أداة التعريف التي لا يَـعْرِفُها مُعرِّفها!
(أو: الترجمة لا تُفيد)

The Definite Article that the One who Defines it
is Definitely Ignorant of Everything About!
(Or: Translation Does Not Pay)

 

 

//Still Preliminary Draft//

 

 

    
    موعد مع المفاجآت
    القصّة المثيرة لتدبير "الشارح" لترجمته مع سبق الإصرار والترصّد، وتنفيذها في وضح النهار

    * إنّه يُعرِّف أداة التعريف!
    ** ويُدخلها في "ترجمة" من عنده!!
    *** من اليونانيّةإلى العربيّة!!!
    **** "ويُصحِّح الترجمات "الخاطئة!!!
    وتتوالى المفاجآت في عمليّة الترجمة المثيرة:
    - فهو لا يعرف اليونانيّة،
    -- ولا العربيّة،
    --- ولا أداة التعريف ذاتها يعرفها،
    ---- لأنه لو كان يعرفها لعرف أنه لا تُوجَد أداة تعريف في اليونانيّة بحسب تصوّره..
    ----- وهذا كله وبعد كل هاتيكم الأخطاء المتلألأة في المبنى يتوارى خطأ في المعنى "بصراحة بقى مجتش عليه"
    ------ ومفاجاة فوق المفاجآت، وأخطاء الشارح ولّادة كآنية الحاوي، فإن أصل تفسيره "منقول" من مراجع سابقة ولم يخترعه على ما به من خطأ، على انه استكثر ان يخطئ غيره ويكون نصيبه من الخطأ هو النقل فأضاف الترجمة بأخطائها لكي يترك بصمته على الخطأ ويُوحِي ان الفضل له وحده في الخطأ جميعاً أصلاً وفروعاً ولباً وقشوراً، فكانت بصمته هي وصمته..
    ------- ولم تنتهِ المفاجآت بعدُ، فالأطرف أن كل المادة اليونانيّة الكاشفة للخطَل في ترجمته مرجعُها في كتاب من إصداره وتقديمه :)
    -------- ليست مفاجأة الآن أن تقديمه للكتاب لم يخلُ من عدم استيعاب لمنطق اللغة التي يشرح نصوصها،
     إيه دا كلّه؟ أخطاء في اليوناني والعربي والإنجيل على كل نوع: نحو وصرف مبنى ومعنى، وترجمة، وتفسير، وشرح إيمان!!!! "يا حلاوة" (على قولته)..
    ومع كل ما سبق من ذلك فهو يشرح ويشرخ ويترجم ويصحح الترجمات الخاطئة، ويكدِّر "المخطئين"، ولا ينفكّ يندفع بإصرار غير مُشفِق فيه على نفسه، ولا على سمعة منصبه، ولا مُتحسِّباً لساعة مريرة، وما حيلتي وهو لم يكترث ولم يعمل حساب ساعة كتاب مقال كهذا لا مخرج فيه كما سيظهر، على أنني مع كل ذلك استكثر اتهامه بالجهل.. فالحكم بالجهل يستدعي وضع الجاهل على ميزان العلم أولاً، وأنا لا أساهم في إهانة العلم بهذا الفعل، لاسيما وقد عانى العلم ما يكفيه من مهانة بما سبق ذاك واقترفه في حق العلم المسكين بلا رحمة..
    عن "شارح الكنيسة القبطيّة" و"حافظ" و"مُثبِّت" عقيدتها الكبير يشير الكلام! وليس في الكلام مجاز، فهو "حافظ" وليس فاهماً، وهو مثثبِّت" للعقيدة حين يخرج عليها كمن يثبت المارّة بسلاح ويضعهم تحت التهديد.. فَعَن "الشارح" وعن آخر ما ارتكبه من أفعال الترجمة أسوق المقال، وتكاد لوحة المفاتيح تفهمني وتخلط الحروف فتعجل الـ"ترجمة" "تجرمة"..
    ويلزم الآن تنبيه للقارئ المتابع أن الجزء الطريف من المقال قد انتهى والبقيّة شرح فنيّ دقيق للمُريع من الأخطاء الجهليّة ("مش قادر اسميها أخطاء علميّة")، وتابعوا استخراج لآلئ المهزلة بالتفصيل من منجم "شرح" "الشارح"، على أنني أعِد بأن اللطففي العرض لن ينعدم لأن الخطأ يحمل ألطافه منه فيه، رغم ما بآثاره من أكادة..

 

     المهزلة بالمُختَصَر المفيد
     رغم صعوبة الاختصار حين يكون الخطأ كثيفاً مُتراكباً من أخطاء تتداخل مع أخطاء ولكن سأحاول، وهذه هي المهزلة في سطور:
    قام المترجم البيروتيّ بترجمة تعبير في الإنجيل ورد في صيغة "مُضاف ومُضاف إليه Genitive في أصله اليونانيّ، فترجمه للعربيّة في صيغة "مُضاف ومُضاف إليه" أيضاً! بجدّ!!
    ترجم "مضاف ومضاف إليهط إلى "مضاف ومضاف إليه"!!!.. تصدقون؟ على كثرة أخطائه في غير موضع، فقد ترجم هذا الموضع المعنيّ بدقّة نحويّة تامّة.. عدّاه العيب هنا، وهذا ليس معناه أن الترجمة البيروتيّة بغير أخطاء، ولكن ههنا وهنا تحديداً لم يكن بها خطأ.. ولكن لأن الجملة المعنيّة تقع في دائرة نفوذ "الشارح" فقد اتّهم ترجمتها في الترجمة البيروتيّة بالخطأ، مطمئناً الناس أنه لا مدعاة للقلق إذ أن ملك الترجمات حاضر، وقد ترجمها من عنديّاته في صيغة "صفة موصوف" وكرر ذلك مع تعبير آخر.. وظهرت في ترجمته كل المفاجآت السالف تقديم المقال بها..
    فإذا عُلِم أن الجملتين "المحطوط" عليهما من "الشارح" هما "روح الحق" و"الروح القدس"، وأنه ترجمهما: "الروح الحق" و"روح قدس" عُلِمَت فداحة الكارثة ، فهو بهذا "داخل على الثقيل"، وفعلاً سرعان ما حوَّل ترجمته الماسّة بأخطر الكلمات إلى أساس لعقيدة مُلزمَة يُحرَم الناس على مخالفتها..      ولعلّ البعض لا يزال يرى أن المشكلة حتى مع جهل "الشارح" ومع فساد شرحه فهي لا تتعدّى اختلافاً طفيفاً في بعض حروف لا تغيّر المعنى، ولكن كيف يكون هذا و"الشارح" لا يرضى لحروفه أن تكون كغيرها، بل حرفه هو الحرف الذي يقتل، وقد اعتبر الفرق في الحروف خطير، إذ جعل قاعدة في إنجيل يوحنا أن متى أتت "أداة التعريف صار الروح أقنوماً ومتى غابت داة التعريف صار الروح مواهب.. القاعدة في إنجيل يوحنا" بذاته، وليس في أي إنجيل آخر ولا في أي رسالة أُخرى ليوحنا نفسه، ومفهوم لماذا هذا التضييق، حتى لا يواجه شاهداً من شواهد كثيرة تدمّر ادعائه، ولكن ولا حتى بهذا الاحتراس تتفق مهزلته مع الحقّ..
     فإذاً صار لزاماً إحراجه بإظهار فساد ترجمته وعدم أهليّته في التفسير فضلاً عن الترجمة، حتى تنهار نظريته المصطنعة تلك بانهيار أساسها ووضع مخترعها في دجرته "العلميّة" الصحيحة.. "ادينا بنحاول"، ولن نترك كنيستنا القبطيّة المُجرَّبَة على منابرها في معلميها، راجين أن يجعل الرب تجربتنا من التجارب التي تمحّص الذهب، وأن ينجّينا من تجارب الشرير..

