وبـ اسمي "يَهـوِه" ألم أُعرَف عندهم؟!

 

اثبات وشرح غير مسبوقين للتفسير الفائب لهذا الشاهد الرهيب

مع تفنيد التفاسير الهزيلة الاصطناع الرائجة

 

 

هذا موضوع أغنى وأثمن من أن يُكتَب وقت تعب، مضغوطاً عليه بين موضوعات متصلة، 

لمجرد شَغْل دوره في السلسلة ،

ولكنه مما ينطبق عليه القول: "ما لا يُدرَك كله لا يُترَك كله"،

من وقت لآخر سأعود للنظر فيه لمحاولة ملء لُحمته،

وإنما يجدر الآن تقديم هيكل فكرته بعون الرب الإله صاحب الاسم،،،،

 

فقرة الشاهد الرهيب

"ثم كلم الـله موسى وقال له أنا الرب. وأنا ظهرت لابراهيم واسحق ويعقوب باني الـله القادر على كل شيء.

وأما باسمي يهوه "أ"لَم أُعرَف عندهم؟  

وأيضا اقمت معهم عهدي أن اعطيهم ارض كنعان أرض غربتهم التي تغربوا فيها.

وأنا ايضا قد سمعت أنين بني اسرائيل الذين يستعبدهم المصريون وتذكرت عهدي" (خر6: 2-5)

 

بحسب الترجمة الحرفيّة فإن هذا الشاهد المشهور (خر6: 3) يُترجَم كالآتي:

وأنا ظهرت لابراهيم واسحق ويعقوب باني الاله القادر على كل شيء.
وأما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم.

ولكن  هذه الترجمة تصطدم مع كثير من الحقائق الكتابيّة:

 

أولاً:-

كان الرب معروفاً باسم يهوه عند إبراهيم وإسحق ويعقوب

وهذا مثال لذلك:-ه

أنا الرب (يهوه) الذي أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها (تك15: 7)ه

 

ثانياً:-

النص المحيط نفسه لا يتفق مع ظهور هذه الجملة في صيغة النفي

فهو وراد في قلب توالٍ رباعيّ متصاعد من الإثبات والإفاضة في كرم العطايا الإلهية:-ه

+ أنا ظهرت بأني الإله القادر على كل شئ،

+ باسمي يهوه عُرِفت لهم،

+ أنا أيضاً أقمت معهم عهدي،

+ أنا أيضاً سمعت أنين بني إسرائيل....

السياق الكتابيّ العام، والقريب ضد أن يُفهَم النص على أن هذا الشاهد ورد بالنفي

فالنفي يمثل نشازاً عما قبله وبعده

 

ثالثاً:-

كل ما قُدِّم من تفاسير لتوفيق حال هذه الترجمة الحرفية واضح التلفيق،

وأشهرها تفسيران:-

الأول يقول أن ورود الاسم الأقدس يهوه سابقاً كان بأثر رجعيّ، أي ان موسى عرف الاسم فوضعه وهو يسرد الأحداث الحاصلة حين كان الاسم لم يُعرَف بعد

ولكن واضح أن ورود اسم يهوه في احداث سفر التكوين أتت بصيغة المتكلّم لا الراوي

والتجاوز هنا بوضع كلمات محوريّة رئيسة على فم الرب صعب القبول إلا بمسوِّغ قويّ لم يقدمه أي من المفسرين المقترحين لهكذا تفسير

والتفسير الثاني يجنح للمجاز فيضرب الحقيقة

وخلاصته أن قصد الرب في هذا الشاهد أنه لم يُظهِر لآباء سفر التكوين قوة اسم يهوه

وبذلك فإنه عُرِف لهم باسم يهوه كاسم

ولكنه لم يُعرَف بقوة الاسم

وهنا يتلقَّف الواعظون من المفسرين وينطلقون في التغني بقوة اسم يهوه، وهذا جيّد وكريم في ذاته ولكنه لا يقدِّم إجابة كتفسير للشاهد

فما هو الذي كان في اسم يهوه لم يعرفه إبراهيم وإسحق ويعقوب؟

يقولون:

قوة الخلاص التي ظهرت في المسيح

إذاً إذا سار تفسير الشاهد هكذا، فكيف به يُعرَف باسم يهوه في وقت موسى؟ كان جديراً بتأجيل التكلّم به حتى زمن المسيح..

