شمعون- النص الكامل للرواية - HTML

تحميل النصّ الكامل للرواية – Winword document

تحميل لمقال التقديم – Winword document

 

 

شمعون والقفص الذهبيّ

 

كلمة تقديم لرواية

شمعون

 

الفكرة      العنوان     كيف كُتِبَت     الفَهْرَسَة     Disclaimer

 

  

 

  الفِكْرَة

 

   لو أن قبطياً طيباً عاد به الزمن لوقت محاكمة الرب حاملاً معه ذهنه وضميره بحالهما كما هُما،

   ماذا تُرى يكون موقفه؟ وهو يسمع أن "مُضِلَّاً" قد تم إيقافه ومحاكمته أمام رئيس الكهنة والمجمع كله؟

   لأيٍّ من رئيسَيْ الكهنة سينحاز؟

   لقيافا، مسيح الرب بالكهنوت ورئيس الكهنة الزمنيّ الظاهر؟

   أَم ليسوع مسيح الرب بالطبيعة الأزليّة ورئيس كهنة الخيرات العتيدة غير الظاهر أمامه؟

   تُرى سينحاز للمجمع المقدس (اليهوديّ) --- أم للنجار الراباي المتواضع الشأن وتلايمذه الفارِّين؟

 

   لو بقي القبطيّ المرصود قبطياً بذات نوع إخلاصه ونكهة تقواه لقال لكل من يدافع عن يسوع أو حتّى يشهد له أيّة شهادة حسنة من أي نوع:

     "يا راجل ده رئيس الكهنة بذات نفسه حاكمه وحكم عليه؟

      يعني هيفهم أحسن من رئيس الكهنة؟

      ده خلّى رئيس الكهنة يشق هدومه!

      يعني قيافا بجلالة قدره هيحسد النجار؟

      طيب بلاش قيافا لو تاعبكم.. المجمع كله سبعين شيخ محترم واكتر، اللي سابوا شهوات العالم وكرسوا حياتهم لتنفيذ الناموس –

      يعني كل دول مابيفهموش يعني؟ ولا بيحسدوا هم كمان؟

      وايه يعني عمل معجزة ولا حتى مية -- ما الشيطان بيعمل معجزات"

 

   وتتكررّ صياغات ذات الحجة ولا تنتهي ولن تفرغ من جعبة القبطي المخلص..

 

   القصد هنا أننا وإن كنا مسيحيين، ولكننا نتبع بعَمَى اختياريّ منهجاً ما كان ليجعلنا مسيحيين أصلاً، بل لو وُجِدنا وقتها في بكور الزمن، لكان ليُوْدِي بنا بعيداً عن المسيح،

إلى حيث مهالك قيافا الصَدوقيّ ومجمع الفرِّيسيين والصَدوقِيِّين بجملته..

·         الفكرة أننا نناقض بمنهج تفكيرنا لب مسيحيتنا!

·         الفكرة أننا نحكم حسب الظاهر ولا نحكم حكماً عادلاً!

·         الفكرة أننا نعمى بـ"مسيح الرب" عن المسيح الرب!

·         الفكرة أننا وبذات منهجنا لا يحق لنا أن نكون مسيحيين أصلاً لأن منهجنا يقودنا لاتِّباع قيافا رئيس كهنة الناموس لا يسوع رئيس كهنة الخيرات العتيدة!

 

 

  العنوان

 

   أسميتُ النصّ عند عرضه الأوّل "شمعون" باسم الشخصية الرئيسة فيه والتي كُاِبَت الرواية أصلاً تحريّاً لمشاعره ومنطقه، وأُعطِي اسماً دالاً عليهما، فكان اسمه هو أوفق الأسماء للرواية بلا تردد..

   على أنني في وسط كتابتها، أضفت للعنوان تعبير "القفص الذهبيّ" إذ كنت منهمكاً في متابعة ورصد حالة ما أسميه "القفص الذهبيّ"، التوصيف الأشمل عندي لنفسية الشعب القبطيّ في حاله الكنسيّ والإيمانيّ.. وتوقّفت عند العنوانين وجمعتهما معاً كعنوان أول وثانٍ..

 

   إن "شمعون" من السمع.. والإشارة واضحة لمحبة السمع والإفراط فيه.. والسمع للرب جيد وعظيم ولا أعظم.. ولكن سيظهر من الرواية أن مشكلة شمعون أةنه حوّل سمعه من الرب للبشر.. ودائماً فإن كل خليقة الرب جيدة، وليس من شر إلا في تحويل الخير عن جهته الصحيحة، فيصير الاستماع لغير الرب كالمحبة لغير الخير، و كالغضب على غير الشر، وكأي فضيلة ونعمة أكرم بها الرب الإله ُ الإنسانً فحوّلها عن موضعها.. إن شمعون لا يُعاب عندي على سمعه، ولكن على إعطائه آذان قلبه لغير الرب مخدوعاً من غيرته التي بغير فهم ظانّاً بغشاوة قلبه النقيّ من قصد الغشّ أنه يعطيها للرب الذي يغير له..

