صك براءة ثلاثيّ

للطقس القبطيّ

من مخالفة تعليم الرسول عن أغطية الرأس الليتورجيّة (1كو11: 4)

ًًَُّ!!وما زاد على ذلك فهو من الدخيل المتأخِّر، ولكن ليس للتعليم الرسولي

 

Draft under Proofreading

 

 

فهرس:

     درافت مبكر وينوِرد للموضوع

موضوع هذا المقال الباحث:

خسارة فادحة هدّدَت المقال قرب نهاية العمل فيه

حدود الإشكال

استعداد مبدئيّ للتبرُّؤ

الطقس القبطيّ برئ في أصله وما زاد على ذلك فهو دخيل متأخِّر:

     براءة النصّ

     براءة التاريخ

               المئة 10: أنبا ساويرس

               المئة 13: ابن العسال   

               نحو المئة 15: أبو صبا

               المئة 15: البابا غبريال الخامس

               لغز تاج البابا في المئة 12!

               حدث بين المئة 15 والمئة 17 L

               كيف حدث تسلّل تلك العادة الدخيلة؟

     براءة بالقياس الكنسيّ على الكنائس الـ EOC

لم أُغطِّ رأسي J 

مُلحَق لروابط البوستات المُتَّصِلَة،،،

 

 

 

 

موضوع هذا المقال الباحث:

 

طالما تكرر السؤال لماذا يغطي الكاهن القبطيّ رأسه وقت الصلاة بينما الرسول يوصي بأن يكشف الرجل رأسه!!

وطالما لم تقنع الإجابة أحداً..

ولكن،،،

& لم يسأل أحد أصلاً لماذا هكذا وصية رسولية ويطلب تفسيراً لائقاً بها!

&& ولا نظر أحد أصلاً برويّة في مصادر الطقس القبطيّ الأصيلة!!

فأما تفسير الشاهد البولسيّ الذي طالما بقي ملغزاً لكثيرين فله مقال آخر [i]..

وأما هذا المقال فموضوعه هو تحرّي أصول الطقس عبر التاريخ والجغرافيا لعمرفة متى دخلت مخالفة الوصيّة بصرف النكر عن تفسيرها، وبشكر الرب ستظهر وتثبت براءة أصل الطقس من هذه المخالفة!!!

 

 

 

ومع اقتراب اكتماله، فُقِد العمل...... ولكن!!

 

بقيتُ فترة نحو شهر بين النصّ الكتابيّ وواقع الطقس القبطيّ مروراً بمصادره الأقدم جامعاً للمراجع ومتوقِّعاً للنتائج لأعود فأبحث عن شواهد تدعمها أو تستبعدها، هكذا حتى وصلت لما أحسبه إثباتاً لنتيجة أحسبها مدهشة،

وبقي العمل أمامي تحت التحفّظ بقصد إعلانه كاملاً الرونق والتصميم في أسلوبه وعرض صفحته كما يليق به بحسب تثميني له،

ودفعتُ ثمن الارتياء فوق ما ينبغي من حيث لم أنتظر:

فُقِد الموضوع وضاع مع ما ضاع في تلف الهاردديسك مع اسطواات الباك أب جميعاً :(

 

والآن وإذ قد شرعتُ في إعادة الكتابة لم أطمع في بداية المحاولة في أكثر من وضع السطور الرئيسة مستعوِضاً الرب في كمّ المراجع والفقرات الضائعة، وراضياً بقليلي، ولكن كان الرب كريماً مع هذا البحث المتواضع:

لقد حدثت عجائب: أكمني الرب أولاً بمن كان يتابع مجهودي المتواضع ويحتفط بكومنتاتي في صفحته، فأهداني رابطاً لكومنت [ii]  لخّصت فيه بعض نقاط البحث في إجابة على بوست له!

بدأتُ من واقع تلك الفقرة المختصرة وركنتها لحين عرضها كأثر من أطلال ما ضاع، على أنني فيما أبحثُ في مواضيع أخرى عَرَضَت لي بعض المراجع، المفقودة بياناتها، لهذا الموضوع رغم ندرتها تماماً!!

ومن هذا إلى ذاك حتى اكتمل الموضوع وصار لديّ درافت طيب له على فيسبوك، وسهل ترقيته لهذه الصفحة التي تحمل الصورة شبه الأخيرة من البحث الذي صار، كما سيلي عرضه، أتقن على بساطته من الأول..

 

وإذ اكتب هذه الفقرة في نهاية الكتابة فإنما أضعها في بدايته ليعرف القارئ المُتاابِع من البداية القيمة المضافة للتعب في الموضوع، ولا يبقى إلا كشف الموضوع الذي يتحرّى كشف الرجل لرأسه في الطقس القبطيّ البرئ في أصله مما داخله من عادة مخالفة،،،،،،

 

 

 

حدود الإشكال

 

قبل النظر في أصله، يلزم تعيين حدود الإشكال..

أول كل ما يلزم لفت الانتباه له من الخلط هو التمييز بين الزيّ الرمسيّ للرُتَب الكهنوتيّة والزيّ الليتورجيّ وقت الصلاة..

- فإذا ما قيل شئ عن تاج أو عمامة تميّز هذه الرتبة وتلك من الكهنة عن بعضها البعض أو عن بقية الناس فهذا لا علاقة له بمخالفة أو سوء تفسير الوصيّة الرسوليّة المعنيّة..

والمعروف والمفهوم أيضاً أنه وقت الإمبراطوريّة الرومانيّة ظهر التاج على رأس بابوات الإسكندريّة قبل غيرهم حين كانت الكنيسة تمثل مؤسسة من مؤسسات الدولة وكان رؤساء الأساقفة لهم أثر سياسيّ وبعضهم له مطامح سلطويّة لا مصلحة لإنكارها.. وهناك إشارات أن البابا كيرلس الأول (وهو أحد أبرز وأبكر مفاصل تاريخ التحول الكنسيّ نحو السلطة السياسيّة) ظهر بتاج في مجمع أفسس الأول.. وهناك إشارات عن تبادل بابا الإسكندريّة الروميّ تيجان من أباطرة القسطنطينيّة..

-- ثم في عصر الحكم العربيّ صارت العمائم هي ما يرتديه الكهنة خارج وقت الصلاة كحال غيرهم من علية القوم وذوي الوجاهة الاجتماعيّة ولا مانع من تمييزهم عمائمهم عن غيرها بحسب الرتبة، ثم في أوقات ذروة الاضطهاد كانوا لا أشك في ذلك يلتزمون بالعمائم المعيوبة التي يفرضها الحكم الظالم ولهم شرف حمل عار المسيح الأغنى من خزائن العالم..

--- وأخيراً في زمن الحكم التركيّ ظهر غطاء الرأس المعروف لدى الروم الشبيه بالطربوش التركيّ، وهكذا..

ولا لزوم للإغراق في تحرّي تفاصيل هذه القضيّة، فالنظر في المقال مُركَّز على غطاء الرأس وقت الصلاة الليتورجيّة، أيّاً كان الحال فهناك فصل عن "التاج" يستطرد خارج رداء الليتورجيّة ويُحيل لمراجع أقدم وأوسع يُرضي بعض شغف طالبي اتّساع النظر في هذه القضيّة[iii]..

على أني التزم بالتنبيه التفسيريّ أن التمحّك في أي شاهد كتابيّ لتبرير عادة التزيّن بلباس ملكيّ، ولاسيما التيجان، حتى خارج الليتورجيّة، فإنه بغير قيمة ما من جهة تكريم كهنوت العهد الجديد، وطالما عرف التاريخ زُهّاد الأساقفة من الأبرار الذين ينفرون من هكذا عادات وأزياء وطقوس شاملة تقديم البخور لهم والميطانيات وما إليه؛ إلا أنها مشكلة تحوّل المرجعيّة من المكتوب الذي لا يمكن أن يُنقَض إلى عادات محبِّي الاستعلاء من البشر الذين يظهرون قليلاً ثم يضمحلّون.. وبما اختم هذه الفقرة بأفضل من قول الرب:

"مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَاناً لاَبِساً ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ" (مت11: 8)..

 

وأما غطاء رأس الكهنة وقت الصلاة فحتى هذا به ما يخرج عن حدود المشكلة إلى مشكلة أُخرى!!

