الرب الإله كُلَّه لنا

 

مع "الصليب هو السر المكتوم ما لم تر عين" و"دَيْن النعمة"،

يتمم هذا الموضوع ثالوث مواضيع متلاحمة البنية الذهنية في شرح الصليب وما جرى عليه من فداء!!!!

ومع إحاطته بأربعة أركان شواهد الصليب والمصلوب الأقدس يكتمل أسبوع مواضيع عن شاهد عمل المُحلِّص الفادي التي طالما بينها سحتُ وفيها تهتُ: "نبي مثل موسى"، و"المُعلَّق على خشبة ملعون"، و"مجدي لا أعطيه لآخر ! أعطيتهم الجد الذي أعطيتني"، ليختم مجموعتهم "الحوار الأقدس لقدس أقداس الشواهد"، فإن مجموعة الجدد العتقاء الثمينة هذه تكتمل لأسبوع مواضيع هو الأسبوع  المقدس لسنة "فهرس الفداء" !!!!

ولكن "الرب الإله كله لنا" يبقى متميزاً على الجميع أنه مكتوب بالطريقة المثلى عندي:

تفسير وتصحيح وقيمة روحيّة بأسلوب لطيف مسترسل بلا عراقيب في الجُمَل، فلا يزعج ذهن القارئ المتابع..

علّقتُه من وقت عيد الصليب، في سنة عرضه الأول، بعد كتابة عنوانه، لتوفير بعض الإرهاق عن ذهني..

أثار عنوانه إعجاب بعض المتابعين فألحّوا في طلب كتابة متنه وعدم تركه عنواناً دون تفصيل شافٍ..

وبِدَفع هذه التعليقات المشجّعة كتبته سريعاً في دقائق، فظهر لي للمرة الألف أن الموضوع الذي يطول العمل فيه هو الذي يخرج متلبّكاً ثقيلاً، وأما ما يُكتَب سريعاً ولاسيما لو كنت لم أنم جيداً، فهذا يخرج خلواً من تزاحم الأفكار بنقاء ما تطبعه به معونة الرب الخالصة مدعماً بأنفاس روحه القدوس المرشد!!!

ولما كان درافت المقال قد عانى في عرضه الأول في صورة نوتا من مشاكل فنية لفيسبوك مع النوتات، فلزم ترقية شكل تقديمه، كما يجدر به، لصفحة مستقلة على الموقع رغم ما يصاحب الواحد وقت العمل من معوقات ومتاعب، ولكن كلمة الـله لا تُقيَّد، فكانت هذه الصفحة،،،،،

 

 

1++

 

الرب كله لنا هو شعار الصليب !!!!

قبل الصليب كان الناس يَرَون في العدل الإلهيّ مضاداً لهم لسقوطهم في قبضة عدو الرب إبليس وانحجازهم تحت سلطان رئيس العالم..

كانت عداوة الرب لسيدهم المغتصب لهم بالغواية تسقط عليهم بالتبعية..

وكانت الرحمة محجوزة خلف العدل..

اعتاد الناس رؤية صراع الرحمة والعدل من زاوية رؤية وضعهم الجديد الساقط،

هكذا اعتادوا الرؤية محقين في أمور القضاء البشريّ، ولما كانت رؤية الإنسان تجاه السماء هي "من الوضع ساقطاً" فإنه تصوّر خاطئاً هذه المرة أن الرحمة والعدل لدى قضاء الرب الرب هي هكذا مثلما هي لديه..

الذي لا يُركِّز في صورةٍ ما يرى فيها أقرب ما يشبهها من سابق ذاكرته البصريّة، ولما كان الإنسان يرى عمل السماء وهو فاقد التركيز ةفاقد للرؤية الكاملة وزاوية رؤيته هي زاورية السقوط فدخل عليه بخفة تماهي صورة علاقة الرحمة والعدل لدى الرب كما هي في مخزون ذاكرته الذهنية من واقع حاله هو:
هكذا  تصور  وصور البشر رحمة الرب تطلب خلاصهم وعدله يطلب قصاصهم!!