   هذا هو "شمعون"، فماذا عن "القفص الذهبيّ"؟

   لقد سبقتُ في استخدام تعبير "القفص الذهبيّ" في أواخر زمن التماسي الأعذار لحال الذهن والضمير القبطيّيَن، وهو تعبير لطيف وقاسٍ في آن، يعبّر لطفه عن تعاطفي وقسوته عن غضبي.. القفص محبس لصاحبه، يفقده الحريّة التي بها حرَّرنا الرب.. والذي يُلجِئ صاحبه إليه مزيح من الخوف من الخطر في الحريّة، والجهل الذي يعميه عن التمييز بين الخطر الحقيقيّ وأوهام الرعب.. ولأنه قد رأى الأمان في القفص فقد حلَى في عينيه وصار عنده بلون الذهب..

      وهذا هو حال جموع عموم الشعب القبطيّ المحبوس في خرافات وتبعيّة أشكال وأزياء.. وخائفاً من محاولة فهم الكتاب المقدس بنفسه تحت تهديدات تحاصره من كل جهة فهو من ناحية يخاف نتيجة الخطأ في الفهم الذي يُسمّى لديه بالسقوط في الهرطقة، ومن ناحية مقابلة يخاف حتى من التفسير الصحيح بنفسه وإلا عُدَّ فاقداً لفضيلة الاتضاع بظنه في نفسه قادراً على الفهم.. وهكذا حجج المخاوف تحاصره ولا تترك له منفذاً ولا مجالاً للنشاط الكنسيّ إلا الاشتراك في الهرج والاحتفالات شبه الفرعونيّة، فإن أراد عملاً ذهنيّاً كتابياً فلا أمامه إلا تلاوة المحفوظات وتكرارها من كتب تغرّق أنفاس الجمهور المسكين بكل خرَف..

   وهو في هذه المحبسة يرى أنها موضعاً لسعادته، وشعوره بالأمان، وأما الضيق الذي يعصر فيه فلا يلتفت لتحريّ سببه في محبسته من الجهل والخوف.. فدائماً هي موضع الفرح والأمان ولولاها لزاد ضيقه الذي يأتيه من حيث لا يعلم فيما يظن..

   وكلما زاد التضييق وشعر بالاختناق كلما زادت جلسات "الرَطّ" التي يسمونها سر الاعتراف.. والتي تنتهي في كثير منها إلى نصيحة بالتمسك بالمحبسة وتأمل مباهجها وروعتها وأمان خوفها وجمال جهلها، مع التحذير المتكرر من السقوط في الكبرياء بالفهم أو الهرطقة بالبحث..

   فهذا هو باختصار غير مخلّ ما قصدته بـ"القفص الذهبيّ"..

   إذاً:

   فهو قفص وليس حصن،

   ذهبيّ وليس ذهب!

   وفيه يمكث أسرى الخوف والجهل..

 

   كلما دخلت إلى فصل جديد من فصول "شمعون" وجدتُ القفص الذهبيّ واضحاً في الرواية حتى أغراني بالتضييق على العنوان الأول البسيط بوضعه كعنوان ثانٍ معه.. ولم أكن مستريحاً تماماً لخدش بساطة العنوان الأول، كما لم أكن مستريحاً بالمقابل لإفلات العنوان الثاني..

   وهكذا صار النص معنوناً كالتالي:

     "شمعون

      أو

      شمعون والقفص الذهبيّ"

 

   ولكن ومع إضافة النص لمجلد "دراما" وما استدعاه ذلك التوسّع من كتابة تقديم للعمل، قررت توزيع العنوانين، ليكون "شمعون والقفص الذهبيّ" عنواناً للتقديم ويحتفظ أصل العمل بعنوانه الأوفق دون مزاحمة.. وهذا التوزيع للعنوانين أراه موفقاً من جهتين: الأولى أن العنوان المطوّل" شمعون والقفص الذهبي" يستدعي بعض الشرح والذي موضعه الطبيعيّ هو التقديم الذي يتحمل ما سبق من بعض الاستفاضة في الشرح والتعليق.. والوجه الثاني أن ينفرد العنوان الأقوى إحكاماً ودلالة ّ بموضعه على رأس النصّ..

 

 

 

  كيف كُتِبَت

 

   بدأت أصلاً بمحاولة إثبات الفكرة المعروضة أول هذا المقال، كواحدة من مساهمات مجموعة Coptic Youth 4 holy Book  على فيسبوك..

   وبمخيّلة الدراما القصَصيّة شخّصت العرض ليكون أمتع تأثيراً.. وما إن خطوت الخطوة الأولى في تشخيصها حتى كان شمعون هو شخصها الذي جرّها من فصلٍ لفصل، وأدركت أنني قد تورطت في إكمالها بذات النَسَق!

