواج صالح ثمين يسلبونه فاعليّته، وخطيّة شنيعة تتخفّق بالمقابل من فداحتها، بتحويلهم رصيد فعل الزواج (المُودَع فيه من الرب منذ بدء حياة الإنسان على الأرض) لحساب طقس طيب مقدس لا يحتاج لسلفة مفتعلة لتثمينه..
- افتراض أن كل الزيجات خارج الإكليل "زنا"!! مع كون عين الخطأ خفَّف وخفَّض من بشاعة الزنا أصلاً..
- إشكالات عويصة تطحن أذهان الناظرين في الكتاب المقدس لمحاولة إيجاد مكان لفكرة أن الجسد الواحد يشترط صلاة الإكليل..
- إشكالات أعوص لمحاول توفيق تفاسير مخترعة ممن حاولوا بخفّة حل ما سبق..
@ بعون ربنا في هذا الكتاب ضبط للخطأ وربط للخطأ القائم هو عليه وإزالة للأخطاء القائمة عليهما،،،،،،،

ولكن مع بعض الهدوء قبل الغوص في العاصفة:
اقرأ كمسح زور هذا الحوار:
مصدقش بولس!!!!
وهذا الملخص: إكليل
ولا تهمل تسكت فايل لحوار يراجِع:
وأيضاً تفسير فاشل من أغسطينوس يكرِّره البعض للأن
ثم عًد لتقرأ، بعد الختام، هذا الرصد المذهل
لحزمة أخطاء ظاهرة وإن أعمى التلقين عنها
في تفاسير الفرقاء لشواهد الزواج والطلاق:

الطلاق لعلة الزنا؟! أم الزنا لعلة الطلاق!؟ صدمات تصحيح للعابرين في وادي المفاجآت
لا زنا إلا لعلة الطلاق!! نسخة بديلة للدرافت المحجوب بفعل من لا أعلم
طلاق لعلة الزنا أم زنا لعلة الطلاق؟!؟ رابط حجبه من لا أعلم واحتفظ به للتوثيق

 

 

   أنْفـَـذ بداية للموضوع: البداية من نقاط الصدمات، فأستسمِح احتمال القارئ:

 

   سمعتم أنه قيل:
   فقط في الإكليل الكنسيّ يتمّ المكتوب: "إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ"!
    وأقول لا أنا بل كتاب الرب:
   خطأ!!

   - كأنها حقيقة إيمانيّة في التلقين القبطيّ، تجَذَّرَت فكرة أن الإكليل الرسميّ المُسمَّى "سر الزيجة" هو الفاعل في جعل الرجل والمرأة جسد واحد في الزيجة.. هذا خطأ أول! ورأس الأخطاء التالية:

   -- وتنبت منه، من ثَمَّ، اشواك خطأ تابع بالحكم المُريع على كل زيجة خارج الإكليل أنها "ليست جسداً واحداً -- أي زنا"!!

  ---  وفي هذا، وبالمرّة، خطأ ثالث في فهم معنى الزنا.. ثلاثة أخطاء متتابعة في كتلة واحدة!!!

 

   تجذَّرَت كتلة الأخطاء هذه حتى أثمرت أشواكها، فكان من نتاج هذه الكتلة من الاخطاء أنه قيل على لسان بابا الزمان قولاً مُصاباً بعمى قلب قبل عمى الذهن إن من يتزوج خارج الكنيسة ارتكب خطية زنا يمكن أن يتوب عنها فنزوجه، وأما من تزوج في الكنيسة فليس له زواج ثاني".. ياللأسف الأسيف L الزواج يُسمَّى زنا، ويُسمَح بزاج ثانٍ بعد "توبة" "الزاني".. ويا لفرحة من يعبثون بالزواج لاستخراج الورق والحصول على الجنسيات، ويعودون ليتزوجوا في الكنيسة، ويا لعار الكنيسة التي تفتح لهم هذا الباب (وليس لي مصلحة شخصيّة وموقفي مجرد من أجل حق المكتوب وسلامة التعليم المسيحيّ والأخلاق الكنسيّة المستقيمة)..

