انتهى الدرس.. يا عرب

 

جريدة الأخبار

مفقود- والراجح أنه بتاريخ إبريل 1996

صورة ضوئية للمقال

نسخة آر تي إف للمقال

 

بقلم مهندس:

 باسل لمعى

 

   فى موجة اتضاع هوجاء وليست حسب المعرفة لم أكترث بحفظ هذا المقال.. ألقيت بالجريدة كيفما اتفق، حتى إذا عدت للبحث عنها متأخراً كانت قد ذهبت أدراج الروبابيكيا.. ولعل النسخة الوحيدة التى احتفظت بها لهذا المقال اللطيف لم تتحلل أو تُدشَت قبل أن تأخذ نصيبها العادل من زيت البطاطس المقلوة قلياً جيداً، والتى تبقِّع الحروف، حتى أفقد آخر أمل، ولو كان من ضروب الخيال، فى استعادة المقال بالصدفة مع شروة ساندوتشات.

 

   لقد كتبت المقال بعنوان انتهى الدرس يا عرب.. وكان الأجدر أن ألقن نفسى أنا أولاً الدرس فى الاحتفاظ بالوثائق الشخصية المهمة.. وبدلاً من التوسع الجغرافى الهائل على مستوى الشرق الأوسط كان الأجدى حصر "الدرس" فى حجرة نومى والعناية بحفظ وفهرسة الجرائد التى بها مقالاتي..

 

   هل من المعتاد أن ينشر واحد فى سنى وقتها وظروفى بصورة وتوقيع "بقلم فلان"؟ هل مثل تلك المقالات بتلك القيمة الإبداعية تُهدَر هكذا؟ وتضيع منى ومن القارئ المتابع لى إلى الأبد.. ما أحوج الإنسان للاتضاع دائماً، ولكن ألم يكن من الأولى والأصلح للاتضاع ولى أن أنسى نسخ الجرائد التى تحمل المقالات، طالما كانت تغرينى وتغوينى بالكبرياء، فتبقى محفوطة بعيداً عن سوء عملى وتنكيلى بها، بدلاً من أن أضعه فى رأسى لا أستريح حتى أُلقيها فتَلقى مصيرها المحتوم فى لف الأطعمة!

 

   سأحاول، وشئ من الشئ أفضل من لا شئ، تلخيص موضوع وفكرة المقال وأبرز تعابيره..

كانت تتصدّر عناوين نشرات الأخبار والجرائد احتجاجات الدول العربية على تجاهل مجلس الأمن المجهد لتفعيل قراراته من جهة، ومن جهة أبعد عدم إصداره قرارات جديدة أقوى تواكب الأحداث التى يتشكّون منها.. وكان التعبير الدارج الذى انفجر كأنما من بالوعة هو "الكيل بمكيالين" تارة يتهمون بها الأمم المتحدة وتارّات يتهمون بها الولايات المتحدة... فكان المقال يضع الأمور فى مواضعها هكذا:

-        ليس فى السياسة "كيل بمكيالين" ولكن بمكيال واحد وحيد هو المصلحة..

-        ليس فى هذه الحقيقة ثمة خداع أو مواربة، فإن قرارات العقوبات السياسية تصدر من مجلسي "الأمن" وليس من مجلس "العدل حق والخير والجمال".. والأمن هو أمن القوى التى تصرف عليه وتفعِّله وتفعل به ما يخدم أفعالها..

-        وأما افتراض أن مجلس الأمن هو مكحمة العدل ومن ثمَّ اللطم على مخالفته للحق والعدل والأصول والعشم فهو افتراض فاشل منطقيّاً لخدمة مرض نفسى معروف فى الاقو لدى النسوة المنكسرات قليلات الحيلة اللواتى يكملن عشاءهنّ لطماً..

-        انتهى الدرس يا عرب، فإما تفهموه الآن أو لن تتلقنوه بعدها، فلا أميركا ستكلّف خاطرها فى شرحه، ولا أنا سأعيد كتابة المقال J

 

   أليس ضياع هذا المقال خسارة؟ L