 

     وبالصوت والصورة
    يعرض هذا التسجيل الـمُرفَـق
مقاطع مُجَمَّعَة من جولات أسيفة أطلقَ فيها "الشارح" "شرحه" لحلول الروح القدس، والذي يفرِّق فيه بين "الحلول الأقنوميّ" و"حلول المواهب"، وكلا التعبيرين، وعليهما لتفريق بينهما بالمرّة، غريبان عن الكتاب المقدس، ولكن "الشارح" يجاري خصومه في مُصطلحاتهم ويطرح فوق مُصطلحهم مُصطلحاً ويُدير مباراة وهمية يحتدم فيها اختصام المُصطلحين الموهومَين أصلاً، ويصل "الشارح" لأوج الخِضَمّ العارم في إدارته للصراع بين "المصطلحات الوهميّة" بإقعاده قاعدة! وتقول قاعدته غير القائمة تلك إنه متى وَرَدَ في إنجيل يوحنا (تحديداً وللدقّة-- مش أي إنجيل! ومش أي رسالة ليوحنا!!)، تقول القاعدة متى أوردَ يوحنا في إنجيله أداة التعريف قبل "الروح القدس" فهو يتكلّم عن الأقنوم، ومتى لم يوردها فهو يُعنِي مواهب الروح القدس وليس أقنومه..

     وبناء على هذا "الشرح"، وإلحاقاً به، واستطراداً فيه، فقد حكم "الشارح" على الترجمة البيروتيّة بالخطأ لأنها تسير "خِلف خلاف" ومن أمثلة ذلك في عرضه أنها، أي البيروتيّة، تُترجِم "تو بنيفما تيس أليثياس" إلى "روح الحق" وليس "الروح الحق"، وهي الترجمة التي يقترحها "الشارح" غير مُشفِق على نفسه ولا على سمعة منصبه، بل ويفرضها ويكرِّرها بصرامة، كأن بينه وبين نفسه ثأراً، أو لعلّ الثأر هو بينه وبين العقيدة وقد اشتعل حتى قاده لكيّ يقوم بعمليّة انتحاريّة شمشونيّة صائحاً: "عليّ وعلى العقيدة".. ولو كان ذلك كذلك، فلقد صار صادقاً في تسميته لمؤتمراته أنها مؤتمرات "تثبيت" العقيدة ! خلا أن العقيدة، بعون ربنا، لا تقوى عليها محاولات "التثبيت"، فمهما كانت أسلحة "التثبيت" حادة ونافذة وماضية، فالعقيدة بعون الرب ثابتة ونافذة وماضية لا يقوى عليها "تثبيت"..
ولقد تابعتُ في التسجيل الوجيز هذا تلك الأخطاء بتعليقات ضابطة في ذات الفعل، وإن أتت مختصرة لعدم الإثقال على طبيعة الميديا، ولعلّ هذا الدرافت يستفيض في الملاحظات تفصيلاً وعدداً، ما أجروه واضحاً ومستوقفاً لمهزلة بكل أسف عاصرتُها في كنيستي الغالية :(

 

   ما هو غرضي! وما هو ليس غرضي!!
    ليس من أغراضي الدفاع عن البيروتيّة، فبها من الأخطاء الخطيرة ما قدَّم شخصي الضعيف المقالات والمُحاضرات لتصحيحها، (وهي بالمناسبة غير الأخطاء التي يدعيها بعض غير الأكفاء في اللغة)،

   كما ليس من غرضي الدفاع عن تعبير "الحلول الأقنوميّ"، ولي من الشرح والتفسير والمُراجَعَة ما يعرفه المتابعون لشخصي المتواضع ضد "المستيكيّين الجُدُد" أو "الآبائيّين الجُدُد" (كما أسمِّيهم) ممن يروِّجون لتلك المصطلحات..

   ولكن الغرض الواضح لكلامي المتواضع هو ردع تفسير مصطنع يُفرَض على أنه "عقيدة" ولا كأن هناك رجال، ولا كأنهم يفهمون.. لأ فيه :)، ولا أعطِّل المفيد بإطالة عرض المشكلة أكثر، فإلى فهرس الرد،،،،،،،

 

 

فهرس الردّ:


ليست هناك "أداة تعريف" في اليونايّة أصلاً!

جهل الشارح باللغة العربيّة قبل اليونانيّة!!

وعودة لليونانيّة: إظهار حصّة مزيدة من الجهل !!!

ولا يخلو الأمر من طرافة: المرجع في كل ما سبق كتاب من إصداره وتقديمه :)

رأس الأخطاء: غياب منطق اللغة من المبدأ

وبالمرَّة: إجماع الترجمات

وبعد الأخطاء الفجّة في المبنى: خطأ دقيق في المعنى

دوري في المفاجآت: سأكون محامي "الشارح"

والآن: أين الاستقراء المزعوم؟ وأين خطّه الاستدلاليّ؟

ولو كان قد "استقرأ" إنجيل يوحنا كله، ألم يمرّ على (يو3: 39) في بداية الإنجيل؟

ثم ما العمل مع (يو1: 1)؟؟!!