 

"الرحمة والعدل عند الرب يتصارعان على مصير الإنسان الساقط"

هكذا فهم الإنسان وهو ساقط..

ولكن هذا المفهوم هو نفسه ساقط

لأنه نَبْت تصوُّر الإنسان وهو في وضع السقوط..

على أن نسائم وأنفاس الروح القدس الموحية للمزامير فقد كررت بوفرة كلمات عن توافق الرحمة والعدل كأنما بعد صراع!!

وأخطرها قول المرنم :

"الحق والرحمة تلاثما

البر والسلام تلائما"

 

2++

 

وظن المفسرون أن هكذا شواهد هي أدلتهم على صراع الرحمة والمسلام من جهة ضد العدل والبر من جهة، الذين بقوا يتصارعون لدى الـله من جهة الإنسان، حتى صالحهم المسيح على الصليب..

وزاد سوء حال بعضهم وعمى تعبيرهم مسبوقاً بعمى فهمهم أنهم نقلوا صراع الرحمة والعدل إلى تضادّ بين الآب والابن--  حاشا!!

فخصوا، ويا لخيبة ما يقلون، الآب بالعدل بإلقاء جام غضبه على الابن..

وزاد جنون بعضهم أنهم قالوا شيئاً منل "كان الآب يضصب غضبه على المسيح المصلوب وهو مسرور باشتمام رائحة ذبيحته"، ولولا عذر عمى فهمهم وعلمهم جميعاً لوجب حسبانهم من المجدفين.. وطاحت تلك الأقوال السفيهة في آذان الجماهير.. حصل خير من حيث كل الأشياء تعمل للخير لمحبي الرب..

 

3++

 

نعم كان الآب مسروراً بذبيحة المسيح بقدر ما كان المسيح نفسه مسروراً بتقديمها..

احتمل الابن الصليب مستهيناً من أجل سرور الآب وسروره هو نفسه وسرور طالبي الخلاص الموضوع أمامه..

ومثلما كان الآب والابن جميعاً في سرور فداء الإنسان:
الآب بابن محبته وطاعته أنه يفيد له الإنسان،

والابن بتقديمه لمرضاة الآب التي هي مرضاته هو نفسه..

وبهذا جميعاً وهكذا تشهد الشواهد..

فعن محبة الابن للصليب:

"ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يضع أحد نفسه عن أحبائه"

وقبلها عن محبة الآب: 

"هكذا أحب الـله العالم حتى بذل ابنه الوحيد"

وأيضاً:

"الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا جميعا"

فالآب والابن جميعاً كانا في سرور من جهة الصليب..

 

ولكن أي أب لا يلتهب غضباً حين يرى ابنه مهاناً !؟!

فكم بالحريّ حين يكون ابنه على صليب اللعنة والعار ثم كم وكم بالأولى حين يكون بريئا باراً وكم وكم وكم حين يكون ابن محبته ابنه الوحيد وكم وكم وكم وكم حين يكون الواحد معه كلمته وقوته وحكمته؟

فالآب مع سروره من جهة فهو غاضب من جهة- ليس على الابن حاشا، بل على خطية البشر التي استدعت هكذا ثمن بدم كريم وتكلفة لا يُنطَق بها ولا تُستَقصَى..

تريدون شاهدا؟

أمام أعينكم دوما وعلى ألسنتكم وزاغ صُلب معناه في تفاسير دخيلة لدعم أفكار رزيلة.. أمامكم الشاهد الأشهد على غضب الآب على صالبي ابن مجبته البار..

هذا حين صاح الرب في بدء صلبه:

"يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون فإنما كان يشفع في جهل صالبيه"
قال الرب هذا حاجبا غضب الآب عنهم!!!!