صحيح قوة اسم يهوه بها ما لم يعرفه الكثيرون حتى الآن

وصحيح أن المتأمِّل له ان يستفيض كثيراً في بناء هكذا تأمّل على هذا القول الإلهيّ

ولكن التفسير غير التأمل

التفسير يُعنى بإيضاح القصد المباشر من الكلام

وقصد النفي في هذا الشاهد لا يستقيم

 

رابعا:-

سارت الترجمة بوحي فهم المترجم لها، فأثّرت على انحيازاته في حروف العطف

ومثال لذلك الترجمة العربية البيروتيّة، حين ورد:-ه

وأما باسمي يهوه فلم أُعرَف عندهم

ومفهوم أن كلمة "أما" هي للاستئناف المُستدرِك لسابقه

ولكن وبكل بساطة فإنها لم ترد في الأصل العبريّ

وهذا هو نصه

 וּשְׁמִי יְהוָה לֹא נֹודַעְתִּי לָהֶם

فالأصل يُورِد حرف العطف البسيط "و" ولا أكثر..

وصحيح، ليس من مشكلة، كمبدأ من بديهيّات ضرورات الترجمة، إضافة حروب عطف أو حذفها حسب طبيعة تعبير اللغة عن المعنى

ولكن هل في كل المواقف يكون المعنى محسوماً لا يختلف في استدعاء حرف عطيف بعينه لمواءمة الترجمة؟

أم أن المُترحِم في هذه الحالة عينها أضاف حسب فهمه في نصّ يحتمل ما لم يدركه المترجم؟

في مثل هذه النصوص يلزم للمترجم الالتزام الحرفيّ حتى لا يتورّط في إشكالية الانحياز لرأي خاطئ..

واكثر من ذلك، مما يُحسَب على المترجم البروتيّ هنا، أن هذا النصّ تحديداً إذا تُرجشم حرفيّاً لم يكن ليعاني من مشكلة وضوع وسلاسة اللغة..

إذاً فإن "أما" المُضافَة هنا، وردت بل لزوم أولاً، فوق كونها قائمة على انحياز لرأي محل شك من كل جهة 

 

خامساً ولطيفاً:-

كان خادم موسى اسمه يشوع

والمقطع الأول منه هو صيغة دمج اسم يهوه في أسماء الأعلام (سواء مختصراً يشعو أو مطوّلاً ياهوشوع)ه

وليس من سبب يدعو لافتراض أن الاسم قد تسمّى به لاحقاً، لأن خطورة الاسم وخطورة حيثيّة يشوع نفسه تقتضي ذكر مناسبة تسميته إن كانت لاحقة

(هذا دليل لم يُطرَح من قبل في النظر في تفسير هذا النصّ الخطير فيما أعلم)

 

فمن كل ناحية، سواء السياق القريب أو العموميّ أو التفاسير المساندة لها، لا تتوفر للترجمة المتاحة فرصةً للمقبوليّة،

فكيف تكون صحة فهم الشاهد الكتابيّ الخطير؟

 

إنه نفي استنكاريّ معروف في اللغات الشرقية!!!!

الظاهر فيه النفي والمضمون استنكار النفي، وله صيغة تصريحيّة بإثبات أداة الاستفهام،

ولكنه في هذا الشاهد أتى بالصيغة الأولى التي تُصرِّح بالنفي وتُضمّشن استنكاره بحسب السياق أو الخلفيّة المعرفيّة للمتلقِّي.... 

 

والنفي الاستنكاريّ بصيغته الأولى من أقوى طرق الإثبات

بينما في صيغته الثانية الأبلغ يحمل إثباتاً أقوى دليله ثقة المتكلِّم أن التصريح بالنفي لن يُفهَم من المُتَلَقِّي إلا على سبيل استنكاره !! ه

ويتفق كونه كذلك مع قيمة وخطورة موضوع الإثبات الذي يحمله اسم "يهوه" الأقدس

 

وقبل الكل تفسيريّاً يأتي اتفاق معنى الاسم مع سمة الاستنكار في الصياغة،

لأن يهوه تفسيرها على كل وجه مطروحيفيد المعرفة الواجبة بوجوده،

فهو عند البعض من الهويّة التي منها الضمير "هو" (وإن كان هذا التفسير عليه ملاحظات

أو هو عند البعض (وهو ما أميل له) صوت اتلنفسّ الدالّ على الحياة..