سابق استعمال تلك الحيلة التي طمع فيها "الشارح" فوضع عليها بصمته، التي صارت وصمته

 

 

 

 

 

1-               ليست هناك أداة تعريف أصلاً في اللغة اليونانيّة!!!

       الأداة اليونانية ليست أداة تعريف بالمعنى المعروف في سائر اللغات بل هي أداة تفصيل وتمييز

  

      أولاً من استخداماتها

 

     هذا معروف لطلبة أولى ابتدائي يوناني.. الأداة محل الكلام ليست أداة تعريف بالمعنى المفهوم في باقي اللغات.. المترجم من اللغة اليونانية لغيرها قد يراها في النص اليوناني فلا ينقلها كأداة تعريف في لغته حتى لا يضطرب المعنى.. وقد لا يجدها في النص اليوناني فيضع أداة تعريف في الترجمة حتى يستقيم المعنى..

 

     صحيح أن مصادر تعليم اليونانية تتساهل في تسمية الأداة اليونانية أداة تعريف، ولكن صحيح أيضاً أنها تبادر بكل وضوح لشرح معناها ولفت نظر الدارس مُقَدَّماً أن الأداة اليونانية لا تكافئ ولا تقابل أدوات التعريف في اللغات الأُخرى.. وهناك أمثلة على هذا في ترجمات العهد الجديد نفسه..

 

     هذا الكلام معروف من كل المصادر المعتبرة، ومن بينها الكتاب الذي كتب مقدمته واعتنى بطبعه نفس المطران صاحب الخطأ، وفيه نجد أن استخدامات أداة التعريف لا تكافئ ولا حتى تقابل أدوات التعريف في باقي اللغات وها هي بنصها:

 

          إذا وقعت كلمتان في حالة الرفع مع فعل الكون، فإنه لا تتحدد أي الكلمتين مبتدأً أو خبراً إلا من الكلمة التي تسبقها أداة التعريف

          تستخدم مع   men de لتدل على الواحد ... الآخر أو هذا ... وذلك

          تستخدم أداة التعريف في حالة الفاعل مع de (o de) للإشارة إلى شخص ذكر في الجملة السابقة بشرط ألا يكون فاعلها

          من ص30 إلى ص32 فقرات 32،33،34 - اللغة اليونانية للعهد الجديد طبعة ثانية موسعة –

          تأليف الأستاذ صموئيل كامل والدكتور موريس تاوضروس –

          تقديم الأنبا بيشوي، مطران إلخ ورئيس إلخ وأستاذ إلخ...

 

     بالمناسبة، فالتقديم به تحليل يناقض المنطق اللغوي ويوقع في مشكلة بدلاً من حله لمشكلة، وهو موضوع مقال تالي..

 

     وكاستخدام متفق مع نفس المعنى للأداة اليونانية، فإنه لو اجتمع اسمان بواو العطف "kai" وتلاهما اسم ثالث وسبقت الاسم الأول أداة التمييز ولم ترد قبل الاسم الثاني، فيعني هذا أن كلا الاسمين يخصان الاسم الثالث، وأن واو العطف لا تفصل الماهيات بل تفصِّل أو تجمع جمعاً تفصيلياً ما يخص الاسم الثالث.. وهذا ما يُعرَف بقاعدة جرانفيل شارب Sharpe Granville.. ومن الأمثلة الخطيرة على هذه القاعدة " اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (تيطس2: 13)، و "إِلَهِنَا وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ " (2بطرس1: 1)..  وفي المثلين نرى أن كِلَي اللقبين "إله" و "مخلص" يخصان المسيح، بفضل عمل التمييز للأداة اليونانية.. وهذه القاعدة هي من الدراسات المتقدمة المعروفة لليونانية القديمة..

 

     الاستخدامات السابقة واضحة في أن ما تُسَمَّى، بغير دقة، أداة تعريف في اليونانية، هي أداة تفصيل وتقسيم وتمييز لأنها تعين الخبر من المبتدأ، وتميز الواحد عن الآخر، وتحدد المقصود بالإشارة في حالة أن سبق الجملة ذكر لشخصين..

 

     ثانياً من اسمها في اليونانية

 

     كما أن اسمها يغني عن الشرح.. فالاسم اليوناني للأداة المُتَرجَمة بـ"أداة تعريف" هو ARTHRON ، ومنها في الإنجليزيةARTHROLOGY (علم المفاصل أو المفصليات)، ومنها كلمة ARTHROPOD  وهي الحيوانات اللافقارية المكونة من مقاطع مفصَّلة مجتمعة معاً.. وللتأكد من هذا كله فالاسم اليوناني للأداة وارد في الكتاب الذي قام المطران بتقديمه ورعايته ص30، ومعنى الكلمة كما نثقِل للإنجليزية فوارد في كل القواميس اللغوية الكبرى..

 

     ورغم هذا، فإن "الشارح" ينسب الخطأ للترجمة البيروتية لأنها تمشي "خلف خلاف"، فهي، حسب فهمه وتصريحه، إذا وجدت أداة التعريف في الأصل حذفتها في الترجمة، وإذا لم تجدها أضافتها.. وهو هنا يثبت على نفسه أنه لا يعرف أن الأداة اليونانية ليست للتعريف وأنه من المتعارف عليه في الترجمة من اليونانية أن المترجم يضع أو لا يضع أداة تعريف في اللغة المنقول إليها من اليونانية بحسب السياق الذي يحكم على التعريف من عدمه..

 

     يكفي ما عُرِض في هذه النقطة الأوليّة لضبط غياب العِلم الاوليّ عن "شارح" "كبير" يعلو المنابر العالية ليفسِّر ما هو أعلى من السماويّات.. الشرح..

 

 

     2- و"الشارح" يجهل اللغة العربيّة أيضاً حتى أنه لا يعرف معنى التعريف فيها

 

     ثم أنه ينتقل بثقة من الشرح القائم على الجهل باليونانية إلى الشرح القائم على الجهل باللغة العربيّة، وضمناً يقوم بالجهل ببديهيّات المنطق اللغويّ من حيث المبدأ، وهو في كل ذلك يهزأ بـ"فان دايك الجاهل" الذي ترجم "تو بنيفما تيس أليثياس"  τὸ Πνεῦμα τῆς ἀληθείας المسبوقة بـ"أداة التعريف" إلى "روح الحق" الواردة بصيغة النكرة دون تعريف (حسب فهمه للتعريف).. ويقترح لإصلاح الترجمة أن يقال "الروح الحق".. وهنا يثبت على نفسه خطأً أكثر وضوحاً وأكثر عيباً، فالتعريف ليس دائماً بالألف واللام، ولكن في اللغة العربية، مثل كل لغات الدنيا بحكم المنطق اللغوي البديهي، فإن صيغة الإضافة تعمل عمل التعريف، وفي الخامس الابتدائي درس الأطفال شيئاً عن "المعرف بالإضافة"..