فليس ثمَّة مخالفة لإرادة الآب على أي وجه كان قول الرب:
"يا أبتاه إن شئت أن تعبر عني هذه الكأس"

لا أدل على عظمة غصب الآب على صالبي ابنه من هذه الجملة:
+ فالمغفرة تُطلَب من الغاضب لمن يغضب هو عليهم، وإلا صار الكلام لغواً- حاشا،

++ وقسوة الغضب تظهر في قيمة طالب المغفرة ولا أقيم من الابن وحيد الآب الواحد معه وابن مجبته،

+++ ويزيد ظهور عظمة الغضب حينما تًطلَب المغفرة إزائها في وقت عصيب، وهل أدق وأخطر من لحظة الصليب على نفس الابن الطالب المغفرة؟

--- وإن كان من مفاجاة في تفسير قول الرب هذا، فليس إلا لتراكم التفاسير المختطفة للشواهد عبر الأجيال، لدعم أفكار ابتداعية غير مُلتَفَت لابتداعها، وهي هاهنا، في حالة هذا الشاهد الخطير ، بدعة "المغفرة غير المشروطة" (وأخطاء متصلة هذا رابط لفهرس لها)، بينما الصحيح الثابت لذوي النظر أن الرب أثبت شرط المغفرة التي هي مبررها المعلن أنهم "لا بدرون ما يفعلون"، ومن هم أولئك إلا الجنود الذين ينفذون حكماً كعمل جنديّة معهود منهم لا يعرفون حيثياته ولو علموها لا يعنيهم، ولعل معهم مشمولاً في طلبة الرب من يحدفون عليه بجهل على عهدة رؤساء الكهنة والناموسيين، غير شاملٍ بيقين لا قيافا ولا بيلاطس ولا من ماثلهما، وإلا لو قصدهما الربُّ لكان الحريّ أن يُسمعهما طلبة المغفرة حال إرتكابهما جريمتهما في وجوده ولا ينتظر  حتى غيابهما عن المشهد وقت تنفيذ الحكم الذي هو من جهتهما جريمة الدهور وأما من جهة الرب فهو حكمته الأبعد من الفحص التي تحول حسد إبليس إلى كسرته العظمى ومحبسته الأبدية في بحيرة النار المتقدة..

 

@ إذاً فقول الرب المُفْتَتِح لأعماله على عين خشبة الصليب يفيد روحياً في التماس عذر  الجهل متى توفر للمخطئين،

@@ ويقصد ويكشف ابتداءً  حرص الرب على إتمام شربه لكأس الصليب حتى أنه يطلب الطلبة المقبولة لا شك من الآب بحجب غضبه عن الصالبين لكيما لا تتعطّل إجراءات التنفيذ الرهيب بفعل غضب الآب الرهيب،

@@@ الغضب الذي هو، بضرورة اللغة والمنطق واللاهوت جميعاً، الوجه الخلفيّ  لذات معنى قول الرب الخطير هذا....

 

الآب إذاً أيضاً غاضب من الخطية التي تجاسرت على بر ابنه بإلحاق العار به..

وغضب الآب هنا يوافق إعلان الابن عن ثقل ومرارة الكأس التي تجرّهها بالصليب..

هنا أيضاً يتفق الآب والابن جميعاً في ثقل الصليب ومرارته مثلما اتفقا على السرور بنتائجه واحتمال تنفيذه لإظهار المحبة وتحقيق الفداء وتنفيذ النصرة على الشر بذات عمل الشر كما اقتضت حكمة الرب الإله العجيبة فوق كل فحص..

(وهنا فهرس وجيز لمواضع أخرى لعرض هذا التفسير الخطير)

 

القصد:

الآب والابن جميعاً مسروران بالصليب..

 الآب والابن جميعاً رافضان لوجه الظلم الذي استدعى لزوم عمل الصليب..
الآب والابنن إذاً، في وحدة إرادة تامة على كل أوجهها..

والتضارب ليس بين الآب وبين الابن-- حاشا

وإنما بين سقوط الإنسان وبين قصد الرب الإله من أجل فدائه..

 

4++

 

وبالمثل فالرحمة والعدل الإلهيين على خط عمل واحد..