وهو يقيناً الاسم العلم الأعظم للرب الإله 

فإذاً يتوافق كونه هكذا مع الاستنكار اللطيف لعدم معرفة موسى به..

 

على كل وجه فإن فهم المعنى لا يستقيم مع الصواب إلا بالانتباه لكون الصياغة تسائليّة استنكارية للجهل بمعرفة المتكلم

ولا يحتاج هذا الأسلوب المعروف لإضافة أية أداة أو علامة تنصيص لتحديد القصد،

 إذ يكفي السامع أن يلتفت لنغمة صوت المتكلِّم الذي يُظهر قصده الاستنكاريّ بنغمة الصوت

وفي الكتابة يكفي القارئ معرفة الخلفيّة والسياق..

وبالفعل فالسياق القريب والعموميّ هنا واضح ويقطع بصحة هذه الترجمة المُقْتَرَحَة في المقال، 

فلا مجال للشكّ في أن الرب قد قال ما ترجمته الصريحة هو:

وباسمي يهوه، أفلَم أُعرَف عندهم؟

ولا يخلو الكتاب المقدس من أمثلة لجُمَل يأتي فيها الاستفهام ضمنيّاً:

 

 

أمثلة سواهد كتابيّة ولا أقوى لدعم الشرح:

 

المثل الأول مع ملاحق من سياق فقرته تزيده إثباتاً:

"أليست التفاسير لـله؟" (تك40: 8)

يجوز هنا ترجمة إلوهيم بملائكة أو ببشر عظماء حتى، وإن كان يترجّح أن القصد هو شخص الرب الإله.. ولكن أيّاً كان تفسير القصد من هذه الكلمة فيستحيل الاستغناء عن علامة الاستفهام في ترجمة الشاهد وإلا فقد السياق استقامته تماماً.. يوسف هنا يقول وهو يزمع التفسير إن التفاسير هي لـله.. لو كان يقصد النفي الصريح لا الإنكاريّ فالمعنى يفسد كما هو واضح.. ولن يجد المندهش أي ترجمة لا تثبت علامة الاستفهام قطّ حتى ترجمة "يونج" أكثر الترجمات الحرفية التزاماً بالحروف.. ه

لحظة.. بل أنني كعادتي بزيادة التدقيق للمنتهى سأفترض أن كلمة "إلوهيم" تفيد هنا معنى السادة العظماء وأن يوسف قصد بها الساقي والخباز نفسيهما، وأنه قصد النفي الصريح بقصد رفع الحرج عنهما لعدم معرفتيهما بتعبير حلميهما، فقال لهما إن التعابير ليست للعظماء فلا حرج أن يقصّا الحلمين عليه.. ولكن

هذا الاحتمال النحيف جداً يزول بمقابلته بتكرار يوسف لنفس التعبير بكلمات لا تحتمل تعدد احتمالات التفسير،

في "تك41: 16" في إجابته لفرعون نفسه:

"ليس لي. إلوهيم يجيب بسلامة فرعون" (تك41: 16)

وبالمرة فهذا الشاهدالأخير يزيد من قوة دلالة أن الاستفسار الإنكاريّ يجوز بنفس كلمات التقرير ويُترَك استبيانه من السياق الواضح،

ففي هذا الشاهديظهركلمة "ليس"واضحة الدالة التقريريَة لا الإنكاريّة.

إذاً جاز جداً وبمثال ساطع قاطع أن: 1) الاستفسار الإنكاريّ يظهر بنفس كلمات التقرير.. 2) ولا حاجة لإثباته لفظاً طالما السياق يفيد به..

لا مجال الآن إلا لفهم أن لغة الكتاب المقدس مثلما هي لغة البشر تعرف جيداً استعمال الاستفهام الإنكاريّ الذي يأتي كصيغة تأكيد مزيدة لإثبات معنى توفّرت مظنذة تيه السامع عنه فأجابه المتكلّم بتنبيهه له بهذه الصيغة اللغويّة المألوفة..