 

    

 

   3- وعودة لليونانيّة: إظهار حصّة مزيدة من الجهل :((

 

      كما أنه لو تأنى مع النص اليوناني وكشف في جدول أدوات "التعريف" لوجد أن الصيغة هي صيغة المضاف إليه لأن كلمة الحق "أليثياس" وردت بإعراب المضاف وتسبقها أداة "التعريف" التي يحبها في صيغة المضاف للمؤنث: "تِيْسْ"
ولكن أنّى له أن يجد هذه المعاني؟ أليس من المحتمل أن الواحد يُثقِل عليه في النقد وأنه تك القواعد عصيّة عن المنال؟ أبداً، بل قريبة من يده وموضعها القريب مفاجأة في ذاته:

 

 

   4- ولا يخلو الأمر من طرافة: المرجع في كل ما سبق كتاب من إصداره وتقديمه :)

 

   في الكتاب الذي كتب له ذات "الشارح" المقدمة، وتباهت تلميذاته بتكلفة إصداره، هنالك في الصفحات الأولى منه جدول به كل حالات الأداة الأثيرة له تلك..
    إنه ذات الكتاب الذي سبقت الإشار إليه في الفقرة الأولي:
    للغة اليونانية للعهد الجديد، تأليف الأستاذ صموئيل كامل والدكتور موريس تاوضروس،
    تقديم نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وبلقاس والبراري ورئيس دير الشهيدة دميانة وسكرتير المجمع المقدس والمشرف على الكليات الإكليريكية وغير ذلك الكثير

المترجم إذاً لم يخطئ لا في فهم النص اليوناني ولا في إثبات النص العربي ولا في التوافق مع المنطق اللغوي البديهي، وإنما "الشارح" الكبير أخطأ أخطاءً ليست فقط كبيرة وفادحة ولكنها فاضحة إذ ليس الجميع جُهلاء كما هم زباين "الشارح"، والشاهد عليه وعلى ادعائه العلم بغير استحقاق هوكتاب من إصداره ومن دواعي مباهاته، ولو كان جاداً وجديراً بالكلام فيما تكلّم فيه، ولو كانت اخطاؤه هي من نوع هفوات العلماء ومن باب أنه ليس احد لا يخطئ، كما حاولت جوقته الدفاع عنه، لكان قد أظهر استحقاقه بفتح صفحات كتابه ومراجعة النص عليه قبل أن يتهوّر باقتراح الترجمات وتخطئة المترجمين الإمعان الشرس في عمله ذاك..

     إذاً حتى الآن لا يوناني، ولا عربي، ولا منطق، ولا حتى جهد بسيط وممكن لدعم الاقتراع الخطير بتغيير ترجمة الإنجيل،،،

 

 

   5- رأس الاخطاء: عدم فهم منطق اللغة من المبدأ

 

   إن منطق اللغة، أيّة لغة، يكفي لمن يتذوّقه أن يحكم إن كان الاسم مُعرَّفاً أم غير مُعرَّف، ولكن لا غرابة في هذا، فمن يتسرّع بالحكم الجازم في شرح نصّ اللغة الأصليّة، ثم يضيف التسرّع الخاطئ في الحكم على الترجمة، من يجهل اللغة واللغة المُتَرجَم إليها، ومع ذلك يحكم بل يجزم بل يعلِّم غيره، بل يجعل من حكمه مصدراً "للعقيدة"، فلا غرابة أنه غير ذي حظّ طيب من "منطق اللغة" من الأصل..

 

   وفي خضمّ معمعة النقاط اللغويّة، لا تفوتني هذه المُلاحظة التي تغيّر كل "الطلعة" من أساسها: التنكير "لفظاً" لا يفيد التنكير في "المعنى" بالضرورة.. بافتراض صحّة الاستقراء (افتراضاً غير صحيح كما هو واضح مما سبق ومما سيلي)، فإن مجرد ربط أداة تنكير بكلمة ما ربطاً لفظيّاً فهذا لا يفيد أن الكلمة نكرة، فهناك ما هو معروف في اللغة الإنجليزيّة بكلمات مًعرَّفة من ذاتها ولا تقبل أداة تعريف، وليس بعيداً عن ذلك الترجمات الإنجليزيّة الأكثر

(من ذلك KJV  و YLT) التي تترجِم "روح الحق" بــ The spirit of Truth وفيها تدخل أداة التعريف على "روح" بينما تخلو منها كلمة "حقّ"، عكس اللغة العربيّة!

   وهناك في اللغة العربيّة معنى قريب يظهر اصطلاحاً تحت اسم "نكرة مقصودة"، وهذه لها قوة "المعرفة" في المعنى، وتُعامَل نحويّاً أيضاً بإعراب المعرفة!! فبأي فهم من المنطق اللغويّ عموماً، أو للنصوص المعنيّة خصواً، إذا كانت الكلمة نكرة، فرضاً جدليّاً، يُلزِم ذلك بالضرورة أن المقصود ليس معرفة، ثم تُبنى "العقائد" المُلزِمَة على هذا الافتراض الفقير الحظ من اللغة؟

 

 

   6- إجماع الترجمات

 

     كل الترجمات المتداولة والمعروفة (باستثناء القبطية)، على اختلاف مدارسها، تترجم "الروح القدس" مُعَرَّفاً.. حتى الترجمة العربية القديمة "روح القدس" فهي مُعَرَّفة بالإضافة.. ولم يورد أي مترجم معروف هذا التعبير الذي يقترحه المطران: "روح قدس".. العبرة عند الجميع لم تكن بأداة التفصيل، ولكن بالسياق الواضح للكلمة أنها تشير لماهية معروفة لدى القارئ وهي ماهية شخص أو أقنوم الروح القدس، فلا محل ولا معنى لتنكيرها..