وظهر توافقهما لا تضاربهما على الصليب إذا نُظِرَ لهما من أعلى..

 

على الصليب ظهر معنىً خطير:

معنى اختفى عن زاوية رؤيا الإنسان الناظر للرب من نافذة سجنه الضيقة التي لا تسمح له بشمول المنظر..

لم يكن هناك صراع بين صفات الرب..

كان الصراع ظنيّاً ملتبساً على الإنسان إذ هو في سقوطه..

كان يرى جزءً من الصورة من فرجة شديدة الذيف لا تتسع لاتساع بر ورحمة الرب..

وأكمل بقية الصورة من مخيلته الفاسدة التي زاد فوق فسادها سقوطها.. المحيلة الناظرة وفقط للجزء الضئيل المتاح من الصورة من غلالة سوداء وضعها الشيطان..

 

الآن على الصليب،

نرى:

الرحمة والعدل يعملان متوازيين وليس متقابلين..

الرحمة ممتلئة عدلاً والعدل يفيض بالرحمة..

 

كيف؟

انظروا عدل الرب،

انظروا كيف يعمل على الصليب،

انظروا من هو المحكوم عليه:

 

جرّد الرياسات ..

والسلاطين أشهرهم جهاراً..

ظافراً بهم فيه..

أي في الصليب..

 

أسمعوا بعد:

دان الخطية في الجسد،

حكم عليها أن لا حق لها في خليقته وموضع وموضوع وشخص لذّته،

الإنسان المخلوق على صورته،

وصورة الرب طاهرة بلا خطية، ويجب أن تبقى كذلك في مختاريه..

 

هل هذا عدل بلا رحمة؟

أليس من الرحمة بالضحية الحكم على المجرم؟

أليس في الحكم على المرض بالزوال الرحمة الشافية للمريض؟

أوليس في خلع الناب المُسَوَّس الشفقة بالمتألم؟

أليس في الحكم على الخطية كل الترفّق والشفاء للخاطئ؟!؟!؟!

هذا هو..

هذا هو عدل الرب الظاهر على الصليب,

هو  نفسه حكم الرحمة للإنسان الذي اصطاده الشرير بالغواية,

هذا هو عدل الرب على الصليب،

الحكم على الخطية المتلفة بأنها خاطئة جداً وظالمة للغاية ولا حق لها في الإنسان،

هذا هو عدل الرب على الصليب،

ان يأخذ الإنسان فرصة ثانية ،

بحياة أفضل،

بقدر ما أن الرب الإنسان الثاني أفضل من آدم الإنسان الأول..

هذا هو عدل الصليب..

يحيا العدل يحيا العدل!!

 

5++

 

ثم تعالوا للجولان في سماء اللاهوت بقدر ما أعلن لنا الرب عن ذاته،

للتطلع والنظر في الناحية المقابلة للعدل الرحيم حيث الرحمة العادلة البارة:

انظروا كيف أن الرحمة من الناحية المقابلة تفيض بالعدل،

فإن رحمة الرب بالإنسان هي التي حكمت بالعدل على إبليس وخطيته،

 

لنا في الرب عدل يعلن الرحمة ورحمة تعلن العدل،

 

ليتم بهذا، كما بمثله، المكتوب أنه على الصليب نرى ما لم تره عين،

نرى أن الرب الإله كله لنا!!

الصراع المظنون بين الرحمة والعدل الإلهيّين وضح وافتضح أنه وهميّ،

العدل لنا والرحمة لنا،

لأن الرب كله لنا..