فغطاء رأس الكهنة وقت الصلاة يذهب مذهبين:

إما تيجان وعمم بهاء، أو طواقي وقلنسوات اتّضاع وزهد.. وكلاهما يقع في المخالفة على اتجاهين متباينين فإما الزهو بمجد الرب في غير موصعه وإما ترميز التواضع في غير موصعه، والتفصيل يلي:

وبداية المراجعة كما تنبغي هي الانتباه لمفاجأة تبرئة الغطائين جميعاً من مخالفة قصد وصيّة الرسول!! فهذا وذاك ليس هو غطاء الرأس الذي أوصى الرسول بعدم ارتدائه وقت الصلاة الذي كان رمزاً لليهود ولاسيما الفريسيّين منهم ولا يجوز بعد خلاص المسيح فوجب عدم اتّباعه في الكنيسة (ودقة قصد الرسول من وصيّته مُفسر ومُفصَّل في هذا البوست المتوفر رابطه في الهامش "i")!!

فأما تيجان وعمم البهاء فليس فقط لا تصطدم بالوصيّة، بل وتزيد قُدُماً في خط قصدها، على أنها تقع في مشاكل مغايرة!!

فالوصيّة تنهى عن غطاء رأس يفيد مذلّة الإنسان وتواريه تجاه الرب بينما أحد جوانب ظاهرة غطاء رأس الكهنة هو الترميز لجعلهم ملوكاً وكهنة، بل وحتى يفرطون في تبرير الزيّ بتعبير "عمّة البهاء" التي لهارون كاهن العهد القديم.. ومع ما في هذا من تضارب ضد تفسيرهم الخاطئ أن المرأة تُغطِّي شعرها على أساس أنه تاج لا يليق إلا طرحه أو تغطيته في محضر ملك الملوك، مع هذا التضارب فإن في هكذا ترميز مشكلة أخرى، فإن العمامة المنسوبة لهارون تلك دخيلة ولو كانت وقت الرسول لكان رجيحاً بأن ينبّه أنه لا يقصدها بوصيّته، على كل حال فتلك مشاكل أخرى خارج الدائرة المعنيّة بتتبّع مخالفة قصد الرسول بوصيّته.. هي إذاً رمز دخيل لم يمنعه الرسول لأنه لم يكن في زمنه، ورمزه لا يتعارض مع قصد الرسول في وصيّته، على أنه لا يجد مكاناً مستريحاً مع وصية أصيلة بنزع أغطية الرأس لاسيما ذات الدلالة اليهوديّة القديمة.. على وجهين إذاً تبقى "عمة البهاء" قلقة في وضعها الدخيل في الكنيسة القبطيّة: أولاَ-- فبينما الرسول يوصي ببناء رموز العهد الجديد على طريق إكمال العهد القديم الرامز للناقص، فإن الكنيسة تعود لترسِّخ دون وجه تعقّل لرموز قديمة، ثم ثانياً-- فإن التيجان تلك من حيث الشكل هي أغطية للرأس ما يصطدم "شكلاً" بوصيّة الرسول وإن لم يصطدم بالمعنى.. من ثَمَّ فليس من داعٍ على كل وجه لتيجان البهاء تلك سواء فسَّروها بعمامة هارون أو بتيجان ملوك سفر الرؤيا..

 

ولكن يبقى جزء كبير من الظاهرة المبتدعة، الذي هو "القلنسوة" التي تفيد الاتضاع وهي ليست "عمم البهاء"، وهذه تخالف الوصيّة، من حيث لم تحتسب، فمشكلتها ليست أنها "مجرد غطاء رأس" ولكن فوق ذلك فهي ترمز لما يعاكس وصيّة الرسول.. ليس في ارتداء غطاء الاتضاع موضع مع وصية الرسول الشارحة لكون رأس الرجل هو والمسيح اللازم الظهور..

وحتى مع هذا فالقصد ليس مخالفة الوصيّة التي لا يحسنون تفسيرها، وبالتالي لا يُحسّب عليهم مخالفة عامدة عن وعي وقصد، وإنما هم يخالفون وصيّة لا يفهمونها ومن يفوته المعنى فمخالفته تقلّ فداحتها عمن يفهم الهامش "i" يعرض رابط لتفسير الشاهد)..
وتبقى ملاحظة لا تخلو من الإضحاك!! أن المجمع المقدس للكنيسة القبطيّة قد قرر في جلسة 1\6\1996 منع ارتداء الكهنة "غير الرهبان" للشملة بدلاً من الطيلسان لأن الطيلسان يشبه عمة هارون ذات البهاء بينما الشملة غطاء رأس مخالف للوصيّة، وأما عن القلنسوة فلقد زاد من ترسيخها باعتماد ارتداء الأساقفة لها دونما أيّة محاولة تفسير حتّى!! ولو أحسنوا الطقس لماثلوا الكنائس "الأرثوذكسيّة" بكشف الكاهن لرأسه بدلاً من التماحيك التي وإن كان الواحد يحيطها بظروفها المخففة فإن عدمها هو الصحيح الذي لا يحتاج لمخففات..
(القرارات المجمعية، رابع عشر: الكهنة، الإصدار الثالث، 2011، ص99-- مع التنويه لعدم إدراج هذا المرجع في الفوتنوتس لإفرادها لمراجع إثبات كون غطاء الرأس دخيل في الكنيسة القبطيّة)

 

إذاً فمع كون هذا البحث غير المسبوق بنتيجته غير المعهودة دّضم تفسير وصيّة الرسول عن غظاء الرأس من ناحية، وأثبت استحداث غطاء رأس الكهنة في الكنيسة القبطيّة من ناحية، فإنه يستوقف بالضرورة من يستسهلون اتهام غطاء راس الكهنة في الكنيسة القبطّة بمخالفة وصيّة الرسول!! إن "عمة البهاء" لا تخالف الوصيّة التي لا تشير لها أصلاً، والقلنسوة الديريّة لا تخلف الوصيّة بشكل مباشرة وان كانت غريبة عن روحها، وعليه فإن تعيين الخطأ في غطاء الرأس يتصل بتعيين خطأ المتهجمين بغير وعي تفسيريّ ولا فهم لوصيّة الرسول أصلاً.. لزم توضيح ما هو واضح لدى ذوي الفهم والأمانة وإن غمض وأشكَل على البعض!!

 

والآن وبعد المرور على كافة أغطية الراس وقت الصلاة بتعيين دقيق أوجه المخالفة فيها، أفما بقي غطاء رأس بلا إشكال قطّ في الصلاة؟ نعم بقي: تاج العريس والعروس فهذا احتفال لا ديمومة فيه ولا ترميز مصطنع، ولا هو يُغطي الرأس لأنه مستدير حولها مفتوح من أعلى، فلا يصطدم من ثَمَّ بأي شئ.. ونعم بقي أيضاً: فإن جاء وقت الصلاة في برد أو مرض، فما المشكلة من غطاء رأس طبيعيّ لا طقسيّ!؟

 

إذاً انحصرت المشكلة المعنيّة بشأن وصيّة الرسول بولس في حدود مبدأ غطاء الرأس المخالف من حيث الشكل لا القصد، وإن كانت المخالفة الشكليّة مع براءة القصد أهون كثيراً فإن لُبّ الخسارة الناتجة عنها هو في التعمية عن قصد الوصيّة الذي يقدم تعليماً عظمياً كان حقيقاً بالطقس أن يبرزه إذ هي وظيفته في العبادة من حيث هو طقس يعرض الإيمان بالأشكال الظاهرة.. وفوق ذلك من جوانب الخسارة الناتجة من المخالفة الشكلية هذه فإن التضارب الظاهر يقلق البعض دون لزوم..

 

هناك إذاً عوامل تخفِّف من المشكلة وتحددها، ولكن تبقى المشكلة:

فالرسول يُوصِي بأن يكشف الرجل رأسه، وواقع الطقس القبطيّ أن الكهنة يغطون رؤوسهم بين تيجان البهاء أو قلنسوات الاتّضاع، فتنحصر المخالفة في الشكل لا في الموضوع، وإن بقي زيّاً دخيلاً بترميز دخيل لا يخلو من طفيف المشاكل..(

 

فمتى دخلت؟ ومن أين؟

 

 

 

استعداد مبدئيّ للتبرّؤ!

 

- لم يكن عندي أي مانع من التبرؤ من أي مصدر لأي خطأ، مهما كان قديماً وراسخاً ومحسوباً صحيحاً،

وليس عندي بعون ربنا خضوع لقاعدة: "الخطأ الشائع الخير من الصواب المتروك"،

فعلى الأقل إن تفهَّمت ووافقت على لزوم التعايش مع الخطأ لكون استئصاله أفدع عاقبةً متن تركه، فلا أقل من رصده في الشرح ونفض محاولات تسويغه بأدلة مصطنعة..