 

     وكمثل واحد له أقوى دلالة، أورِد الشاهدَيْن محور القضية من ترجمة يونج لإنجيل يوحنا، ووجه قوة الدلالة في يونج أنه يقدم ترجمة حرفية، وتُعرَف ترجمته باسم ترجمة يونج الحرفية Youngs Literal Translation.. في الشاهدين يرد تعبير "الروح القدس" بدون أداة التفصيل في الأصل اليوناني بينما يثبت له المترجم أداة التعريف في الإنجليزية:

 

     this is he who is baptizing with the Holy Spirit (1:33)

      and this having said, he breathed on them, and saith to them, 'Receive THE Holy Spirit’ (20:22)

 

 

     أما الترجمة القبطية، وهي الاستثناء الوحيد المعروف، والتي تثورِد اداة تنكير متى غابت أداة التمييز اليونانيّة.. ويحق شكليّاً للشارح أن يستند إلى ورود أداة التنكير القبطيّة والاستشهاد بها على معنى التنكير المقابِل في الأصل اليونانيّ، وإن كان لم يفعل بالمناسبة، ولكن يحق للباحث الأمين بالمقابِل أن يوضح أصول مدرسة الترجمة القبطية وخصوصيتها..

   فمن المعروف التزام المترجم القبطي بالحرفية الشديدة ووضع مقابل حرفي لكل كلمة في الأصل بقدر إمكان اللغة.. ويُلاحِظ أي مستقرئ للترجمة القبطيّة مقابِل الأصل اليونانيّ أن المترجم القبطيّ يتبع قاعدة دائمة وهي وضع أدوات التعريف القبطية مقابل أداة التمييز اليونانية، ووضع أداة النكرة القبطية متى غابت الأداة اليونانية للإفادة بغيابها، حتى صار التزام المترجم القبطيّ الدقيق مؤشِّراً موثوقاً لمعرفة حال الأصل، فمتى ظهرت أداة التعريف القبطيّة دلّ ذلك على وجود أداة التمييز اليونانيّة، ومتى ظهرت أداة التنكير دلّ ذلك على غياب أداة التمييز في الأصل اليونانيّ.. بغير هذا الالتزام الدقيق فإن المترجم لا يجد أداةً أُخرى تُعينه على الالتزام بحرفيّة الترجمة..

ويجوز السؤال هنا من حيث المبدأ: ولماذا، طالما هو حرفيّ مُدقِّق يلتزم بوضع أداة تنكير إذا غابت أداة التمييز اليونانيّة؟ لماذا لا يهمل المترجم القبطيّ بدوره وضع أيّة أداة؟ المشكلة التي تمنع ذلك هي طبيعة اللغة القبطيّة التي لا تستسيغ  الكلمة الخالية من أي أداة، على عكس الإنجليزية مثلاً التي رغم وجود أدوات تعريف وتنكير إلا أن الكلمة يمكن أن ترد فيها خلواً من أية أداة..

وعلى هذا، فإذا أتت الكلمة الرئيسة في بنية التعبير ("المُضاف" أو "الموصوف")، ومعها أداة في الأصل اليونانيّ، والتزم من ثَمَّ المترجم القبطيّ بإضافة أداة التعريف، فإن منطق نحو اللغة القبطيّة يُلزمه بإضافة أداة على الكلمة المُلحَقَة ("المُضاف إليه" أو الصفة")..

   أما إذا أتت الكلمة الرئيسة خلواً من الأداة، وعبَّر من ثَمَّ المترجم القبطيّ عن ذلك بوضع أداة التنكير، للإفادة بأن الأصل ليس به أداة تعريف، فإنه ملتزم بالمثل بضبط الكلمة المُلحقة ("الصفة" أو "المُضاف إليه") بحسب ما تستلزمه أداة التنكير التي وضعها التزاماً باصطلاح الترجمة الحرفيّة التي يسير عليها..

 

   ومُراجعة الشاهدين المعنيّين يُـظهِر ذلك، ويضيف على مشاكل الشارح لو لجأ للاستشهاد بالترجمة القبطيّة، وهو ما لم يفعلُ، وما أفعله أنا لاستيفاء العرض بقدر إمكان حيّز الوقت المُتاح:

   & فالشاهد الأول (يو15: 26) روح الحق يرد هكذا في الترجمة القبطيّة: "بي بناوما إندا دي ماتماي" ("بي بنيفما إنتي تي ميثمي" حسب النطق الشائع المختَرَع في القرن 19)

   والأصل اليونانيّ:

   تو بنيفما تيس أليثياس

   ^ فإذ وجد المترجم القبطيّ أداة التمييز اليونانيّة التزم بوضع أداة التعريف القبطيّة،

   ^ ثم إذ وجد أداة الربط اليونانيّة تفيد الإضافة استعمل أداة الإضافة القبطيّة،

   ^ والآن لزمه عند إيراد ترجمة المُضاف إليه وضع أداة مماثلة، فأتى التعبير كما وَرَد

(يمكن قراءة النصّ القبطيّ في قداس عيد حلول الروح القدس أو الفصل الثالث من فصول الباراكليت— إنجيل الساعة الأولى من ليلة الجمعة العظيمة)

 

   فماذا لو حاول الشارح الاستشهاد بالترجمة القبطيّة؟ سيذهب إليها ويبدأ بترجمتها حرفاً حرفاً حسبما ظهر من منهجه في ترجمة الأصل اليونانيّ، ووقتها سيصطدم بأداة الربط المزيدة في اللغة القبطيّة التي ليس لها ما يقابلها صريحاً وبلفظ منفرد في اليونانيّة.. فستظهر ترجمته الحرفيّة هكذا: الروح الذي للحق! عندها سيصطدم بحقيقة أنه يترجم بنية مُضاف ومُضاف إليه وليس "صفة وموصوف".. وسيقتنع أن الترجمة البيروتيّة أدقّ لغويّاً (حتى وإن لم تختلف قوة المعنى بين صيغة "الإضافة" وصيغة "الوصف")، وأن ترجمته هو مفتعلة..

 

   && والشاهد الثاني (يو20: 22) حالته عكسيّة، فالأداة اليونانيّة تغيب في الأصل، والبنية بنية صفة وموصوف، وهذا هو الأصل اليونانيّ:

   "لافيتي بنيفما أجيون"  

   ^ فيعبّر المترجم القبطيّ عن غيابها بوضع أداة التنكير "أو بناوما" (أو إبنيفما حسب النطق الشائع)

   ^ ويُضيف اداة الربط بين الصفة والموصوف بحسب النحو القبطيّ، وهي بلا مثيل يونانيّ، فيظهر المقطع: "أف" ("إف" حسب النطق الشائع)

   ^ فتكتمل الترجمة القبطيّة للتعبير هكذا: "أو بناوما أفواب"!