   ولما كنت في أوج حالة التدهور الصحي وقتها، أعاني آلام الرأس والأمعاء، وكنت لذلك أعمَد إلى المواضيع القصيرة، أو اختصار المواضيع الكبيرة إلى رؤوسها، فقد كان التورّط في كتابة شمعون بشكلها الروائيّ أمراً مريعاً.. ولكنني قد بدأت.. وليس كل ما أبدؤه أقدر أن أتركه دون تتمة.. إن مقالاً تفسيرياً أو فكريّاً يمكنني أن أتوقف بعد إثبات أفكاره، لتكون معاودته فيما بعد أجدى.. ولكن هكذا إحساس روائيّ بشخصيّة شمعون لم تكن تقبل التوقّف بارتياح.. فما العمل؟

   إن كتابة رواية هو عمل خطير وضخم حتى لو كانت قصة قصيرة.. وتحتاج لتخطيط ومخطط ومراجعة.. ومعرفة مسبقة بما سيكون عند كتابة الفصل الحاضر.. وكل هذا فوق طاقتي وقتها لما هو حاضر ومطلوب إنجازه.. فالجدول المطلوب إنجازه عظيم والجهد قليل، ولا فرصة لدخول رواية بما تتطلبه من جهد.. تماماً.. وبالمقابل فالنكوص عن إتمام الفكرة الروائيّة التي تبلورت سيبقى مضايقاً لي دون العمل بارتياح في إنجاز البقية..

   لم يكن من حلّ سوى ما يبدو أنه حل غير منهجيّ عند النقّاد.. ولكن اعود فأقول ان المبدع هو الذي يذع القاعدة.. ولو كان مبدعاً حقّاً لكانت قواعده صحيحة حتماً..

   فوضعت قاعدة جديدة لشمعون.. سأختصر!

   سأكتب الرواية كرواية دون تحويلها لمخطط ورؤوس.. سأكتبها سريعاً ومتواصلاً دون توقف.. ولأرى النتيجة..

   وهكذا واليتُ كتابة الفصول واحداً تلو الآخر.. ليستغرق الفصل ثلث ساعة في المتوسّط، ويتركني مجهداً لساعات بعدها فأعاود العمل في غيره من مقالات وكتب تفسيريّة ونقديّة.. وفي حوالَي أسبوعين من فبراير 2010 أنهيتُ الرواية بشكل مدهش.. كل فصل قادني للآخر، وكل فكرة قادتني لإثباتها فور أن تخطر، بنت ثانية نشأت وبنت دقائق كُتِبَت!

   وأثبتُّ وقتها في ختام النص الأصليّ بعض الملاحظات التي استفضت في تقديمها هنا.. والآن وأنا أجرّب حذفها من الأصل لتخفيف التكرار أجد أنني لا أستحسن خدش تذكار وتماسك النص المكتوب تلقاءً دون توقف.. لقد كان النص مع ملاحظاته الخاتمة بمثابة جسد إبداعيّ واحد يمثل حالة كاتبه وقتها، ولا يُغْنِيه عنها الاستفاضة في شرح الملاحظات في مقال التقديم هذا.. وإنني أحسن تقدير القارئ المتابع أنه سيعفو عن بعض التكرار مستحسناً معي معايشة جو الكتابة ومقدِّراً المنتج النهائيّ الذي دليله أنه يقرأ إلى حد هذا السطر...

 

 

  الفَهرَسَة

 

   عندما كُتِبَت الرواية أولاً كانت نابعة من درس كتاب، ومُقَدَّمَة لمجموعة تراجع الأخطاء في منطق الشرح والطقس، فكانت مرشحة بوضوح لتسكينها في واحد من فهارس مجلد النقد للموقع..

   ولكن بعد إتمام الكتابة استرسالاً تلقائياً مع الفكرة اكتمل فيها شكل ميلودرامي لا تخطئه حاسة محبو الدراما وأنا منهم.. فلم أجد ما يمنع من ضمها لمجلد الدراما رغم اختلاف شكلها كرواية من نوعٍ وذات أسلوبٍ متفرِّدَين، عن الاسكتشات والمسرحيّات التي تمثل لُحمَة المجلّد..

   بل الحَقّ أنها أجدَر ما في المجلّد بعنوان موضوعه: "دراما كنسيّة وكتابيّة"..

 

   وبعدُ، فهذه هي قصة ميلودراما شمعون في قفصه الذهبيّ..

   تَجِدُها نصّاً تفسيريّاً شبه تاريخيّ في مجلد النقد

   وتَجِدُها رواية ميلودراميّة تنفذ لأعماق متاعب "شمعون" وتشفق عليه وتئن معه،

   أعرضُها كما كتبتها تلقاءً أولاً، فقط مع تصحيح الأخطاء المطبعيّة دون مساس بروح تلقائية كتابتها..

 

 

Disclaimer

ملحوظة أرى الاحتياج لتكرارها من وقت لآخر في زمن تحتاج البديهيات للتذكرة بها!

المقصود هو رصد عيب عام وليس دمغ الجميع فرداً فرداً بالقصد، وإلا لكنت أعيب نفسي من ضمن!

والتعميم لا يفيد الحَصْر، ولكن يفيد أن العيب المرصود منتشر وغالب على كثيرين..

فمن لا يجد نفسه مقصوداً فهو حريّ بالفرح بالعمل ونشره،

ومن يجد نفسه مقصوداً فهو حريّ بالفرح بالعمل أكثر، والانتفاع به!

 

Deacon Basil, a. k. a. C. Mark