 

-- وعلى ذلك قما كان أسهل عليّ من تخطئة الطقس القبطيّ لو كان مخطئاً في قضية غطاء رأس الكاهن وقت الصلاة،

لولا أن،،،،،

 

 

 

انتهى البحث المتروِّي إلى أن:

+  الطقس القبطيّ برئ في أصله!

- وما زاد عليه من مُخالفة فتلك دخيلة متأخراً جداً مهما ترسّخت فيما بعد!!

+++ وصك البراءة ثلاثيّ: نصاًـ وتاريخاً، وقياساً!!!

 

 

 

+ براءة النصّ!

 

شهادة براءة أصل الطقس ثابتة بقوة صريح قول الخولاجي أن حتى الكاهن يكشف راسه في بداية الصلاة، ولا يٌقال قطّ بعدها وحتى النهاية أنه يغطيها!

فالخطأ مهما رسخ فقد انحصر في حيّز العادة الدخيلة..

يبدا نصّ القداس بعبارة "يكشف الكاهن رأسه" ولا يعود قطّ إطلاقاً لذِكر تغطيتها طيلة وقت القُدّاس!

ولا حاجة للفذلكة بإثبات مراجع وأرقام صفحات، فالمعروف لا يُعرَّف ولا أعرَفَ من "الخولاجي" في كل بيت قبطيّ بنسخة وأكثر..

@ أول صكوك براءة الطقس تأتي من أثبت نصوصه: فالخولاجي برئ وكفى وما زاد على ذلك فهو من افتراضات متعسفة للانتصار للعادة الدخيلة!

 

- وأما إذ يفترض البعض أن غطاء الرأس يدخل ضمن بقية الملابس ولا حاجة للتصريح به،

فهذا ما سيظهر بطلانه بنحرّي التاربخ:

 

 

++ براءة التاريخ!!

 

وطيلة التاريخ برئ من تلك العادة حتى وقت قريب جداً نسبيّاً!!

يوفر التاريخ شواهد غير متوقَّعَة، ولعلّها مذهلة لدى من تماشوا مع الحال الحاضر على أنه "تقليد قديم"..

والاستعراض التالي هو لمصادر قبطيّة محقّقَة يتحرّى كلماتها بكل دقة ممكنة ويخلُص لثبوت براءة واقع الطقس القبطيّ في الصلاة من تلك المخالفة حتى زمن قريب جداً نسبيّاً:

 

 

* المئة العاشرة

مخطوطة "ترتيب الكهنوت" المنسوبة لأنبا ساويرس أسقف الأشمونين:

 

*1) في الفصل "11" منها يُفصِّل قطع الملابس السبعة:

"التونية والزنار والأكمام الاثنين ويعلق في حلقه البطرشيل وشرح البطرشيل ألف صخرة وهي لفظة يونانية ثم يطلسه بالطيلسان ويلبسه برنس من غير قصلة وقد كملت السبع قطع التي للبدلة" [iv]..

 

أما تفسير الـ"بطرشيل" يمعنى "ألف صخرة" فهي محالو ةلغويّة من الكتاب لا يعني موضوع المقال تحرّيها وتصحيحها؛ وإن كان يلزم الكلام عن الـ"طيلسان" إذ يجوز أنه كان متصلاً بغطاء رأس أو يلف هو نفسه الرأس:

^ فأولاً الطيلسان في المعاجم هو الشال ويُلبَس على الكتف،

ولعلّ البعض يحاول تصوّر طيلساناً خصوصياً به يتصل بغطاء رأس كحال مثيله القديم في الكنيسة الغربيّة Amice، ولكن زمن الشاهد ينفي افتراض ذلك، فأولاً الكتاب قديم بحسب نسبته لأنبا ساويرس فهو نحو المئة العاشرة فإن لم يكن فهو ليس بعدها بكثير وهو زمن بعيد نسبيّاً عن التأثّر بالزيّ الغربيّ من حيث التاريخ ومن حيث شدة النعرة الطائفيّة آنئذٍ حيث كان الحنق على مجمع خلقدون لم يخفت بعد، ثم أن الكتابة أصلاً باللغة العربيّة فهي بريئة من ثمَّ من خلط الترجمات والكاتب يقصد الطيلسان بحسب معناه في اللغة التي يستعملها وعكس ذلك لا يكون إلا افتراضاً متعسفاً..

^^ ولو كان الـ"طيلسان" المذكور هنا يغطي الرأس في الرداء الكهنوتيّ فلماذا كان الحرص على ذِكر ألا يكون الـ"برنس" متصلاً بـ"قصلة"، ولا معنى لاتصال "قصلة" بالبرنس إلا ان تكون غطاء رأس متصل به لأن الكلمة باللغة العربيّة معناها الجزء المنقطع أو الرخو من الزرع وهو حال الجزء الذي يغطي الرأس حين اتصاله بأي زي يغطي الجسم كالبرنس او حتى الطيلسان..

^^^ ثم أن الكاتب إذا قصد غطاء للرأس ولديه كلمات تقليديّة لتسميت أغطية الرأس من واقع التاريخ القبطيّ الطقسيّ الحافل، فما الذي يدعوه لاستعمال كلمة عربيّة لا خلاف في اللغة العربيّة على معناها؟

يجوز أن يُساء استعمال كلمة في زمن متأخّر عن طريق الخلط ولكن في زمن باكر جداً نسبيّاً في وصف الملابس الكهنوتيّة باللغة العربيّة-- ما الذي يقود الكاتب لتسمية العمامة مثلاً، أو القلنسوة حتى، بالطيلسان؟!

ومن مقاربة أُخرى فاللفظ قريب صوتيّاً من "القلنسوة" أو كما تُسمّى "القلسوة"، على أن هذه المُقارَبَة لفهم قصده من الكلمة أضعف رجحاناً من حيث انه يستعمل فيما قبل كلمة "قلسوة" للإفادة بالـ"قلنسوة" [v]..

وليس ثمة مقاربة ثالثة تفسر الكلمة فهي إذاً غطاء رأس تلك القصلة" التي يفيد النص بخلوّ الـ"طيلسان" منها..

^^^^ وأخيراً يتّفق دور تلبيس الطيلسان مع كونه شالاً يُسدَل على الكتفين إذ يأتي بعد لبس البطرشيل، فهكذا فقط يكون ظاهراً وإلا غطّى البطرشيل عليه، فوق أن لبسه قبل البطرشيل يُربِك تسوية الأخير.. صحيح أن هذه الملاحظة لا تفيد بالضرورة خلوّ الطسلسان من غطاءرأس ولكنها على الأقل تثبت موضعه الأصليّ كشال فوق الأكتاف فإن كان به ما يزيد على ذلك فلزم ذكره وإلا صار الامر افتراضاً بلا دليل..

 

إذاً لا ذكر لغطاء رأس في كل الجدول، بل حين صارت شبهة أن إحدى القطع "البرنس" يجوز أن تكون متصلة بغطاء رأس"قصلة" نفى النص ذالك بوضوح!

ثم لا يذكر غطاء الرأس ولا لبسه إلا حين خروج الكاهن من الصلاة بعد "نزع البدلة الكهنوتية":

"وبعد ذلك يمضي الكاهن المتكرز يغسل يديه وينزع البدلة الكهنوتية ويغطي رأسه" [vi]،

كأنه بذِكر غطاء الرأس بعد نزع البدلة الكهنوتية يزيد من التصريح بوجوب عدمه وقت الصلاة!

 

مثير  هنا أن الذِكر الوحيد لغطاء الرأس جاء كدليل قاطع على عدمه وقت الصلاة بمنطق تأكيد إثبات الشئ يتضمّن إثبات نفي عكسه..

 

*2) رسامة البابا يكشف الاساقفة رؤوسهم فيها وأما البابا نفسه فـ!!:

في الفصل التاسع يصف الكاتب رسامة البابا فيذكر في البداية كشف الأساقفة لرؤوسهم قبل قراءات القُدّاس (المرجع السابق، فصل 9، ص26) ثم يفيد بكشف المٌختار للبابويّة لرأسه وقت وضع اليد عليه (المرجع السابق، ص27)..

وفي إشارة لاحقة للأساقفة يكرِّر أن الأسقف يغطي رأسه بلعد نزوله من الهيكل أي انه كان كاشفاً رأسه وهو في الهيكل [vii]..

وحتى البابا نفسه يغطِّي رأسه بعد نزولهخ من الهيكل فإذاً يكون كاشفاً لرأسه قبلها [viii]..

.

- على أن هناك عبارة مُثيرة تستدعي النظر، إذ يقول وقت رسامة البابا:

"ويضعون أيديهم عليه وراسه مكشوفة بالقلسوة السوداء خاصة ثم يكملوا تركيزه على سياقته إلى آخره إلى حيث الباسه البدلة" [ix]..