 

 

   تفنيد رأس الأخطاء بإيجاز:

 

   لقد أتى قول الرب عن الجسد الواحد هنا:

   "وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟

    فَأَجَابَ: أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟

    وَقَالَ مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً

    إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ" (مت19: 3-6:

 

   1) كلام الرب يصف زيجات قائمة في وقته وقبله بغير إكليل:

   قال الرب الكلام للفريسيّين، قبل تأسيس كنيسة العهد الجديد (التي خصّها الرب بقوله: "على هذه الصخرة أبني كنيستي" – فلا يتمحَّك أحد بتسمية العهد القديم: "الكنيسة في العهد القديم")، فالدلالة هنا أن الرب كان يُطلِق حكمه عموماً على جمهور لم يَصِر مسيحيّاً في العهد الجديد بعد، فإذاً بحكم الرب فإن الزيجات التي كانت قائمة في وقت تجسّده وقبله كانت تتمتَّع بكون الاثنين قد صارا جسداً واحداً من قِبَل الرب بالزواج.. كان ذلك قبل ظهور تعبير الـ"سبع أسرار"، بل قبل "الإكليل الكنسيّ"، بل قبل تأسيس كنيسة العهد الجديد أصلاً..

 

   2)  الرب يستشهد بشاهد كان سارياً على خليقة الإنسان من بدئها:

   وقبل ذلك: من أين أتى الرب بالشاهد؟

   أتى به مما كان "من بدء الخليقة":

   "وَلَكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللَّهُ. مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ" (مر10: 6-9)..

   وها هو موضع أصل الشاهد:

   "فَقَالَ آدَمُ هَذِهِ الْانَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَاةً لانَّهَا مِنِ امْرِءٍ اخِذَتْ. لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ ابَاهُ وَامَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَاتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدا وَاحِدا" (تك2: 23-24)..

   إذاً الجسد الواحد امر اصيل في الزواج البشريّ بدءً من آدم وحوّاء،

   وإذاً هو يعمّ على كل رجل يترك أباه وامه ويلتصق بامرأته،

   كما تزيد في ذلك دلالة تعبير الرب في الإنجيل: "بدء الخليقة".. الأمر يختصّ إذاً بـخلقة الإنسان البشريّة..

 

   3)  والرسول بولس يستشهد بذات الشاهد ويستنتج منه ما هو أخطر:

   والاستشهاد الرسوليّ هذا كان بداية انتباهي منذ الطفولة نحو الخطأ في الشرح التلقينيّ المترسِّخ دون وجه حقّ:

   "أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا" (1كو6: 15)!

   لا يُلاحِظ الاكثرون التشكيل، ويقرئون هكذا خطئاً: "أعضاءً زانيةً" بمظنّة أن "زانية" هي وصف لـ"أعضاء".. بينما هي بنية إضافة والزانية هي "شخص امرأة"، والرسول يوبِّخ جعل أعضاء المؤمن أعضاءً لجسد تلك المرأة العاهرة.. وكانت هذه الملاحظة هي بدء انتباهي للفكرة منذ بكور قراءتي للإنجيل، ولما قفزت الفكرة المفاجئة ي ذهني وجدت الإجابة تأتي سريعاً جداً ساطعة في الجملة التالية:

   "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الِاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ" (1كو6: 16-17)..

   حتى في "العهر" فهناك جسد واحد!!!

   يفتح هذا الشاهد الباب لمن يريد الاستهزاء بالشرح الفاسد الذي يُراعي هذا المقال تفنيده، وهذا ألزم للتبرّؤ منه بلا سماجة مجادلة..