الآن تتضح الصورة،

على الصليب الواحد،

ذي الخشبتين باديتَيْ التعارض،

حتى إذا حقّقنا لتحقٌّقنا أنه صليب واحد عمله واحد لا يتعارض فيه الرب مع نفسه،

بل يقدّم كل نفسه لنا:

رحمته وعدله وحكمته في إخفاء سر الصليب لحين قنص إبليس به،

وكل ذلك وجوه من وجوه محبة الرب الإله،

حكمة المحبة تظهر على الصليب،

رحمة المحبة تظهر،

وعدل الصليب يظهر،

فكيف يكون هناك تناقض يحلّه الرب؟

كلا،

بل هناك توافق يعلنه الرب،

توافق اختبأ عن بصر العميان قبلاً،

وكانوا في عماهم يتحسسون تفسيراً وينصنعون "ثيولوجي"،

حاشا للكلام عن لاهوت الرب من عجز وعمى ودخالة الدخلاء..

 

6++

 

المشهد تغيرت أوصافه الظاهرة، وتجلت اسراره الغائبة:

الرحمة والعدل يعملان معاً لمصلحة مصالحة الإنسان بالرب،

وليس يعملان متضادين فيوفِّق بينهما الرب كأنه منقسم على ذاته حاشا له..

هذا ما كان يراه الساقط التباساً وزيغاً..

وأما الآن في الصليب، في نور الصليب وحميم دم المصلوب،

فحريّ بقشور الموت والعمى أن تسقط ،

لذلك يقول تطلعوا وانظروا،

انظروا المعنى الذي كان غائباً، والتوافق الذي كان فوق الأحلام..

 

الآن في الصليب، وفي الصليب فقط، وإذ هو  السر المكتوم منذ الدهور،

ظهر اتفاق ما كان غائباً أو غائماً عن عيون عماها قشر الموت،

الآن فقط تم المكتوب:

"الرحمة والحق تلاثما"

هلليلويا!!!!

 

+7+

 

ولكن،،،،،،

إن كان الرب كله لنا على الصليب،

فكلّه علينا بعيداً عن الصليب،

لأن الصليب وحده هو موضع رضا وسرور الرب،

فإن كنا مع المسيح على الصليب كان لنا الرب عادلاً يحكم لنا ورحيماً يترفق بنا،

وإن كنا- لا يسمح الرب- بعيدين عن الصليب،

حُسِبنا أضداداً للصليب..

 

لأن من ليس مع الرب فهو عليه،

ومن ليس "على صليبه" فهو عليه،

ومن كان ضداً للصليب صار ضداص للمصلوب،

وصار المصلوب كله عليه..

وعدل الرب أن يحكم عليه بتبعية الرياسات المشهرة والمُجرَّدة،

فيشهره ويجرده في يوم يحكم على أضداده..

عدل الرب ان يدين الخطية فيجدها فيه ويجده فيها فيدينه مع خطيته..

 

ورحمة الرب ليست لذاك الذب ليس على الصليب مع الرب،

بل الرحمة عليه.. مثلما الحق عليه..

لأنه من رحمة الرب أن يرحم ملكوته الطاهر وشركة ابراره وقديسيه،

من الأشرار المحبين لإبليس والثابتين في خطاياه،

فرحمته أيضاً هي عليهم، لا مجرد أنها ليست لهم!!

 

+8+

 

وليس قولُ ولا كلام!!

لأننا نحن نطلب رحمة لأعداء الرب وصليبه،

وهم أنفسهم لا يطلبونها لأنفسهم..

 

فهل سمعنا محكوماً عليه بموضع الشِمال مطروحاً في الخارج يطلب رحمةً لنفسه؟

بل كانوا يفرون من وجه الحمل القائم كأنه مذبوح على الصليب،

ويطلبون الرحمة من الجبال لتسقط عليهم والمغاير لتبلعهم والبحر ليخبئهم..

 

ولكنهم لم يطلبوا رحمة الرب!!

كان واضحاً لهم ان رحمة الرب عدلاً عليهم فلم يطلبوها..

 

9++

 

وأما الأغبياء، وهو الوصف الألصق بأولئك الذين يحملون اسم الرب ولا يفهمونه،

أولئك الأغبياء الذين لم يفهموا ذلك،

أولئك الذين قالوا أليس باسمك تنبأنا وباسم أخرجنا شياطين،

أو الذين قرعوا على الباب متأخراً مستعطفين: ربنا ربنا افتح لنا،

أولئك كان أبناء الظلمة الصُرحاء  أحكم منهم في يوم الغضب ففروا،

على خلافهم فالمدعوين "أبناء النور" غشاً لم يفروا لغبائهم،

فواجهوا رحمة الرب التي نزلت عليهم عدلاً قاسياً ظلمةً خارجية وصرير أسنان!!