فهل يكون البابا تحت الرسامة لابساً "قلنسوة" سوداء؟ أم كاشفاً رأسه من أي غطاء؟

بحسب النص فهناك احتمالان لغويّان لتفسيره:

- أن يكون كاشفاً رأسه أي من العمامة أو من أي غطاء كبير بغير اعتبار للقلنسوة أنها غطاء للرأس..

وهو تفسير محتمل في حدود النصّ اللغويّ، وإن كان الأضعف من أوجه كثيرة:

^ فأول الملاحظات المضادة له بقوة كبيرة أن القلسوة سوداء ولباس الكهنوت كله أبيض أو ملون بألوان زاهية؛

^^ ثم إن كان المقصود أن يغطي رأسه بالقلسوة لكان الأوفق أن يصرِّح بذلك، لاسيما وقد تكرّر الحرص على كشف الأساقفة لرؤوسهم؛

^^^ فوق أن ذكر القلسوة السوداء يأتي قبل إلباسه البدلة البابويّة، فهل تتفق هكذا بدالة حين يلبسها مع بقاء القلسوة السوداء المتواضعة التي كانت له قبل سيامته غوق كونها سوداء؟

^^^^ ثم حين ينمتهي الكاتب للإفادة بأن البابا يغطي رأسه بعد نزوله من الهيكل في ذات قداس رسامته، فهل كان يعتبر أنه يصلي القداس بالقلسوة السوداء؟ إن كان ذلك كذلك فلماذا لا يُصرِّح به لاسيما أنه أمر مثير للترميز لو كان صحيحاً أنه ينفرد بارتدائها دون الجميع وكون الغطاء أسوج اللون على عكس حال بقية الزيّ؟!

 

+ أو يكون القصد أنه كاشفاً رأسه تماماً وتكون كلمة "بـ" القلسوة" تعود "يضعون أيدهم" فيكون قصد العبارة هكذا: "يضعون أيديهم عليه بالقلسوة السوداء خاصة وراسه مكشوفة"..

وهذا هو الأرجح سياقاً والأكثر استقامة لغويّاً بالنظر لقيام حجج غالبة ضد التفسير الآخر للنصّ..

 

إذاً مرة ثانية يظهر أن الأساقفة يكشفون رؤوسهم في القداس وفي الوقوف في الهيكل، والبابا بالمثل يغطِّي رأسه بعد نزوله من الهيكل.. وإن بقي احتمال "نحيف" أنه يغطي رأسه بقلنسوة سوداء وقت وضع اليد عليه الذي حتى ولو ثبت، رغم ضآلة احتمال هذا من كل الوجوه، فإنه لا يمثل أصلاً غطاء رأس للكاهن وقت الصلاة من حيث أنه كان موضوع الصلاة وليس هو المُصلِّي!!

 

الخلاصة الباكرة في البحث أنه نحو المئة العاشرة أو بعدها كان غطاء الرأس وقت الصلاة ليس فقط غير مُستَعمَل من القساوسة والأساقفة جميعاً، بل أن الواصف للزيّ يحرص على تأكيد خلع أي غطاء رأس حتى الخروج من الهيكل..

 

 

** المئة الثالثة عشر

كتاب "أبلغ الوسائل إلى علم الرسائل" لأبي اسحق ابن العسّال:

 

يفسِّر الكاتب المعروف جيداً عبر التاريخ شاهد (1كو11: 4-5) بما يتضمن بالضرورة أنه على زمنه لم تكن عادة تغطية رأس الكاهن معروفة..

إذ يقول:

"أما الصلاة هاهنا فهي صلاة الكهنة بالشعب في البيع المقدسة، وكشف رؤوس المصلين علامة الاتضاع (هكذا في الطبعة المحققة وصحتها اللغوية "الاتضاع") والمسكنة لـله تعالى ... ولهذا حلق القبط رؤوسهم ..." [x]..

^ فاولاً يعمم تفسير كشف الرأس بالاتضاع، ما يشمل الكاهن أولى من غيره؛

^^ ثم لا يذكر أي استثناء من كشف الرأس ولاسيما حين كان يلزم إثباته حال وجوده، على الأقل استدراكاً حتى لا يُؤخَذ من كلامه ما يثير تعجب القارئ وربما استقباحه لمخالفة الكاهن لـ"علامة الاتضاع" (بحسب تفسير الكاتب)..

^^^ إنه من الطريف أن تفسيره للوصية بكشف رؤوس المصلين الرأس ليس صحيحاً، ومع كونه كذلك فقد ساهم في تأكيد مصداقية شهادته على غياب غطاء رأس الكهنة وقت الصلاة في زمنه...

 

&& إذاً حتى المئة الثالثة عشر لا ورود لذِكر غطاء رأس، وأكثر من ذلك شواهد تغلق أي فسحة لافتراض أن غياب ذكرها ليس لغياب وجودها بل هي غائبة عن معرفة الواصفين ، وليس ذلك فقط بل أقوى من ذلك أن الإشارات تفيد بأنهم يعرفون بلزوم عدم وجودها..

 

 

*** نحو المئة الخامسة عشر(؟)

مخطوطة "أبو صبا" (؟):

 

تورِد المخطوطة المنسوبة لـ"ابو صبا" (؟) هذه القائمة للزيّ الكهنوتيّ:

"1- التونية ... 2- الإيبوميس "؟" على مثال أفود هارون ... 3- البطرشيل ... 4- المنطقة ... 5و6- الكمان... 7- بدلة القداس..." [xi]..

 

ليس من فرصة لتصوّر وجود غطاء رأس في الزيّ الكهنوتيّ الموصوف في عمل "أبو صبا" إلا في افتراض أنه الأبوميس او متّصل به، ولكن:

^ بمقابلة القائمة مع تلك الواردة في العمل المنسوب لأنبا ساويرس أسقف الأشمونين (الفقرة قبل السابقة) يظهر أن الـ"إبوميس" يقابل الـ"طيلسان"..

^^ ومن المثير جداً والموافق لسابق وصف الطيلسان أنه يغطي الأكتاف لا الرأس أن "أبو صبا" يحرص على وصف الإيبوميس بأنه على مثال إفود هارون أي الصدرة ولا شئ غير الصدرة وهي تحيط بالصدر على أنها تُعلَّق من الأكتاف، ولا تغطي الرأس على أي نحو [xii]!!!

إنها المرة الثانية التي يحرص فيها واصف للزيّ الطقسيّ أن يصف القطعة التي يمكن أن يُظَن على احتمالِ ما أنها غطاء رأس أو تتصل بغطاء رأس يحرص واصف الزيّ  أن يحيط وصفها بوضوح بما يفيد مخالفة حالها لهكذا مظنّة، إذ قد سبق نفس الحرص في المخطوطة المنسوبة لأنبا ساويرس أسقف الاشمونين في وصفه للبرنس!!..

^^^ ولم يبق من "تلزيق" غطاء رأس بالصدرة إلا افتراض من عنديّات بتلر سيأتي دوره في التفنيد في موضعه في الفصل التالي..

^^^^ ولكن ما تاريخ عمل "أبو صبا"؟ غير ظاهر أمامي من المراجع المتاحة، ولكن يظهر من لغتها ومن ربطها بعمل البابا غبريال التالي ذِكره أنها نحو المئة الخامسة عشر..

 

&&& المفيد حتى الآن أنه بعد تكرار حرص الواصفين للزيّ على إثبات خلوّه من أي غطاء رأس، فحتماً كان حال الطقس القبطيّ حتى نحو المئة الخامسة عشر خالياً من غطاء رأس للكهنة وقت صلاة القُدّاس..

 

 

**** المئة الخامسة عشر

كتاب البابا غبريال الخامس عن ملابس الكهنوت يفصِّل الملابس:

 

هذا هو العمل الاكثر رسميّة وإحاطة بالموضوع، وسباعيّة الزيّ الكهنوتيّ الليتورجيّ فيه هب هذه:

"1- التونية ... 2- الإيبوميس "؟" على مثال أفود هارون ... 3- البطرشيل ... 4- المنطقة ... 5و6- الكمان... 7- بدلة القداس..." [xiii]..

وفي القطع السبعة المذكورة لا يَرِد غطاء الرأس ما لم يكن ما وصل عبر ترجمتين باسم "إيبوميس" يشمل غطاء للرأس على أي نحوٍ كان، وهو مضوع النظر في هذا السطر:

^ فأولاً مقابلة القائمة بتلك الواردة في العمل المنسوب لأنبا ساويرس يضع الـ"إيبوميس" مقابل الطيلسان..