   الموضوع ليس عبثاً ولا موضعاً جديراً بالاختطاف الكسول عن النظر: ما هو الجسد الواحد هو موضوع جِدّ خطير ولازم الفهم، ولكن الثابت قطعاً الآن أنه ليس حِكراً على المتزوِّجين من المؤمنين بعد إجراء طقس كنسيّ..
   ولم تنتهِ الإثباتات بعد، فإن الإجابة على السؤال "ما هو الجسد الواحد؟" تأتي محمولة بأدلّة مزيدة على أنه ليس هو الطقس الكنسيّ.. ومن يريد العدّ فسيجد خمسة أدلّة أيضاً فوق ما سبق من عرض المكتوب الذي غاب عن الأذهان بكل أسف وتعجّب!!

   القضيّة مُثلَّثَة الإثبات الجليّ تحى الآن.. وبتفنيد رأس الاخطاء يتم تفنيد التابع منها [i]، ويثبت إذاً باطمئنان أن:

   "الجسد الواحد" لم يختصّ به عمل كنسيّ حديث مهما كان عظيماً ومُبارَكاً.. بل ولا يتوقَّف على الزواج الشرعيّ حتى خارج الكنيسة.. فحتى وقوع العلاقة مع زانية يُنشِئ هذا الجسد الواحد..

 

   فإذا لم يكن "الجسد الواحد" هو عمل إكليل كنسيّ، فماذا يكون؟

 

   ما هو الجسد الواحد في الزيجة؟

 

   & ما هو العامل المشترك في علاقة الرجل بامرأته وعلاقته بزانية؟ ليس إلا العلاقة الجسديّة، فلا أدبيّاً ولا روحيّاً تتشابه العلاقتان..  

   && وفوق هذا الدليل التفسيريّ، فهناك من البدء كلمة "يلتصق" تُعطي إيحاءً مهذباً بالمعنى،

   &&& وفوق ذلك إشارة في قول الرب في الإنجيل "بدء الخليقة"،

   &&&& ثم نقطة تفسيريّة دقيقة: لو صحّ أن "الجسد الواحد" هو فقط في الزواج الكنسيّ، لما صار العُهر (العلاقات الجسديّة خارج الزواج أو خلاف الطبيعة)، ومثله الزنا الزيجيّ (الخيانة الجسديّة)، خطيّة هكذا خطيرة حتى أن الرسول يحذّر أقسى تحذير بهذه الكلمات العطمى: "اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. [ii] كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ لَكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ" (1كو6: 18-20).. وشرح ذلك أن الرسول يرى، كما هو الامر فعلاً، أن العلاقة الجسديّة تجعل الجسدين جسداً واحداً، ومن هنا، ومن هنا قبل أي سبب آخر، فإن تلك العلاقات لا تليق بالمسيحيّ كونها تُدخِل غريباً أو عاهراً في الاتحاد غير المُستَحَقّ بجسد المسيح.. لهذا صاح الرسول ناعياً: "أآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاءَ زانيةٍ؟ (لاحظوا التشكيل)".. ماذا لو لم يكن في تلك العلاقة جسد واحد؟ ما كان الأمر بالخطورة التي تفرق خطيّة العُهر تلك عن كافّة الخطايا الأُخرى فرقاً مرعباً..
  ومن المضحك المؤسف أن البعض يختطفون الكلام ويخلصون منه إلى أن الحديث عن جسد واحد خارج الإكليل يدعو لاستسهال "الزنا" بينما الواقع كما ثبت أن تصحيح الخطأ هو الذي يرعى خطورة "الزنا" و"العهر" جميعاً، وأن "البدعة تلك" هي التي تقود إلى استسهال الزنا والتشجيع عليه باعتباره خطيّة متى غُفِرَت جاز لصاحبها الزواج :(