 

10++

 

وأما نحن المُخَلَّصين فالرب الإله كله لنا على الصليب:

عدلاً  ورحمةً..

معاً،

وبالضرورة معاً،

ولايمكن أن يكونا إلا معاً،

 لأنهما في واحد..

وبعمل الرحمة العادلة والعدل الرحيم على الصليب نلنا الفداء بفدية دم المسيح،

وهذان: "الفداء والفدية" من هذين: "العدل والرحمة"..

وهذان: "العدل والرحمة" لهذين: "الفداء والفدية"..

فلا عجب أن الفدية والفداء لنا جميعاً بنعمة الفادي،

مثلما أن الرحمة والعدل الإلهيّين هم لنا جميعاً بنعمة الرب الإله..

 

يالها من مماثلة تظهر في كل أوجه ومفردات الإيمان المسيحيّ الواحد:

مثلما أعطانا الفادي الفداء والفدية جميعاً وما كان ممكناً تجزئة هكذا عطية،

فإنه نصرنا يعدله ورحمته جميعاً وما كان ممكناً تضارب أحدهما مع الآخر..

الكل أو لا شئ، هكذا عطية خلاص الرب لأنه هكذا الرب وهكذا هو اتفاق أوجه نعمة ملكوت سمواته، تعمل معاً للواحد أو تعمل عليه عافانا الرب،

ولكنها لا تتجزا ولا تتضارب حاشا للرب الذي فيه النعم وفيه الىمين وفيه الاتفاق

وخارجاً كل تضارب وكل غريب وكل بدعة...... وكل شرح فاسد..

 

11++

 

ولا عزاء لدخلاء المُفَسِّرين.

 

 

 

 

 

 

 

ه~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ه

 

·         ملحق بروابط مواضيع متّصلة بمعاني المقال:

الرب الإله كله لنا!! (هذه الصفحة)

السر المكتومقبل كل الدهور!!!! الذي لم تره عين قبل حدوثه!!!! الصليب!!!!

نبي مثلي

دَيْن النعمة

المُعلَّق على خشبة ملعون

مجدي لا أعطيه لآخر ! أعطيتهم الجد الذي أعطيتني

حوار شامل بين الشواهد


ديون النعمة     *     تسجيل صوتي لكلمة على منبر رئيس عن دَيْن النعمة      *     كلمة عاجلة بدعوة على بالتوك

العدل الإلهي!! بالكتاب والمنطق لاجتماع خدام     *     التفريق بين "الشركة" و"المنافسة"!! شرح غير مسبوق على هامش خلوة

مجلد كلمات منبرية في الجمعة الكبيرة

فهرس الفداء


·         ثم لا أجمل من خاتم هذه المجموعة بسلسلة روابط مواضع لتفسير قول الرب:
"اغفر لهم يا أبتاه"!!!!

فهرس شواهد المحبة والدينونة والمغفرة

فهرس أصول المغفرة بحسب الإنجيل مقابل وبدعى المغفرة غير المشروطة

كومنت بدرافت "الرب كله لنا" : حوار دقيق يشمل تمام تفسير قول الرب "اغفر لهم يا أبتاه" وكشف التفسير الخاطئ

كومنت عن صحيح تفسير "اغفر لهم يا أبتاه" وكشف أخطاء تفاسير رائحة

تفسير "اغفر لهم يا أبتاه" في فقرة برقم "#10" في بوست يرصد تفاسير عكسبة

تفسير "اغفر لهم يا أبتاه" في قلب هذا المقال،،،،،




Site Gate     Theology     Redemption     Main Table of Contents     Exegeses     Sign Guest Book