^^ ثم مقابلتها بنص أبو صبا الذي يفيد بوصف نفس الكلمة أنها مثل الإفود أي الصدرة السالف إيراد صورتها،

فإن قائمة البابا غبريال تخلو من ذِك أي غطاء رأس بكل اطمئنان، وكان ذلك في عمل مؤرَّخ بسنة 1411 م [xiv]..

 

&&&& جيد وكريم أن تتوافق قائمة البابا غبريال مع ما سبقه (وربما لحقه) من أعمال لبعض المشتغلين بالشأن الطقسيّ، إذ يتفق الجميع بدقة تفوق حد الاطمئنان الكافي على خلوّ الزيّ الكهنوتيّ وقت الليتورجيا مما يخالف وصية الرسول (حتى مع وجود خلافات على تفسيرها)..

 

 

فالآن فبعد ثبوت خلوّ الزيّ الكهوتيّ وقت الصلاة الليتورجيّة من غطاء الرأس في أكثر من عمل مبكر ووسيط، ثم اختتامهم بقائمة البابا غبريال الذي يقدّم قائمة تخلو مما يفيد بالعكس، في عمله 1411، فلا يبقى لناظر في الأمر شبهة مظنّة أن الحال كان خلاف ذلك قبلها وحتى وقتها، ثم لا يبقى إلا البحث عن نقطة دخول تلك العادة المخالِفة في زمن لاحق، وبعون ربنا يدرك البحث هذه النقطة ويحقّقها بأكثر دقّة ممكنة:

 

 

- استثناء "فرج الـله" المٌلغِز

تاج على رأس البابا في القداس:

 

حتى المئة الخامسة عشر بقي الحاضار هو اختفاء رأس الكاهن وقت الصلاة عن الطقس القبطيّ..

فهل يمكن الاطمئنان أن البحث غطّى كل المصادر المتوفرة حتى هذا التاريخ؟

 

هناك استثناء مُلغز على الجميع، من واقع مخطوطة تعود للمئة الثانية عشرة منسوبة لكاتب غير معروف الشخصيّة ظهر باسم "الأسقف فرج الـله أسقف أخميم"، والتي يتكلم فيها عن تاج يرتديه البابا في القُدّاس [xv]  ..

لقد أقرّ "بتلر" أولاً، مع انحيازه لهذه الشهادة فوق الطبيعيّ، أنها شهادة "منعزلة"، وأن فكل المصادر الأخرى لا تتفق معها، ومن ثَمَّ يجد بذلك بعض العذر لـ"ديزنجر" الذي يرفضها ويفترض وقوع بعض الخلط فيها [xvi]..

على أن "بتلر" مع ذلك قد تمسَّك بشهادة المصدر "المنعزِل"  ("الأسقف فرج الـله الأخميميّ) ودليله أمر غريب، أنه شاهد صورة لتاج مماثل للموصوف من الأسقف الأخميميّ في كنيسة "أبو سيفين" يرتديه الشمامسة  [xvii] !!!

 

الشاهد هنا هو إقرار الجميع بان شهادة "الاسقف فرج" غير موافقة لأي من المصادر المتوفرة، ولذلك فرفضها هو الأمر الواجب إن لم يتوفر لها شهادة أخرى..

وأما "ديزنجر" فهو يرفض ثم يفسِّر سبب تلك الشهادة بتفسير يعترض بتلر على صحته ومعه حقّ منطقيّ، فـ"ديزنجر" يقول إن كلمة "cap" هي خلط أصله كلمة amice "الشملة" أو "الطيلسان"، وبتلر" يرصد ان كلمة amice وردت مستقلة في ذات القائمة فإذاً يكون الخلط ضعيف الاحتمال.. الاعتراض وجيه..

وعلى كل حال من ضعف تقدير "ديزنجر" لعلّة ظهور تلك الشهادة الملغزة، فإن "بتلر" يقدم ما هو أعجب لتأييد قبوله لها!!

إذ يدعمها بأن الشمامسة بعد سبع مئات من السنين كانوا يلبسون تاجاً يشبه ما وصف "الأسقف فرج" تاج البطاركة به.. ويزيد رأيه دعماً بالدفع بملاحظة ارتداء الشمامسة للطرابيش في زمنه..

ويسمي هذا "ومضة كهربائيّة مقنعة"!!

ولكن الواضح أنها "لسعة بحثيّة لتسويغ ملاحظته" ولعله كان فخوراً بسعة اطّلاعه على الآثار القبطيّة في الكنائس القديمة فأراد أن يربط المصادر القديمة بها..

 

وبين هذا العالم وذاك فإن هناك أسباب ابسط تفسر وصف الأسقف القبطيّ القديم لرداء البابا وقت القُدّاس بأنه يشمل تاجاً: فقد يكون الخلط قد وقع بين التاج المألوف من القديم في الزيّ العام للبابوات، وبين زيّ الصلاة.. وقد يكون الخلط متأثِّراً بمصدر غربيّ في زمن الحروب الغربيّة ضد الشرق واتّصال المصريّين بالفرنجة ولاسيما لبقائهم في القدس في وقت معاصر لوقت الأسقف "فرج الـله".. أو قد يكون هناك مبالغة من جانب البابوات القبطيّين في ارتداء التاج وعدم خلعه وقت الصلاة.. ولم لا لهذه العادة يسيرة التهاون وعمّا قليل من الزمن وفي ثلاثينيّات المئة الثالثة عشر سيظهر بابا يفعل ما هو أفدح كما يرصد عليه التاريخ المعروف..

 

على كل حال فإن أقصى ما يقلق به هذا المصدر خط سير ما سبقه من مصادر هو لا أكثر من "تاج على رأس البابا"..

لم يذكر غطاء رأس لكهنة، ولا حتى لأساقفة..

هذا بفرض دقة الشهادة التي أجمع الجميع على أنها "منعزلة" عن كل ما توفّر من مصادر..

فليكن أن "الأسقف فرج الـله الأخميميّ" قصد أن البابا كان يلبس تاجاً في القداس في زمنه وقبل زمنه حتى، فهذا استثناء في الشهادة يشهد لاستثناء في العادة..

ويكون بفرض صحة حدوث ذلك في عهده الباكر نسبيّاً أن البابا القبطيّ قد بالغَ في عادة لبس البابوات للتيجان (البابا الروميّ والقبطيّ جميعاً وهذا ثابت من التاريخ على كل حال)، فدخل بالتاج للقُدّاس، وتكون بداية "نحيفة" لتعميم العادة على الجميع فيما بعد، ولكن الثابت للآن أنا لم تكن قد تعمّمَت حتى ما انتهى الفحص إليه في المئة الخامسة عشر..

 

 

حدث بين المئة 15 ونهاية المئة 17 :(

 

على أن هناك كتاب منسوب لـ"أبو دقن" الذي عاش في مطلع حتى نهاية المئة السابعة عشر،

والكاتب منشور أولاً باللاتينية (1675) ثم مترجم منها للإنجليزيّة (1693) في يتكلم وقت قريب لانبا غبريال،

يتكلم عن "كاكولا" أي "قلنسوة" بلا شك :(

ويصف قبلها الـ"إفود" بأنه يُلَفّ حول الرأس، في تطور واضح لشكل الإفود بما يخالف أصل شكله الثابت [xviii] ..

ومثله تقريباً "فانسليب" [xix] :

 

أما عن "القلنسوة" المتصلة بالرداء Cope (الغفّارة كما تُسمَّى بالعربيّة) بحسب ما ظهرت في الترجمة اللاتينيّة لعمل "أبو دقن" غير المتاح، فهي:

pallium cum cucullo

أي عباءة وغطاء (على الرأس بلا احتمال آخر)، وهو الزي المعروف للآن وطالما يُستَعمَل في الاحتفالات الكبرى، وهو ما يوافق وصف "أبو دقن" له أنه وإن القساوسة والشمامسة والإيبيدياكونات يرتدونه فإن هذا يمتنع في حضور الأسقف..