   &&&&& وليس هذا بدعاً، فالكنيسة بقوّة الحدس العُرفيّ تفرِّق منذ القديم بين الزواج الشكليّ بوثيقة وبين ممارسة الزيجة جسديّاً في أحكامها، والقصة المنسوبة إلى البابا ديمتريوس الكرّام (سواء وقعت بالفعل أم لم تقع) تشي باعتبار "الزيجة" في العًرف الكنسيّ فقط بقيام العلاقة الجسديّة بين الرجل والمرأة.. ويتفق مع هذا العُرف (ان الزواج المعتبر هو ممارسة العلاقة الجسديّة، أن البابا يوحنا السادس (الأـ 74 في سلسلة البابوات السكندريّين للكنيسة القبطيّة) كان أرملاً، وتنْصَبّ كل ردود الرسميين في الكنيسة على تنبير أن كونه أرملاً تفيد أنه لم يمارس العلاقة الزوجيّة مُقرِّين ضمناً أن في ذلك ما يكفي للإيفاء بقانون عدم زواج الأساقفة.. وأيضاً مصداقاً لذلك أن الكنيسة السريانيّة التي تعتمد قانون "بتوليّة الأساقفة" تقبل سيامة الكهنة المترمِّلين أساقفة..

 

   معنا إذاً مجموع ثمانية أدلّة تجمع تفنيد الخطأ وإثبات المعنى الصحيح للجسد الواحد، أضعفها يثبت بقوّة تفنيد الخطأ والتنبيه للمعنى الصحيح، الذي به تزيد خطورة وقدسيّة الزواج وبشاعة العلاقات الخارجة عنه لا العكس!
فبالإجماع الكتابيّ والتفسيريّ، المُعترّف به تقليديّاً أيضاً: الجسد الواحد هو وصف ونتيجة العلاقة الجسديّة.

 

   ما فرّقه الـله لا يجمّعه الإنسان!!

 

   ولكن يخطر سؤال يبدو خطيراً: إن كان الجسد الواحد يقوم رأساً على العلاقة الزوجيّة الجسديّة "المعرفة بحسب تعبير الكتاب) وكان هذا هو تفسير معنى "ما جمعه الـله" فهكذا يكون حتى علاقات العهارة والزنا تحتمي بتحريم تفريقها؟!؟
ولكن مهلاً،
فإن دقة كلمات الرب تحصِّن وصيّته ضد هكذا محاولة هزليّة، ومن وجهي المعنى فلا التفريق من الإنسان وحده بل من أمر الرب له، ولا الجمع من الرب وحده بل من تداخل عصيان الإنسان!!
أولاً: ليس هكذا اجتماع (في علاقة عهارة أو زنا) من الـله، حاشا، لأن الاستشهاد الكتابيّ الذي قدّمه الرب يقول: "يترك الرجل أبه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً" وهنا يعلِّق الرب فيقول "ما جمعه الـله"، فالاجتماع الزيجيّ المقدس الذي أشار له الرب لم يقتصر على تحول الاثنين لجسد واحد بل بدأ بترك الرجل أباه وأمه واختياره لامرأة ومن ثم التصق معها، فعمل "الاجتماع" أشمل من الصيرورة في النهاية إلى "الجسد الواحد"..
فليست علاقات العهارة مما جمّعه الرب حاشا وإنما اجتماع ليس من عنده لمن اختطف نعمة الجسد الواحد ودنّسها فاستوجب الدسنونة ما لم يسبق بالتوبة والافتراق ومع "الافتراق" تاتي النقطة الثانية: إن تفريق علاقة العهارة، قبل أن تكون من عمل الإنسان فإنما وصايا الرب تسبق وتأمر بإنهائها، ومن عدم طرق:
في أفضل الطرق فإنها تبدأ باستفاقة الإنسان لوصايا الرب وخضوعه لها ونقض تلك العلاقة،
وفي أقسى الطرق تأتي أيضاً من حكم الرب، وإلا فما هي عقوبة الرجم للزناة إلا أنها تصنع تفريقاً بالموت المحكوم به من ناموس الرب لا إنسان، بل ويختم على الكل ما خرج من فم الرب في تعليمه حين استثنى هكذا علاقات من الاحتماء بوصيّته، معتنياً في أربعة شواهد أن تلك العلاقات هي علّة الطلاق الوحيدة!! إذاً فـ"ما جمعه الـله لا يفرقه الإنسان" باقية وإنما التفريق حين ينبعي فيكون من الـله لا من الإنسان..والتجميع حين لا ينبغي يكون من الإنسان لا من الـله