 

   وقد يجد الشارح (او من يحاول الدفاع عن شرحه) مُقاربة سهلة من هذه الترجمة، فيبدأ بها، ويجد الترجمة العربية الحرفية تظهر له حسب اقتراحه هكذا: "روح قدس"، ولكن عليه قبل اعتمادها أن يجيب:

-        وماذا عن الشاهد السابق (يو15: 26) "روح الحقّ"؟ لو سار مع الترجمة القبطيّة فإنه سيلتزم بالتنازل عن تطبيق نظريّته كما سبق عرضه،

-       وهل سيفعل المثل ويترجم (يو1:1) بنفس الطريقة فيجد نفسه يقول: "إلهاً كان الكلمة"، دون اضطراره لشرح سبب التنكير ومفاده، لإثبات أن الشاهد لا يفيد تنكير لاهوت الكلمة بحسب المعنى المفهوم للتنكير؟

-       وفي أشهر الأقوال: "باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، يرِد النصّ القبطيّ أيضاً بتنكير "إله": "أُو نودي ان او اوت آمين"، فهل يفهم منها معنى التنكير؟ أم يصح ترجمتها هكذا: "الإله الواحد آمين" مثلما يصحّ أيضاً: "إله واحد آمين"، فيجد أن أداة التنكير في القبطيّة، وفي العربية وفي كل اللغات بحسب منطق اللغة، يصحّ أن تكون نكرة مقصودة في حكم المعرفة؟ فيجد أن اللغة الوحيدة التي تترجم قريباً من ترجمته حرفيّاً تقوده لأن يتخلّى عن فهمه الخارج عن أصول اللغة، أيّة لغة، ولأن يلتفت للمعنى بغير تمحّك في أداة لم يفهمها في اليونانيّة ولا في العربيّة، وتجاهله كل الترجمات المعروفة، حتى إذا نظر مثلي متطوّعاً، باحثاً عن عرض وافٍ لكل المقاربات الممكنة، أقول حتى إذا نظر مثلي فوجد لغة يظهر أنها تسعفه، ظهر أنها ستكون أقسى من غيرها في الحكم على نظريّته!

 

      

    7- وخطأ دقيق في المعنى فوق الخطأ الفجّ في البنية الترجمة

 

       ومع ما سبق من أخطاء ساذجة في أصول تعاريف البنيات اللغوية، عربيّاً قبل يونانيّاً، فالخطأ التالي ثقيل على "الشارح" ومعذور فيه، ولكن لا مانع من شرحه للقارئ المتابع إذ ينبغي أن نُكمِل كلّ شرح:ه
     صحيح أن ترجمة "الشارح" تُعرِّف باداة الألف واللام الشمسيّة :) والأصل مُعرَّف بالإضافة، فإذاً كلاهما مُعرَّف.. ولكن هناك اختاف في المعنى بمقتضى تغيير البنيّة النحويّة، فروح الحق تفيد أنالروح القدس هو الروح الرئيس الذي ينبع منه الحق ويعطيه للناس، إذ أُضيف إليه على سبيل الاختصاص، وصار مُعرَّفاً به.. وأما تعبير "الروح الحق" فهو يصف الروح بأنه حقّ من حيث هو روح، كأنما بقية الأرواح ليست إلا كائنات تُدعَى أرواحاً وهي ليست كذلك.. والصحيح أن صفة "الروح" هي صفة تصحّ لكل من كان روحاً، فيجوز من ثَمَّ وصفه بأنه "روحٌ حقٌّ" (لاحظوا التشكيل).. بل حتى "روح الضلال" فهو "روحٌ حقّ" رغم كونه "روح الضلال وليس "روح الحقّ"، فهو روحٌ حقٌ وروحُ ضلالٍ (لاحظوا التشكيل أيضاً: "روح مرفوعة بالضمة بغير تنوين و"ضلال" مكسورة بتنوين).. وكل من أسماه الغنجيل روحاً فهو روح لا عبرة في تسميته روحاً بكونه روحاً طيباً أم شريراً، ومن لا يستوعب الشرح الفنيّ هنا فلا عليه، وكيف لا ولقد وقع في الخطأ وفي أكثر منه من هو "أشرح" منه..
     فإذاً أتى تعبير الإنجيل دقيقاً وصحّت ترجمته البيروتيّة كما بقية الترجمات، وفشلت فقط ترجمة "الشارح" بنيويّاً ومعنويّاً أيضاً..

 

 

    8- محامي "الشارح" مؤقّتاً

 

       كثرت مفاجآت "الشارح" واتى دوري في صناعة مفاجئة.. ساكون محامياً له.. مؤقتاً ولوضع خط تحت القضيّة الخطيرة الأخطر من كل ما سبق من فشل لغويّ.. وما من شك أن الفشل التفسيريّ أخطر من اللغويّ، والأخطر من كليهما الفشل في شرح الإيمان، وهو الذي من أجله سأقوم بدور المحامي بنفسي عن "الشارح" (قبل جوقة الدفاع عنه) لكي تُزال أيّة دفاعيّات تخفيفيّة جانبيّة عنه فيبرز خطؤه الاخطر عارياً بلا أي دفاع..
 
     صحيح أن "روح الحق" ستؤدي نفس معنى "الروح الحق" على مستوى العوام وبغير تدقيق "اكثر من اللازم" في اللغة.. والمهم المعنى الواصل للناس..
     ماشي..
     وصحيح أن "الشارح" ليس متخصصاً في اللغة فإن أخطا فله عذره..
     ماشي..
     وصحيح أنه وإن كان قد تهوّر فاقترح ترجمة ولكن هذا من باب الحماسة المفرطة..
     ماشي..
     ولا يجوز إغفال أن "أداة التمييز" اليونانيّة أفادت التعريف (بالإضافة) على كل حال، و"اهو كله تعريف" وليست قضية كبيرة إن كان التعريف بالإضافة أم باداة تعريف مباشرة..
     ماشي..
     نصل للخطير الذي قدّمه "الشارح": فما لا يمكن إغفاله ويلزم الانتباه له أنه قد "أفاد" بأن استعمال يوحناالإنجيليّ لهذه الأداة (حتى لو لم تكن أداة تعريف من الناحية الفنيّة) يفيد "الأقنوم" بينما إغفالها يفيد "المواهب" وهنا لا يصحّ التركيز على القضايا الفنيّة على حساب مواجهة هذا الادّعاء الخطير.. فليكن اسم الأداة تعريف أو تمييز أو ليكن حتى اسها مشمش فالمُعوَّل عليه هو المعنى الخالص من استعمالها..
     صُحّ..
     نواجه..
     وهكذا ادعاء خطير يستلزم استقراء دقيق.. له منطق استدلاليّ يربط معطياته بنتيجته..
     فأين منطق الاستدلال؟
     بل أين الاستقراء اصلاً؟
أم "مش شايف استقراءً إعمِل إن فيه استدلال"؟
     أظنّ الآن أنني قدّمت أقصى ما يمكن من "ظروف تخفيفيّة" في الدفاع عن الأخطاء الفنيّة، مما لا يخطر بقريحة "جوقة الدفاع"، ولا "الشارح" ذاته، لكي يكون التفرّغ للقضيّة الخطيرة على رواقة جديرة، وعليه فلنواجه الادعاء الخطير على قصد يوحنا من استعمال الأداة..