وفي وصف فانسليب فإنه لا يرتديه القسواسة ولكن الأساقفة.. منطقيّ وموافق للحال الراهن.. لقد رُصِدَت إذاً في نحو المئة السابعة عشر جذور ما نما الطقس إليه الآن.. لم يتغيّر من ذلك الوقت إلا استبعاد الشمامسة من التحلّي بازياء مميزة كهذه :)

 

وأما عن توصيف الـ"إفود" (بحسب فائمة "أبو دقن") أو "الطيلسان" (بحسب قائمة "فانسليب") بأنه يُلَفّ حول الرأس فهنا بلا شك تحريف لأصول الكلمات لغويّاً وطقسيّاً كما ثبت من سابق العرض، ولكن هذا منطقيّ بعد ثبوت كسر العادة الموجبة لكشف الرأس وقت الصلاة الليتورجيّة.. وهكذا وصف يستدعي صورة غطاء الرأس الظاهر في صورة أنبا انطونيوس الأكثر رواجاً، أي القلنسوة التي تستطيل حتى تنسدل على الأكتاف وتطال الصدر تقريباً، وليس ثمّة إشكال في أغطية الرأس لتمييز الرُتَب والتمشّي مع عوائد الازمنة والمجتمعات طالما هي تُخلَع وقت الليتورجيّة..

ولكن على كل حال لقد ظهر غطاء الرأس أخيراً وعمّ كل رتب الإكليروس وحتى عموم الشعب، وبقي الحال على ما هو عليه ولم يتراجع إلا بشأن المرتلين والقرّاء، فهم لا شعب ليس لأحد سلطان عليه ولا رتب عليا تصدر هي القرارات ولا رتب متوسِّطة تحرص الرتب العليا على تمييزها..

 

لا حاجة للفحص والتحرّي لإثبات وجود غطاء رأس للإكليروس وقت الصلاة في المئة السابعة عشر، شاملاً رجال الشعب أيضاً كما هو الحال في القرى حتى يومنا هذا، وينبغي قبول إفادة "أبو دقن" و"فانسليب" بلا داعي لمحاولة إثبات العكس: أولاً لأن النص ثابت وثانياً وقبلاً وبداهةً لأنه لا حاجة للواحد لإثبات أي شئ عنوةً وعلى خلاف الحقيقة..

إذاً كان هناك مع النصف الثاني من المئة السابعة عشر أو قبله غطاء رأس يرتديه الإكليروس القبطيّ وقت الصلاة ويشمل من الشمامسة للأساقفة وأحياناً الشعب (الأرجح أنه يقصد عادة دخول الرجل للكنيسة بالعمّة)

وبحسب التسمية التي وصلت عن طريق ترجمة واثنتين فالأرجح أن الغطاء المقصود في الوصف هو مثيل لما يظهر في الأيقونة الأشهر لأنبا أنطونيوس أي غطاء يلف الرأس ويحيط بالرقبة وينسدل منه جزء على الكتفين..

 

 

كيف حدث التسلّل؟!

 

ولكن وإن كان لا تساؤل ممكناً  لمراجعة ما هو ثابت الآن، بحسب ما وصل إليه البحث، من تسلل تلك العادة الدخيلة في المئة السابعة عشر أو قبلها بقليل، فإن استكمال البحث يستدعي النظر في علّة هذا التسلّل في كنيسة تثقدِّس التقليد وتعتبر التمسّك به أفضل من رفقائها بكثير..

 

أول الملاحظات أن التاريخ الطقسيّ المعروف يخلو من ظهور "إعلان" بوجوب تغطية الرأس.. ولا تسبيب رسميّ يفسّره..

إذاً تلك العادة "تسلّلت بغير لحظة فارقة بعينها.. بين أواخر المئة الخامسة عشر وأوائل المئة السابعة عشر..

 

فمن أين تسلّلَت؟

المعروف أن غطاء الرأس وقت اللليتورجيّة غير معروف في الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة EOC في مراحل التقديس من الليتورجيّة،

ولكن كان الغربيّون يستعملون غطاء الرأس في المواكب الخارجة عن صحن الكنيسة وحتى في أثناء التقديس اتّقاءً للبرد والعواصف بحسب طقس بلادهم، ولقد مرّت اميز قطع أرديتهم الليتورجيّة Amice باتصالها بغطاء رأس قديماً ولايزال بعض كنائسهم تستعمل هذا الشكل وإن غالب عليه الشكل الحاليّ فوق الكتفين وحول العنق..

والمعروف أنه قديماً وحتى الآن فالرتب العليا فيهم تضع الطاقيّة على اختلاف ألوانها: البوب قبعته بيضاء والكرادلة حمراء والأساقفة أرجوانيّة ودون ذلك برؤوس مكشوفة..

(ومن طريف مفارقات الموضوع أن القبعة اليهوديّة Kippah والمتماثلة تقريباً مع قبعة الكهنوت الروماني تلك هي ما قنّنته مجامع يهودية متأخرة بديلاً لغطاء الرأس الفريسيّ الذي هو عين "البرقع" الذي تكلّم عنه الرسول بولس وقال إنه لايزال موضوعاً على أعينهم وعلّم بعدم تغطية المسيحيّرأسه وقت الصلاة كعلامة طقسيّة مقابلة للمعنى القديم الذي أبطله عمل المسيح، فكأنما يتلاقى غطاء رأس هذا مع ذاك حتى في الشكل ولا كأن لدى المسيحيّين وصيّة لمن يسرّه الطاعة لها ولها تفسير لمن يريد فهمه)

 

إذاً بقي بعض غطاء الرأس في الغرب ولكن ليس كالقديم، على أن نقطة النظر هي ما كان في القديم الذي تٌجمِع الشواهد على اتّساع واعتياد استعمال غطاء رأس بهيّ وقت الصلاة إبّانه في الكنيسة الرومانيّة..

أما الكنائس الشرقيّة فكان غطاء الرأس في صور التيجان التي تميّز الرتب العليا تُستَعمَل في المواكب والاحتفالات وما إليها ولكن الثابت من الطقس الشرقيّ للآن عدم تغطية الرأس في وقت التقديس وقراءة الإنجيل..

فوق ما ثبت من كل ما سبق فحصه أن الكنيسة القبطيّة لم تعرف غطاء الرأس وقت الصلاة وبتدقيق أوسع من بقية الكنائس الشرقيّة فيما يظهر من حيث أنه لم يكن تغيير للحال ولا تمييز بين فقرة وأخرى في القُدّاس القبطيّ طيلته، منذ يُقال: "يكشف الكاهن رأسه ويقول إلايسون إيماس..." حتى خروجه وتغطيته لرأسه بحسب عوائد الزيّ خارج وقت الصلاة الليتورجيّة..

 

فمن أين يمكن أن تتسلّل تلك العادة إلا من الكنيسة الغربيّة؟

لزم النظر مع وصول البحث لهذه النقطة إلى تأثير وأبعاد اتّصال الكنيسة القبطيّة بالكنيسة الغربيّة آنئذٍ..

 

ولا حاجة بالتفتيش عن نقطة بداية للبحث في بطون كتب التاريخ، فشاهدا الحالة، وهما "ابو دقن" و"فانسليب"، يقومان بإثبات القصد فوق الحاجة،،،،،،

 

فاما "فانسليب" فهو نفسه دومنيكانيّ أتى مصر سنة 1672-1673 ليدرس الكنيسة القبطيّة [xx] ..          

انظر أيضاً السيدة "أ. ل. بوتشر الانكليزية"، تاريخ الأمة القبطية (وكنيستها)، المجلد الرابع، مطبعة "صاحب جريدة مصر"، مطبعة الفجالة-- 1907، ص170)

 

وأما "أبو دقن" فتظهر عوامل اتّصاله بالغرب بما يكفي لإظهار الأثر الذي أحاط بعصره حتى أنه حين ظهر وجد الاتّصال بالغرب أمر ميسور ومتاح بلا غرابة، وهذه بعض ملاحظات ما يفيد ذلك:

& يرصد "ابو دقن" في عمله الفروق بين كنيستنا والرومان الكاتوليك،

&& ويختم بالمقابلة بين تعليم أولاد القبط وأولاد الأوروباويين،

&&& عبر عدة ملاحظات تفيد اطلاعه المباشر بحالهم مثل أن القبط يصومون أنسك من الرهبان الأوروباويين،

&&&& وأبرز الكل وجود كتاب باسمه في أوكسفورد غير معلوم من أوصله إلى هناك بينما لا يوجد له نسخة لدينا فالأرجح أنه هو نفسه من نقل الكتاب في زيارة مطولة ومفصلة..

&&&&& وتزامن مع زمنه زيارة "فانسليب" الدومنيكانيّ [xxi] ..

&&&&&& ومن الطريف أن هناك بذرة بحث متقنة عنه من عمل "الأخ وديع الفرنسيسكانيّ"  [xxii]  ، والتي كان لها الفضل في تسهيل استعادتي لكتابة هذا الفصل برصد كل المراجع عن أبو دقن بأرقام الصفحات ما سَهّل عليّ، فالشكر واجب هنا..