فإذاً وعلى كل وجه ففي حالة علاقات النجاسة عافانا الرب:
فلا التجميع من الـله ولا التفريق من الإنسان،
فأما أثر توحيد الاثنين في جسد واحد وهو من أثر ما أودعه الـله في طبيعة الإنسان، بعمل الاتصال الجسديّ بينهما، يبقى من يسأل مستصعباً: أليس توحيد اثنين في جسد واحد هو من أسرار نعم ما اودعه الرب في الطبيعة الإنسانيّة بحسب التفسير؟ أفليس من ثّمَّ بشعاً أن يُقال عن علاقة عهارة أن اثنينها صارا جسداً واحداً في عهارتهما؟ والإجابة: يقيناً بشع، لا يقل بشاعة عن مستبيح تناول من جسد الرب ودمه وهو غير مستحق أو مستعد، ومع ذلك يبقى جسد الرب ودمه مقدسين فأمانة الرب لا يبطلها عدم أمانة الإنسان ويبقى المتناول بفير استعداد ملتصقاً بجسد الرب وإلا فلماذا تكون خطيذته بشعة لو لم يكن قد التصق بالرب عنوةً واختطافاً؟ فإذاً ما هو بشع ليس حجة لعدم حصوله، وإنما هو حجّة دامغة لدينونته، وما تكون بشاعته تجاسراً على نعمة الرب بغير استحقاق لا تنفي النعمة ولا تنفي التصاق المتجاسر عليها بها، وإنما تثبت دينونة بذات القدر على المتجاسر وتوجب قطعه من التصاقه الردئ بالنعمة، كالمتناول من جسد الرب متجاسراً فيبقى التناول من جسد الرب يصل الإنسان به صلة التصاق ولكنها صلة دينونة من تطاول على نعمة الاتحاد الروحيّ بالرب بغير استعداد، بقدر ما أن تناول المستعد يصل به للرب صلة التصاق روحيّ مقدس ومبرِّر.. وهكذا حال دينونة من يتطاول على نعمة الجسد الواحد فيستعملها في اجتماع من عنده لا من الرب، وقضية الدينونة هنا هي أساس ما يثبت خطورة كل المقال: فبقدر خطورة قداسة الامر بقدر شناعة تدنيسه، وهكذا يعود التفسير لمزيد من غظهار خطورة القضية أن الجسد الواحد ليس بفعل صلاة الإكليل، بل من صُلب العلاقة الجسديّة بين الاثنين، وهكذا تثبت شناعة خطية الزنا الجسديّ كونها تدنِّس مقدسات نعمة الرب في طبيعة الإنسان، وتوحد اثنين من حيث لا ينبغي، وخلاف ذلك والتعليم بغيره يخفِّض من غير أن يقصد اصحابه شناعة خطيّة الزنا.. ثم قبل ذلك بالضرورة يكون تخفيض لقداسة العلاقة الزوجيّة من حيث حرمانها من نتيجتها الثمينة التي وضعها الرب بها بتصيير الاثنين جسداً واحداً بها..

الخلاصة أن "ما جمعه الـله لا يفرقه الإنسان" باقية وإنما التفريق حين ينبعي فيكون من الـله لا من الإنسان..والتجميع حين لا ينبغي يكون من الإنسان لا من الـله وأن أيّة محاولة للعبث مع التفسير الصحيح فإنما يؤول إلى تخفيض درجة قباحة الخطيّة مقابل تخفيض درجة براعة الزيجة الصالحة..

 

   ردّ الفعل!