 

 

      

    9- أين الاستقراء؟ وأين منطقه الاستدلاليّ؟

 

  إذاً فقد ثبت أن ترجمة "الشارح" العجيبة في الموازين إلى فوق وفي القيمة إلى أسفل مقضيّاً عليها ببراهين أكثر من الحاجة ببعيد.. ولكن المشكلة لا تتوقَّف عند استغفال السامعين لغويّاً.. فليست قضيتنا قضيّة أكاديميّة لغويّة، وإلا لهانت نوعاً، وإنما الموضوع موضوع شرح إيمان!! وسمعة كنيسة!! وهذا هو الجانب الأشنع في هذه المهزلة، وأي شئٍ أشنع من الإساءة لمبادئ إيمانيّة رئيسة ومن واقع نصوص كتابيّة خطيرة من إنجيل يوحنا التي ادّعى الشارح أنه أتى بفصل اليقين في قاعدة استخدامه لـ"أداة التعريف"!!!! لذلك سأعتني بأوفر عناية بالقضيّة إيمانيّاً غير مكتفِ بما سبق من إثبات ساطع قاطع لعدم أهليّة "الشارح" وبطلان أساسه اللغويّ.. وسأتساءل فاتحاً الباب على آخره: لتكن نظريته ترجمته فاسدة ولتكن الاداة ليست أداة تعريف أصلاً كما ثبت، ولكن ماذا عن التمييز بين الأقنوم والمواهب بهذه الأداة أيّاً كان عملها؟

 

  إذاً فلقد ادّعى "!الشارح " أن إنجيل يوحنا يستخدم "أداة التعريف" عندما يتكلّم عن الأقنوم، ويُهمِلها عندما يتكلّم عن المواهب

   قبل كل سؤال هنا، يقوم السؤال المبدئيّ: كيف يترك الإنجيليّ أمراً إيمانيّاً خطيراً كهذا دون أن يشرح سرّ اللغة التي يستخدمها ليُنبِّه القارئ؟

   ثم لماذا يوحنا فقط؟ هل يخترع لغةً من عنديّاته؟ أم يتحوّط الشارح فيضيّق نطاق النظر حتى لا تنهال الشواهد عليه من بقيّة الأناجيل والرسائل؟ J

   وبافتراض أن يوحنا له "مَـيِّـزة" فريدة مفرداتيّة/نحويّة  Syntactical/Lexical حتى أنه يربط تمييز الأقنوم عن المواهب باستعمال "أداة نحويّة" رئيسة بشكل خصوصيّ في "صُلْب المعنى" له فرادة فيه، وقد نجح الشارح في استقرائها، وأدرك منه أن اقتران "أداة التعريف" بالروح القدس يفيد الأقنوم، وأن إهمالها يفيد المواهب، فأين قوام ذلك الاستقراء الخطير، سواء الذي قام به الشارح، أو من المصدر الذي نقل عنه ذلك الحُكْم؟

 

   حاولتُ القيام بهذا الاستقراء بنفسي، لعلّ به خيراً، فوجدت مبكراً جداً وقبل شواهد كثيرة شاهداً ينسف نتيجة الشارح:

 

 

   10- فماذا يقول عن (يو3: 39)؟

 

   "ليس بكيلِ يُعطي الـلهُ الروحَ" (يو3:39)..

   οὐ γὰρ ἐκ μέτρου δίδωσιν ὁ Θεὸς τὸ Πνεῦμα

 

   هنا الروح أتى بأداة التفصيل التي تُسمَّى أداة التعريف تجاوزاً والتي يرى أنها المُميِّز الذي يُميِّز به الإنجيليّ يوحنا بين "الحلول الأقنوميّ" و"الحلول المواهبيّ".. فإذاً الآب، حسب نظريّة الشارح وليس حسب كلامي المتواضع أنا، يُعطي الروح أقنوميّاً وبغير كيل.. فهل يلتزم بذلك أم يزيد على النظريّة مُلحقاً؟ أم يعيد استقراء إنجيل يوحنا جيداً قبل أن يخترع له نظريّات؟

 

 

   11- ثم ما العمل مع (يو1: 1)؟؟!!

 

   يرد أقنوم الكلمة في (يو1: 1) بغير "أداة التعريف" كما تُسمَّى..

   ᾿Εν ἀρχῇ ν ὁ Λόγος, καὶ ὁ Λόγος ν πρὸς τὸν Θεόν, καὶ Θεὸς ν ὁ Λόγος 

 

   فهل هنا، بحسب تلك القاعدة المصطنعة، ويجدر الآن أن يُقال المُلفَّقَة، يكون الكلمة موهبة لا أقنوماً؟ حاشا.. إن هذه الحيلة يعمد إليها شهود إبليس المعروفين لإنكار لاهوت الرب ومساواته بالآب..

   وحين توقَّفت أمامها قديماً، ولم يكن في معرفتي ما يكفي من اليونانيّة، أدركتُ بمنطق اللغة المُجرَّد أن الأداة وغيابها تُعطي استمعالاً نحويّاً لا علاقة له بإنكار أقنوميّة أو كينونة من بعدها، ولا علاقة لها بقيمته الشخصيّة أيضاً، فتعيين كل ذلك هو عمل الكلام المٌحيط والسياق والخلفيّة، ولكن الأداة لها وظيفة نحويّة.. قدَّرت أن وجودها يُعطي الاسم اللاحق لها اختصاصاً بتعيين المقصود به، فيصير اصطلاحاً في سياق الحديث على تسميته، حتى متى تكرَّر يُعرَف انه هو المقصود، ولكن هذا لا يمنع أن معنى الاسم ينطبق على غيره أيضاً.. ولذلك فوجود الأداة مع "الـله" يفيد الآب تمييزاً عن "الكلمة"، وعند عودة الإنجيليّ لوصف الكلمة بأنه كان إلهاً، فهذا لتعيين طبيعته قطعاً، ولكن إهمال الأداة هنا لكي لا يختلط تعيين أقنومه مع الآب فيصير الكلام خلطاً..