فإن كان حال الاتّصال مع الكنيسة الغربيّة في أواسط وأواخر المئة السابعة عشر هكذا، وكان غطاء الرأس قد ظهر ويبدو أنه كان قد استقرّ وقتئذٍ، فهل كان هناك هكذا اتّصال مؤثر قبلها جدير برعاية نمو تلك العادة وترسيخها؟

 

ليتركّز النظر الآن في تاريخ المئة السادسة عشر:

ولا ثمَّة عجب أن يشهد الفحص سريعاً للتوقّع السابق بغير تحيّز، فإن المقدمات السليمة تقود لاستنتاجات رجيحة تدعمها الشواهد الموضوعيّة:

فإن طيلة المئة السادسة عشر وتحت وطأة الاضطهاد العثمانيّ جرت ثلاث محاولات لتطويع الكنيسة القبطيّة للكنيسة الرومانيّة،

بدأت الأولى بطلب من امبراطور الحبشة داود وبعده ابنه إقلاديوس ونجحت تلك لوقت في الحبشة،

والثانية تركت اتّصالاً ودوداً بعد بعثة من جانب بابا روما إلى بابا الكنيسة القبطيّة غبريال السابع،

حتى انتهت الثالثة بما هو أخطر ألا وهو إعلان البابا يوحنا الرابع عشر بقبول العرض الرومانيّ، ذلك قبل أن يموت ويرفض أساقفته اتمام هكذا اتّفاق [xxiii]   ..

صحيح لم تنته تلك المحاولات بالنجاح إذا كان مقياس النجاح هو إتمام خضاع الكنيسة القبطيّة، ولكن موضوع النظر هنا هو حدوث اتّصالات تتسرّب العوائد في جوّها ويلتقطها بعض القبطيّين وتترسّخ.. وهو ما أقدِّر أنه حدث وله مثائل في دخول بعض الأيقونات محل حفاوة متأخِّرة من روما في العصر الحديث على ما بها من رموز تنبو عن التعقّل [xxiv] ، وأيضاً دخول صيغ شروح إيمان كذلك حين صارت الاتّصالات متوفِّرة، فلم لا يكون قد حدث المثل حين بدأت الاتّصالات تحت مؤثِّر الاضطهاد التركيّ الخانق، ولاسيما وليس ثمَّة تفسير لظهور عادة غطاء الرأس وقت الليتورجيّة إلاه؟؟!!

أظن بذلك تم عرض التاريخ ومعرفة زمن فترة التحوّل وعلّتها..

 

@@ التاريخ إذاً يستغرب تغطية الكاهن القبطيّ لرأسه وقت القُداس، بل يظهر مزيد من التدقيق القبطيّ فوق مقابله الروميّ بالحرص على كشف الرأس حال الوجو في الهيكل حتى بدون صلاة قُدّاس،

ولم يظهر من استثناء إلا استثنائين احتماليّين غير ثابتي التحقّق، حتى إذا ما افتُرِضَ تحقق أحدهما أو كليهما فهم لا يزيدون عن غطاء رأس البابا بقلنسوة وقت سيماته واعتياده لبس تاج، هذا بفرض صحتهما وتجاهل عوامل ضعف هكذا احتمال؛ ولكن يبقى أن البحث ينظر لعادة تعمّ (بدرجة القانون) الزيّ الكهنوتيّ العام وقت الصلاة، فلا يجد له شيئاً في التاريخ إلى حتى المئة الخامسة عشر حيث وصل البحث بهذا التدقيق الواضح!!

 

 

 

إلى ما قبل هذا السطر أعاننا الرب عبر التاريخ لنتحقّق بعد استعراض شاق لمراجعه من اتفاق الأصل مع الخولاجي الحاضر للآن القائل إن الكاهن يكشف رأسه، ولا يعود يذكر تغطيتها.. إذاً التأمت الدائرة بكل توافق من أول التاريخ إلى الخولاجي الحاضر بيننا للآن، لا يخرج عن الاتفاق إلا دخول العادة المخالفة في زمن متأخِّر جداً تحت تأثير الاتّصال باللاتينيّن الذين نفضوا عنهم تلك العادة بينما بقيت عدواها فاعلة فينا!!!!

الخولاجي والتاريخ يتفقان، ومن فم ساهدين تُؤخَذ الشهادة شاهدين أو ثلاثة، ولا يزال للشهادة شاهد ثالث هو الكنائس الشرقية الخلقدونيّة الأقرب لنا طقسيّاً خلا بعض العوائد الطقسيّة التي منها تلك العادة:

 

+++ براءة بشهادة القياس الكنائسيّ!!!

 

ويتوفَّر شاهد ثالث لدعم براءة أصل الطقس القبطيّ من تلك العادة المخالفة عادة تغطية رأس الكاهن وقت الصلاة، من واقع "القياس الطقسيّ" على واقع حال الكنائس "الأرثوذكسيّة الشرقيّة" EOC..

فإذ يتوفَّر خلوّ هذه الكنائس من عادة تغطية الرأس وقت التقديس وقراءة الإنجديل فيرجح بالقياس البسيط براءة الكنيسة القبطيّة بدورها في الأزمنة الباكرة حيث لم تتباعد أمورها عن الجانب البيزنطيّ كثيراً كما حدث بعد ذلك بعوامل الزمن وتأثيرات اللتننة المتابينة على كليهما..

نعم الواقع حتى الآن أن الكنائس الشرقيّة تلك لا تستعمل غطاء الرأس في فقرات التقديس،

وإن كان الكهنة يغطون رؤوسهم في بقيّة فقرات الليتورجيّة بحيث يظهر احترام خصوصيّ لفقرات التقديس وقراءة الإنجيل..

وينسب باحثوها دخول غطاء الرأس (في بعض وقت القداس وليس كلّه) لتأثّر الكهنة بعادات الأديرة،

وبعضهم يطالب بتصحيح هذا الوضع فيها..

إن حجيّة الطقس البيزنظيّ على كنيستنا لا ينكرها عارف..

وما ينفرد به الطقس القبطيّ دون البيزنظيّ يميل نحو مزيد التجريد لا الزخرفة فإن كان البيزنطيون لا يرتدون غطاء الرأس إلا في غير وقت الإنجيل والتقديس، فبالمقابل ينتظر الباحث توقع ان الطقس القبطيّ غما يماثله في أصله أو ينزع لعدم معرفة غطاء الرأس طيلة وقت الصلاة..

ومن أدلة ان الطقس القبطيّ يميل لمزيد من التجرد هو حجاب الهيكل الذي لم يعرف صورة "حامل الأيقونات" إلا في نهاية المئة التاسعة عشر وبانتصار بطئ مع بقاء نص الخولاجي يفيد بتسمية "الحجاب" ولا يعرف "حامل الأيقونات"..

 

- ولكن ماذا عن قديم الشهادات بلبس بعض بابوات وأساقفة الإسكندريّة تيجاناً؟ بل وحتى انهماك الدارسين في التمييز بين تاج لرتبة وأخرى؟

 

 

@@@ يتكوّن الآن صك براءة ثلاثيّ الأبعاد:

خولاجي،

وتاريخ،

ومجمع كنسيّ تقليديّ وكبير!!!

الجميع يُجمِعون على غربة تلك العادة عن كنيستنا من حيث الأصل؛

على أن كل ذلك ليس إلا "نافلة" عندي لا تقدم ولا تؤخِّر ولا تلغي قانونيّة صلاة ولا نفعها،

ولكن كالعادة، فالمشكلة التي أواجهها هي:

محاولة ليّ معنى النصّ الكتابيّ للدفاع عن عادة شائعة تستقر في اذهان "المفسرين" انها صحيحة ويلزم الدفاع عنها على حساب أي مكتوب وأي منطق..

 

 

 

لم أُغطِّ رأسي..

 

أكرم الرب كاتب هذا المقال بأن يكون مصداقاً فريداً في تاريخ الكنيسة القبطيّة لتعليم الرسول بولس!

إذ وأنا في رتبة دياكون مُكرَّس وحين كان غطاء الرأس لي مطلوباً شرحتُ موقفي منه وانحيازي لموافقة التعليم الكتابيّ، ووافقني كبير!!

وهذا رابط لمقطَع يشرح ذلك الموقف الفريد بصوت الكبير علناً.. وأعفو عن المقال من التثقيل عليه مكتفياً بالرابط [xxv] ..

 

 

 

مُلحَق روابط البوستات المُتَّصِلَة،،،

 

·         درافت أوليّ للموضوع على فيسبوك حيث حاولت إعادة بنائه بعد ضياعه قبلاً..