 

   فما هو ردّ الفعل، أو بالأحرى "رد العلم"؟ كيف لمن تجذَّرَ قي وعيه تلقين خاطئ هكذا أن يتجاوب مع علمه يقيناً بالخطأ؟ كيف يتلقَّى هذا التصحيح من عانوا من تجذّر الخطأ في أذهانهم وضمائرهم وُلِدوا فيه وتلقنوه كبديهيّة إيمانيّة؟

 

·        أبدأ بالإقرار بهذا بكل ارتياح:

   أنّ تصحيح هذا خطأ لا يُثير القلق عند الإكليروس، حتى كبارهم، بحسب ما اختبرتُ في كل مرّة كنتُ أقدّمه، وليس فقط لا يقلقهم التصحيح بل لقد أقرّ بعضهم صريحاً أو ضمناً بالخطأ [iii]..

 

   ^ وأسوق أمثلة رئيسة لهذا، أبدأها بمحاولتي العلنيّة الأولى لدفع المتكلمين لتحاشي الوقوع في هذا الخطأ بإضاءة الشواهد أمامهم، فكان نصيب المحاولة الأولى أن تجري على "بالتوك" في مؤتمَر كنسيّ مُذاع على الإنترنت، الذي حاضَرَ فيه عدة أساقفة، ولا أتذكَّر اسم الأسف الذي كان موضوع محاضرته قريباً من موضوع الخطأ، وكنتُ اتوقَّع أن ترِد الأسئلة لتستدعي ذِكر هذا الخطأ الشهير، فبادرتُ بإرسال سؤال ضمّنتُ فيه الشواهد والاستنتاج منها وبنيتُ على هذا سؤال عن معنى الإكليل إن كان مباركة أم كيف يكون الجواب؟ قلتُ في نفسي: طأعمل اللي عليَّ" وإن لم أتوقَّع خيراً للصدق، ولكن الرب خيّب مُرّ توجّسي وأتى على لسان الأسقف احلى كلام بالإقرار بهذه النتيجة الكتابيّة والموافقة على الغجابة الضمنيّة في السؤال أن الإكليل هو عمل مُبارَكَة وتصديق من الكنيسة على قدسيّة صحّة الزواج .. لستُ مُتَذَكِّراً بوثوق سم الأب الأسقف صاحب الإجابة، ولكن ربما يكون أنبا مارتيروس، فشكراً له وللرب من قبله على ما كان من بداية مبشِّرة وداعية للارتياح.. ولقد راجت الإجابة بين "زبائن" البالتوك وقتها بتعجُّب، ومن ناحيتي استثمرت هذه الفرصة أجدى ما يمكنني من استثمار J

 

   ^^ وللأسف لم تتوفَّر لي فرصة تسجيل صوتيّ لهذه البداية الطيبة، فانحصرت فاعليّتها في عملي بين من حضروا "أونلاين" وسمعوا، ولكن أكرمني الرب بعدها بنحو سنة بتسجيل أخطر دلالة، حين أفادني بعض الأحبّاء، مِمَّن يتابعون شخصي المتواضع، بـ هذا التسجيل من مؤتمر تالٍ! ويظهر فيه بصوت سكرتير المجمع المقدس بكل وضوح الإقرار الرسميّ، لأول مرّة على الإطلاق، بأن الجسد الواحد ليس حكراً على الزيجة الشرعيّة.. ومع ما أحاط بهذا الإقرار من حديث ممتلئ بما يحتاج الضبط والتصحيح وما به من محاولة مساومة بين هنا وهناك ، ولكن شاهد القصد هو هذا الإقرار الفريد J J

 

   ^^^  أخيراً عَرَضَ أمامي عديد من الكهنة، من أولئك الذين زاملتهم في الخدمة أو حاضَرْتُهُم بين مهامّ خدمتي كشماسّ مُكرَّس، فكان الجميع يسلِّمون سريعاً بالخطأ بمجرَّد وضع الشواهد أمامهم، وكان أكثرهم يستسخفون من البداية النتيجة المترتّبة على رفضهم للشرح الصحيح أي اعتبار زيجات العالم كلّه "زنا"، فمن ثَمَّ كانوا سريعو الاستيعاب للشرح الصحيح وشاكرين لحلّ لغز أرّقهم حيناً ما.. وكان بعضهم يسبقني في القول إن الإكليل هو مُبارَكَة كنسيّة كما يليق بأبناء الكنيسة الطالبين مباركتها واعتمادها لأمور حياتهم الكُبرَى J J J