 

ومثل ثانٍ:

"أهذا معروفك لصاحبك؟" (2صم16: 17)

و لم ترد في الأصل أداة الاستفهام "أ":

זֶ֥ה  חַסְדְּךָ֖ H2617  אֶת־  רֵעֶ֑ךָ

وإنما إُضيفَت هذه المرة للترجمة بحق ودون جدال..

زهكذا تظهر في كل الترجمات الإنجيزيذة تقريباً:ه

Is this thy kindenes...

وجتى ترجمة يونج الحرفيّة التي تعمد للترجمة كلمة كلمة فإنها أضافت علامة تعجب:ه

This thy kindness with thy friend!


وثالث قريب من القصد:

"وَقُلْتُ لَيْسَ حَسَناً الأَمْرُ الَّذِي تَعْمَلُونَهُ. أَمَا تَسِيرُونَ بِخَوْفِ إِلَهِنَا بِسَبَبِ تَعْيِيرِ الأُمَمِ أَعْدَائِنَا" (نح5: 9)

فالكلمة المُترجَمَة "أما" بصيغة التساؤل الاستنكاريّ أصلها "هَلُو" بمعنى لا (تشديديّة فريدة الصياغة بإضافة أداة التعريف)، ولو تُرجِمَت بغير اعتبار للسياق لتحوّل النصح لتقرير واقع وتغيّر الكلام وفقد استقامته..

 

ورابع من سِفر أيّوب:

"أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ؟ (أي10: 4   (

بالمثل يظهر الاستفهام صريحاً في ترجمة الملك جيمس:ه

Hast thou eyes of flesh? or seest thou as man seeth?

ولكن بالاطلاع على الأصل يظهر أن اداة الاستفهام تظهر فقط في المقطع الثاني، بينما المقطع الاول يظهر مُبتَاً بحسب ظاهر ألفاظه..

ومن الطريف أن الشاهد استوقفني فيما أقرؤه بغير سياق متّصِل مع قصد دعم هذا التفسير، فالتمست فيه تقدير كتابته بلغة تضمين النفي بحسب ما سبق شرحه، وعليه طلبت من بعض الإخوة معاونتي في الكشف عن الشاهد لانقطاع مصادر النص الأصليّ عنّي وقتها، فأتى الاصل بما يدعم القصد فعلاً.. ه

وها هو النصّ الأصليّ:ه

העיני בשׂר לך אם־כראות אנושׁ תראה׃

هعيني بشر لخ. أم كرايت أنوش تراه؟

 

ومثل خامس أقرب جداً للنص موضوع الفحص،  

حيث ترد أداة الاستفهام ضمناً سابقة على أداة النفي الصريحة "لُو":

"وَلَكِنْ كَلاَمِي وَفَرَائِضِي الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا عَبِيدِي الأَنْبِيَاءَ أَفَلَمْ تُدْرِكْ آبَاءَكُمْ؟" (زك1: 6)

والدليل أن الاستفهام الاستنكاريّ الضمنيّ مقصود وأن المعنى لا يتوقَّف على ظاهر النقي هو بقية الكلام:

"فَرَجَعُوا وَقَالُوا: كَمَا قَصَدَ رَبُّ الْجُنُودِ أَنْ يَصْنَعَ بِنَا كَطُرُقِنَا وَكَأَعْمَالِنَا كَذَلِكَ فَعَلَ بِنَا"

 

 

ومن نبوة ملاخي تساؤل الرب الموبِّخ للرجل الذي خلقه في الأصل واحداً ليأتي منه بكثير عبر علقة ازلواج التي ينقلب على الوفاء لها ولا يشكنّ أحد أن الترجمة الواجبة كما هس في كل الترجمات سؤالاً استنكاريّاً صريحاً في الترجمة بقدر ما هو في الفهم الذي لا يستقيم المعني بغيره،، وإن كان الأصل هو مجرد كلمة "لا":  

" أَفَلَمْ يَفْعَلْ وَاحِدٌ........" (مل2: 15)

وهكذا تتوفّر الأمثلة من التكوين لملاخي شاملة كل الـ"تناخ" العبريّ المقدس!!!