   شرحتُ ذلك باكراً جداً، بثقة منطق اللغة، أمام مؤمنين وغير مؤمنين، وعندما أُتيحت الفرصة للاطلاع على بعض النحو اليونانيّ وجدتُ ما يفيد ذلك وأكثر..

وكل ما يحتاجه الأمر من العارفين باللغة بعض الأناة والتجريد في فهم منطق اللغة لتتحوَّل المحفوظات إلى مفهومات فيحسن توظيفها..

 

     وأما الآن مع هكذا شرح، فإنه يصب في وعاء "شهود إبليس" لا مشاحة.. وليس رفضه هنا لمجرد انتفاع الخصوم به، ولكن لأنه وهو غير صحيح وبلا منطق في ذاته، فإنه يزيد على ذلك بجعل أعداء الرب يفرحون!!!

 

 

   سابق استعمال تلك الحيلة التي طمع فيها "الشارح" فوضع عليها بصمته، التي صارت وصمته

 

   يقول الشارح إنه قدَّم هذا الكلام (عن استخدام "أداة التعريف" في الفادة بمعنى الأقنوم وتغييبها للإفادة بمعنى المواهب) في مؤتمر حوار كنسيّ رسميّ باعتماد البابا، ولا مفاجأة في ذلك و"اللي كنت خايف منه حصل"، ولا أقلّ من هذا كان متوقعاً كغرض "مُبَيَّت بليلٍ" من ترجمة اقترفها دبّرها "الشارح" واقترفها مع سبق الإصرار و الترصّد، إذاً لقد فعلها ونفّّذ ترجمته في مؤتمر وأعلنها "قدام الغُرْب"،

   ولكنه لم يقل ماذا كانت النتيجة، وماذا كان رد الذين شاركوا في المؤتمر من الفُرقاء وتعليقهم على هذا "التعليم" الذي يعوِّل عليه كثيراً..

   وإذ وصل الحال لارتكاب الترجمات علناً فقد حان الموعد مع المفاجأة الأخيرة التي وجبَ كشفها:     فـ"الشارح" على كل حال، لم يأت بحيلة تفسيرية جديدة، وإن كان قد حرص على الإيحاء بأنها إبداع من عنديّاته، وأظن لذلك كانت إضافته لاقتراح الترجمة إيّاها لكي "يُخفي معالم التفسير" المنقول، فيضم تلك "الحيلة التفسيريّة" لمنشآته بعد تغطيتها بترجمة من عنده لا ينحمق أحد فيدعيها لنفسه وينكر ملكيّة "الشارح" لها.. نعم "الشارح" لم يأت بـ"تفسير" جديد "خلا الترجمة وحدها"، فلُبّ الحيلة التفسيريّة ليست جديدة، وإن زاد "الشارح" أخطاءً فوق خطأ فاخترع ترجمته تلك التي كشفت كل ما سبق من مهازل في فهمه ونشاطه :( فإن قصة دلالة غياب\حضور "أداة التعريف" للدلالة على الأقنوم\المواهب سبق وظهرت قديماً في مرحلة متأخِّرة من جدل "انبثاق الروح القدس من الابن" تلك التي تسبَّـــبَــت في الانشقاق العظيم  Great Schism  بين الشرق والغرب..

  ولقد أشار إلى شئ كذلك القمص ميخائيل مينا صاحب كتاب "علم اللاهوت" في بدايات المئة العشرين.. ولعلّه نقل من مصادر روميّة كما يظهر، على أنه كان رزيناً ولم يتهوّر فيقترح تغيير الترجمة..! ولا شك أن الذين استعملوها، ممن نقل عنهم القمص ميخائيل، لهم معرفة بلغتهم، ولا تجوز معهم فقرات الرد اللغويّ، ولكن يبقى عليهم خطأ استقراء الاستعمال للاداة، وأي خطأ هذا!! فإذا صح افتراضهم وقعوا في مشكلة أن الابن أعطى المواهب فقط إذ أن الروح لا ينبثق منه، فيكون بالنظر إلى (يو3: 36) أن الآب أعطى الأقنوم! ويصير الموقف هزليّاً والروح قد أُعطي على شكلين، حاشا..
     على أنه لم تكن لهم من حاجة أصلاً لهذا الدليل الفاشل تفسيريّاً، لأن انبثاق الروح القدس من الآب لا يتعارض مع إعلان الابن إعطائه للمؤمنين ولا يتعارض مع سلطانه على منحهم الروح وليس فقط إعلانه، وإلا فكيف منحهم البنوّة للآب وهو ليس الآب؟ أو كيف يقول إن كل ما للآب فهو له ثم يقدر الآب أن يعطينا الروح ولا يقدر الابن؟ الانبثاق الوجوديّ للروح من الآب فقط لا يُستدَلّ عليه بالخصم من سلطان الابن، حاشا، ولا يعوزه أكثر من دليل أن الآب هو الآب الأصل، ولا حاجة لمزيد..
وبعدُ، فقد كان هذا مثال آخر لفساد التفسير، والآن يُعاد استعمالها لغرض آخر، ممزوجاً بديباجة جهل فاضة وما كان أكرم للشارح من أن يكتفي بإعادتها كما قراها، ولكن يبدو انه صمم أن يترك بصمته أو بالأحرى بعدما ظهر ما ظهر، ترك وصمته.. وقد ترك!

 

    فإنما كلها تماحيك حروف اصطُنِعَت للرد على أدلة مصطنعة بردود أكثر اصطناعاً، وهذا له حديث وأحاديث أُخرى،
    والآن: أما من أحد عاقل وله كلمة ويملك أن "يكب مية من البلكونة" على أولئك الهازلين، فنمضي بسلام؟،،،

 

To be added to 'Contemporary Criticism', 'Technical Studies' and 'Mephibosheth' folders

 

 

Written first spontaneously,

following few of “Tathbeet Al-Aqueeda” sessions

P. Eng. Basil Lamie,

VA, 2003

 



The earliest draft for memorial touch



Site Gate   Reopening Front Page   Main Table of Contents   Clerical Criticism   Mephibosheth   Exegetical Technicalities   Sign Guest Book