 

·        ولم أجد القلق تجاه هذا الخطأ إلا من عموم الناس الذين يعيشون في مظنَّة أن كل ما تلقّنوه، وما افترضوه استكمالاً من عنديّاتهم، هو من الإيمان وهو ما يقول به كبار الرسميّين بداهةً وحتماً.. ولكن حتى مع هؤلاء وأشباههم فإن قليل من الشرح يتداركهم بعد الصدمة، ومثال لذلك المهندس (.....) الإكليريكيّ الذي تهوّر اولاً وقال "مصدَّقش بولس الرسول" قبل أن تدارك نفسه ويقول "كدة كل اللي اتعلمناه غلط" ليعود ويتّزن ويستريح لحقيقة أن "بعض ما تعلمه خطأ وليس كله" وهذا رابط لدرافت تفريع حواري الطريف معه..


   - ومن ذلك مثلاً جادلَ متهوِّراً شاب بغيظ وشراسة أن "السر" يعود لأيام آدم.. ولما سُئِل: هل يقدر أن يجد مصدراً كنسيّاً من الشروح التقليديّة التي يدافع عنها يدعم قوله الفجائيّ بأن العهد القديم كان به "أسرار كنسيّة" عاملة؟ تهرّب من الإجابة، وجادل بإفراط في أن "الالتصاق" لا يمكن أن يكون جسديّاً لأن الرسول يتكلّم عن الالتصاق بالمسيح الذي لا يمكن أن يكون جسديّاً، في خلط واضح وتعامِي عن المقابلة التي عقدها الرسول بين الالتصاق بالأنجاس جسديّاً والالتصاق بالرب روحيّاً، ولم يكفّ عن تكرار احتجاجه إلا لمّا وُضِع أمامه هذان السؤالان بتركيز في جملة واحدة: "واجِه قول الرسول (أآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية) ولا تراوغ عنه – ماتفسير ذلك؟ ولماذا بُنِي عند الرسول على شاهد سِفْر التكوين الذي اضْطـُـرِرتَ للإقرار أنه كان ممارسة مسبقة لـ(سرّ الزيجة)؟"، وهنا اختفى من المناقشة!!

ممدوح الاكليريكي#

 

 

   فما هو عمل الإكليل الكنسيّ؟!

 

   فلماذاالإكليل الكنسيّ؟ ما هو نفعه؟ كثير وعظيم على كل وجه.. هو بركة الكنيسة للعروسين، وهو إعلان الخضوع لها منهما، وهو إعلامها بزيجة رجل وامرأة من أبنائها لتقديم الأسرة كعضو اعتباريّ جديد في الكنيسة وجب أن يحصل على موافقتها حتى يستمر عنصراه في التمتّع بالتقرّب للإفخارستيا فيها.. فكأنّ الأكليل هو معموديّة "العضو الزوجيّ" الجديد في الكنيسة..
 %nbspولهذا شاهد من أقول الآباء الباكرة جداً.. يهديها النورانيّ إغناطيوس، حين يُوصِي أخيه في التلمذة المباشرة للرسل أن يرعى أن يكون الزواج في الكنيسة بمشورة الأسقف [iv] .. هذا يوافق تماماً ما سبق توصيف عمل الإكليل به: شاهد على الاطمئنان الكنسيّ لصحة الزواج ونفعه.. لم يتكلّم إغناطيوس عن "سرّ" ولا عن "احتكار عطيّة الجسد الواحد في الإكليل" بل تكلّم عن عمل الكنيسة كما ينبغي لتمييز الزواج المسيحيّ عن غيره..

 

 

   الخُلاصة!