 

مع حضور على الأقل ستة شواهد لصحيح الترجمة سابعهم هو الشاهد الأخطر المعنيّ، فإن كانت الستة الأخرى تُرجِمَت في صيغتها الصحيحة التساؤليّة فما إشكال أن يٌترجَم السابع مثلها؟! بدلاً من سوء الترجمة المفضي لسماجة اصطناع التفاسير!؟ (وطالما تتكاثر هكذا أمامي عرضاً بغير بحث فلعلّ أمثلة أكثر قائمة، كلّما توفَّر أمامي منها سأعود بإذن ربنا لإضافتها في موضعها هنا)

 

والآن، فهذا التفسير ليس جديداً ولا غير مقبول

ولكن الجديد في المقال هو عمل ما لم يعمله من قالوه أولاً واختفوا، بالشهادة له بكل وضوح ليس كأنه احتمالاً بين احتمالات

وبتقديم مراجعة وشواهد مثبتة لصحته دون غيره..

والقصد كعادة رسالتي التفسيريّة المقدسة هو إثبات الصحيح ورذل الدخيل لبناء التأمل الكتابيّ على أرض تفسير راسخة سقاية فهم قويم..

 

ولا يبقى إلا اعتراض واحد وجيه من حيث المبدأ، وهو: لماذا يربك الرب سامعيه بقوم غامض، وما كان ليكلّفه لتعيين القصد أكثر من إذافة حرف نفي ظاهر؟!

والصحيح أنه مع قبول التفسير المُقتَرَح فليس هناك أي غموض أصلاً لينفيه الرب عند سامعيه، فالكل يعرف اسم يهوه توارثاً 

والسياق المعروف بجلاء يحدد المعنى دون أدنى غموض

بيضع الواحد نفسه مكان أي واحد من شعب اسرائيل، يرث تاريخ الآباء ولاسيما إبراهيم،

ويحفظ قصص مقابلاته مع الرب شفويّاً كعادة أهل القديم وحتى وقت قريب في حفظ السير في شكل مواويل وقصص يدرج الناس على سماعها وحفظها منذ طفولتهم، فهل إذا قرأ هذه الجملة يغيب عنه قصد النفي الاستنكاريّ الضمنيّ؟ 

وهناك تجربة قريبة من القارئ للغة العربية الذي يستطيع أن يدرك حروف التشكيل الصحيح للكلام مع أدوات التنصيص المقصودة ، وإن غابت عن الكتابة، لمعرفته بخلفية الأحداث التي يرويها النصّ

 

وإنما افتراض الغموض يأتي من الذين يقرئون النص الكتابيّ في آخر الزمان تحت تأثير إيهام ترجمة، وفي غياب الاندماج مع سياقه الحيّ والتراث السابق عليه، ثم يزيد رفض التفسير المُقتَرَح لديهم بقوة التأثّر بالتفاسير السابقة التي لُفِّقَت لحل التضارب الموهوم

والآن ومع هذه القراءة للنُطق الإلهيّ

يمكن النظر لرباعيّة عرض الرب الإله لذاته

 

فهو كما قدَّم نفسه:

 1) الإله القدير

2)  يهوه

3)  مقيم العهد مع الآباء بتسكينهم الأرض

4)  سامع أنين أبنائهم ومتذكِّر عهده بعد مئات السنين

 

الرباعيّة الإلهيّة تحفل بتشكيل موسيقيّ على مستوى المعنى

فهو في الجملتين الاوليين يقدِّم طبيعته من خلال اسميه:

فهو في ذاته قادر على كل شئ،

ثم هو يهوه ("ياهوِىه" بحسب تحرّي النطق المتوارث على ألسنة اليهود!!!! وأما علامات التشكيل المازورية والتي تظهر بأشكال متنوعة في غير موضع من الكتاب فلها قصة أخرى وما هي في استعمالها مع "الاسم" إلا إشارات اصطلاحية لتوجيه القارئ لتغيير النطق لتحاشي استسهال وضع "الاسم" الأقدس على الألسنة)..

 الاسم العالي الذي يذخر بالغموض الرهيب، مع الوضوح الذي يوازن الغموض،

الوضوح  اللائق بالكرازة باسم الرب الإله، بما يكفي لتبيان معنيين قريبين جداً:

·         الاشتقاق من فعل الكينونة،

إنه الكائن أي دائم الكيان والوجود!!!!