·         وللمتابعين هديّة ثمينة تقضي بعض الغرض لحين الكتابة التفصيليّة بعون ربنا، والهدية الثمينة هي تفسير  مُختَصَر للشاهد وتقريظ أنبا ميخائيل عليه (مع اختصار الظروف الاجتماعية وقتها التي تفسر معنى غطاء رأس المرأة بسبب ثقل شرح هذه الجزئية على الحاضرين، وتتضمن الكلمة بالمرّة شرح غير مسبوق لنبوة "نبي مثلي" قًدِّمَت في نفس المحاضرة).. يحضرني هنا هذه المفارقة أن غطاء رأس المرأة في الليتورجيّة عكس غطاء رأس الرجل ليس أمراً مٌلزِماً بل كان تدبيراً لأعراف زمن وموضع بعينها؛ ولكن المُفارقة الطقسيّة أن الكنيسة صارت تلتزم بالوصيّة غير المُلزِمة (وتصطنع لها تفاسير غير متقنة)، بينما هي تكسر بل تلتزم بكسر الالتزام بالوصيّة المُلزِمة (وتصطنع لكسرها تفاسير أيضاً)، ليبقى غطاء الرأس عادة دخيلة فيما يخص الكهنة وعادة غير لازمة فيما يخص المرأة، ليبقى الحال على ما هو عليه.. ومع هذا وذاك فأنا لا أَنشُد تغيير العوائد لتقديري أنه أمر ثقيل، ولكن أطمح في تغيير الأفهام وهو ليس بقليل..

·         وهذا رابط لبوست فيسبوك به تفسير مختزل وعاجل للشاهد من ثلاثة أبواب: غطاء راس المرأة؛ وغطاء رأس الرجل؛ وتحرّي التفاسير المُصطَنَعَة..

·         وكومنت تلقائي لتصحيح بوست به تلخيص لكل التفسير..

·         وهدية أيضاً بشأن عنوان طريف: لم أغطِّ رأسي": فهذه صورة لأغطية رأس أنبا ميخائيل التي اهداها لي وألبسني إياها.. ثم هذا فيديو له يُظهِر كيف لم يُهمِل الإعلان للجميع أنني أدرى متى استعمل أغطية الراس الثمينة هذه، ومتى لا يلزم لبسها، ذلك استجابة لنقاش بيننا سابق على الاجتماع وافقني بكل سرور على إصراري على عدم خالفة وصية الرسول.. وهذان الرابطان وما يجد من تحميلات متصلة بهم مجموعون في هذا القسم من صفحة "تقديرات في الخدمة"..

·         ورابط مُصوَّر به لمسة مرح لموضوع غطاء رأس آخر هو قلنسوة الرهبان المزعومة؛ وهذا فيديو يحوى إشارة لنفس موضوع القلنسوة "الرهبانيّة" ونقد لداعاء اتّصالها بانيبا انطونيوس في إجابة بحضور وسرور أنبا ميخائيل في حضور مكرسي و"رهبان" وبعض كهنة الإيبارشيّة..

·         وتجميعاً: فهذا رابط لقسم مراجعة كل مواضيع غطاء الرأس الطقسيّة المتوفِّرة في الموقع في صفحة الطقسيّات..

·         وبالمرّة فهرس مفتوح لكل تفاسير الشواهد البولسيّة..

·         وأخيراً فهذا رابط لموضع هذا المقال في صفحة "التاريخ" (الصفحة الأم لهذا الموضوع)..

 

 



[i] رابط لدرافت بوست يُفسَر علّة تغطية المرأة لشعرها وقت الصلاة وكشف الرجل لرأسه،

مع مراجعة وتصحيح اخطاء تفسيره الرائجة:

http://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10156131764284517

 

[ii] رابط للكومنت الذي كان أساساً لإعادة بناء المقال، وربما يحتاج فتحه لإذن صاحب الأكاونت:

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10152826617270767&id=671300766&p=10&refComment

 

[iii] Alfred Butler, The ancient Coptic Churches of Egypt, vol. ii, ch. iv, pp. 200-217: the Crown or Mitre, Claredon Press, 1884;

انظر أيضاً (ترجمة عربية كاملة): ألفريد ج. بتلر، الكنائس القبطيّة القديمة- الجزء الثاني، مراجعة وتقديم أنبا غريغوريوس، ترجمة إبراهيم سلامة إبراهيم، الفصل الخامس، ص158-170، الألف كتاب الثاني 11، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993..

 

[iv] Publicayions du Centre d'Etudes Orientals, Cotica-1, Julius Assfalg, Die Ordnung Des Priestertums, Le Caire 1955; p.32.

 

[v] المرجع السابق، فصل 9 ص26، وفصل 21 ص58.

 

[vi] المرجع السابق ص33.

 

[vii] المرجع السابق، فصل 10، ص30.

 

[viii] المرجع السابق، فصل 9، ص27.

 

[ix] المرجع السابق، ص26.

 

[x] أبو إسحق ابن العسّال، أبلغ الوسائل إلبى علم الرسائل، تحقيق دير مار مينا، ص98-99.

 

[xi] Eusebe Renaudot, Liturgiarum Orientalium collectio, 2n edition, vol. 1, pp.161-163, Francofurti ad Meunum- 1847; Cf. Alfred Butler, ibid, p. 100;

انظر أيضاً: الكنائس القبطيّة القديمة في مصر، ترجمة إبراهيم سلامة إبراهيم، المرجع السابق، ص85-- مع ملاحظة خطأ المترجم بالإبدال بين قائمة الملابس المنسوبة للبابا غبريال الوارد النظر فيها في الفقرة التالية مع هذه المنسوبة لـ"أبو صبا".

 

[xii] هذه صورة الأفود:

مأخوة من موقع يهوديّ هذا رابطه:

https://www.chabadnj.org/page.aspivhf

 

[xiii] Rensudot, ibid; Butler, ibid;
وإبراهيم سلامة إبراهيم، المجع السابق، مع ملاحظة خطأ السهو في ترجمته المُشار إليه في هامش
ix.

 

 

 

[xiv] Butler, ibid.

 

[xv] Butler. ibid, chapter v, p.209:  ..."here is, however, a cap recognised as a liturgical

vestment at the present day, and dating from a very

remote epoch. It is first mentioned by a Coptic

writer of the twelfth century, a bishop of Akhmlm  ,

who gives it in a list of sacerdotal vestments

and describes it as ' adorned with small crosses

Renaudot merely cites this very interesting passage

without criticism, having no further evidence upon

the subject."

 

[xvi] Ibid, p. 210:  "When all known authorities beside are absolutely dumb on the subject and when not a grain of evidence could be found in any quarter, it was only natural for Denzinger to be suspicious of so isolated a statement …."

 

 

[xvii] Ibid: "… nevertheless the bishop was right, and the critic is wrong. The proof of this is remarkable, but quite modern : it has to leap across seven centuries of silence ; but I think it strong enough to pass with an electric flash of conviction. For a cap exactly answering the descrip- tion of the Coptic writer seven hundred years ago is now used in the service of the Church, not as a rule by priests, whose heads are generally covered by the shamlah or amice, but by deacons. For instance, in the church of Abu-'s-Sifain among the vestments is a cap of crimson velvet, shaped like the ordinary tarbush, but having the upper and lower rim encircled by a band of silver lace...."

 

[xviii] Butler, ibid, pp.98-99; Cf. History of the Jacobites, tr. by Sir E. Sadleir, pp.83-84, London, 169;

 

أيضاً ترجمة إبراهيم سلامة إبراهيم، المرجع السابق، ص84.

 

[xix] Butler. ibid; Cf. Vansleb, Histoure de l'Eglise d'alexandrie, p. 60.

 

[xx] Butler, ibid, p. 98.

 

[xxi] السيدة بوتشر، المرجع السابق، ص171-175.

 

[xxiii] السيدة بوتشر، المرجع السابق، ص111-120.

 

[xxiv] هذا رابط لبوست يرصد تاربخ الأيقونة الشهيرة المعروفة بـ"أم المعونة"، ويقدِّر ظروف إنشائها وارتباطها بالنسطورية، ويفند محاولات تفسيرها المُختَرَعة:

https://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10152573254394517.htm

وهذا رابط لمجموعة روابط باللغتين الإنجليزيّة والعربيّة عن نفس الأيقونة:

Rituals.htm#strange-icon

 

[xxv] قسم في صفحة "منستري ريكوجنشنز" به روابط بالصور والصوت والشرح لهذا الموقف الفريد عبر تاريخ الكنيسة فيما أعلم:

ministry_recognitions.htm#attire




Site Gate   Reopening Front Page   Main Table of Contents   Criticism   Rituals   History   Exegetical Technicalities   Sign Guest Book