 

   الخُلاصَة، بعد نفض الفهم الفاسد للإكليل المقدس، هي أن:

   + الجسد الواحد هو نعمة إلهيّة عامة لخليقته البشريّة..

   ++ ومن هنا تظهر خطورة خطيّة الزنا (الخيانة الزوجيّة لدقة التفسير) وعلاقات العُهر عموماً والزيجات المختلطة أن فيها يجعل المؤمن أو المؤمنة أعضاء المسيح أعضاءً لمن هم غرباء عن جسد المسيح أو قُبحاء أو غرباء على أي وجهٍ كان.. ومن هنا يقول الرسول صريحاً وصريخاً وملتهباً كيف يأخذ واحد أعضاء المسيح ليجعلها أعضاء امرأة عاهرة، وتلك ليست خطيّة كغيرها فبينما تخرج بقيّة الخطايا جميعاً من الجسد فتلك تدخل إليه.. فالآن بغير نفض الفهم الخاطئ إيّاه عن الذهن، فإن الشواهد الكتابيّة تتضارب، حاشا، ولا تُفهَم خطورة الزنا والعُهر على درجة تحذير الكتاب منها، فوق ما يترتَّب على الخطأ من أخطاء لاحقة (سأفرِد بعون ربنا مقالات خصوصيّة لتفنيدها)

 




مواضيع مُرتَبِطَة

درافت نُسخة إنجليزيّة للموضوع

نقاش عاجل بالإنجليزيّة على الموضوع: على فيسبوك

تصحيح رسميّ مع ما شابه من مساومات

حَسْم كتابيّ ولغويّ لمعنى كلمة "زنا" من مُقارَبَة النظر في شاهد غير مُتداوَل: "قض19"

كتلة أخطاء تفسيريّة ومنطقيّة في تنظير قوانين الزواج

نموذج مُريع لطلب الدليل، على قوانين الزواج، من أي شاهد اختطافاً

ونموذج غريب لأثر التلقين الخاطئ على الأذهان حتى الأساقفة

شواهد صريحة الخلوّ من وجه الاستشهاد

زواج غير المؤمنين معاً ليس زنا

أُخت زوجة

 

 

 

 

 



[i]  ويبقى في عُهدتي المتواضعة لتفنيد تلك الأخطاء بالتقصيل مواضيع ومقاطع فيديو بإذن ربنا

 

[ii]  كلمة "زنا" في هذه الفقرة الكتابيّة وفي كل شواهد المقال هي ترجمة غير دقيقة، فإن كانت تصح على وجه أن الزنا = عدم الالتزام بعهد فإن الأدق أن تُترجَم "عهر" أي علاقة جسديّة غير شرعيّة ولا سويّة، ووردَت في الأصل πορνεία

وهذا رابط لبوست به تفصيل لهذه المفردات!

 

[iii]  على أنني لم أسمع تصحيحاً ممّا قالوه قبل كلامي المتواضع بشأن تصحيح هذا الخطأ، فحقّ لي افتراض أن ما وضعه الرب على فمي كان سبباً لظهور الكلام الصحيح أو بعضه..

 

[iv]   ANF: vol. 1, Epistle to Polycarpos, ch. 5, p. 191,
ونَصّ آخر مطابق مُتَرجَم من النسخة السريانية لرسالة إغناطيوس:
ANF: vol. 1, p. 199.
وهذه ترجمة للمَقطع المعنيّ:
"ولكن يصير أن الرجال والنساء الذين يتزوجون، أن يشكلوا اتحادهم بموافقة الأسقف، حتى أن زواجهم يكون بحسب الإله، وليس تبعاً لهواهم الخاص. ولتُعمَل كل الأشياء لكرامة الإله"
(إغناطيوس: الرسالة لبوليكاربوس، الفصل الخامس)
..

 





Site Gate   Reopening Front Page   Main Table of Contents   Criticism   Ritual Corrections   Technical Eexegeses   History   Sign Guest Book