·         تصوير صوت التنفس "ياه ويه" الذي به نوجد ونحيا ونتحرك كعلامة جسدية مصاحبة لكل إنسان تشهد للرب مصدر وجوده وحركته وحياته،

وهكذا منهج في التسمية onomatopoeia (محاكاة صوتيّة) مألوف جداً في كثير من اللغات بتسمية الكيان بصوت مصاحب له، وهو لون  موضوعيّ من الـ..homonym 

 

إذاً يتوفر منهجان لغويان يمكن بهما تفسير التسمية الأقدس والأرهب:

منهج الاشتقاق من جذر فعل، ومنهج التسمية بمحاكاة الصوت المقصود التنبير على اتصال المُسمَّى  به

ومن البديع أن كليهما يصلان لمعنيين متصلين بقوة موضوعية وثيقة

 

المعنيان قريبان (الكينونة والحياة) ويصح، بما لا أقوى صحةً منه، أن يكون أحدهما هو المعنى المياشر 

ويصح قصد تجميع  المعنيين في لفظة رهيبة واحدة على منهجين لغويين متنوعين

 فالرب هو الكائن وهو الحيّ، وهو مصدر كليهما، ومنه على صورته كانت للبشر كينونتهم وحياتهم، 

 

ولكن تتواجد مشكلة!

إذ كيف تتصل طبيعة "ياهويه" الرهيبة وكينونته الفائقة هذه بمختاريه حتى النفس الذي يتنفسونه؟

هذا السؤال يقود لمزيد من مقاربة طبيعة الرب:

إن "قدرته على كل شئ" ليست منقطعة له يحتكرها

ولا هي ضد مختاريه ليرعبهم بها

بل هي لهم

هي لهم لا عليهم ولا متجاهلة لهم، يقدمها في صورة وعد

 

ثم يعود في السطر الرابع ليختم المعزوفة الربانية المحبيّة

بأن ديمومة كيانه ليست متجاهلة حال المختارين

بل وبقوة ديمومته فإنه يتابع وعده ويتعهده

ولأنه دائم الوجود فإنه سامع للأنين لا تفوته الصرخات

 

ومن اللطيف ان تعريف الرب لنفسه بأربعة أسماء وتعريفات يأتي رباعيّاً بحسب عدد حروف اسم "يهوه" في صورة كتابته العبريّة الأصليّة،

ذلك الاسم الذي طالما سُمِّيَ عند عُلماء الكتاب: رابوع الحروف المقدس  Holy Tetragrammaton

 كأنما باسمه الاعجب، ثم بالتفصيل له بثلاثة أسماء مضافة، يحيط مختاريه من كل جهة 

ليس أنه يرعبهم بذاته ويقهرهم بقوته بل أنه يحميهم بها ويطمئنهم

 

الرب لنا

قادر وقدرته تصنع لنا وعداً عالياً وتنفذه

دائم وديمومته تتعهد وعده لنا وإن طالت السنين

 

+.+.+.+

 

وبشكر الرب الإله كانت هذه الصفحة درافت مقدمة لموضوع التأمل في معنى اسم يهوه

الذي الكلام من أجله عميق البساطة وبسيط العمق فوق التصوّر!!!!

وجار استكمال عرضه،،،

 

+.+.+.+

 

روابط لنوتات متصلة:

 

درافت للموصوع مكتوب في نوتا منذ نحو سبع سنوات قبل محاولة تحديثها لتنقيتها من الأخطاء المطبعية 2020،

ولكن تعسّر إثبات التصحيح لعيب فني في فيسبوك، ما أحالني لإفراد هذه الصفحة على الموقع مباشرةً:

http://www.facebook.com/notes/christopher-mark/10151406287459517

 

رابط لتصحيح خطأ شائع عن تفسير بعضهملقول الرب "أنا هو":

https://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10153162707319517

مقاربة ثانية من خلال قول المولود أعمى "أنا هو":

https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10157408708934517

 

رابط لمجلد مازورا (الصفحة الام لهذا المقال):

http://www.copticyouth4holybook.net/a_masora.htm