حالة نيافة الانبا أغسطينوس أسقف هِبّو

!مهازل على كل المستويات!

مُقارَبة قبطيّة

 

 

 

   في نَفَس واحد
    هل يمكن أن "أكبس" تلك القصّة الرديّة على كثرة معايبها على كل المستويات "كبسة" تستحقها في جملة واحدة؟ سأحاول: لم تبك أمه على فساد علاقاته بل رفضت مشورة أبيه الصالحة بشان تزويجه لوقايته من تلك الحياة، ولم يقل لها الأسقف الكبير امبروسيوس "ابن الدموع لن يهلك" بل قالها آخر مجهول حين لم تكن تبكي أصلاً على نجاسات ابنها بل على اعتناقه للمانويّة التي كانت للمُفارَقة المخجلة لها الفضل في تبغيض حياة الزنا والعهارة لنفسه، لا أمه، والتي بفضلها (المانوية لا مونيكا) تزوج من يحكون أنها كان رفيقته في حين قال هو إنه عرف طاهرة مضجع الزوجيّة معها، وكان أبوه الوثنيّ رجلاً طيباً وصاحب صاحبه ومتفهم لمشورة زوجته التي كان لها كلمة على زوجها، فكان الرجل أقل أهل الأسرة معيبة عكس كلام من حاولوا بصبيانيّة شيطنته ليجدوا فسحة لإبراز فضل أمه ونمذجتها كموديل رفيع للمرأة المسيحيّة حاشا، لكي تلحق بسابق نمذجة ابنها كمعلم وشارح وهو الجاهل باللغة والمُنشئ والراعي لعدة بدع لا تخلو من التجديف الذي يعذره فيه عدم قصده ومنها كلامه عن المُلك الألفيّ والكتب المدعوة "قانونيّة ثانية" و"تبريره" لقصد الاختيار الإلهيّ بخفّة منطقه، وإقامته لشرح "توارث الخطيّة" على الفعل الزيجيّ الجسديّ، وأكم من بِدَع لا يعذره منها إلا عدم القصد؛ ثم أن أولئك الذين يروِّجون لعكس ما هو مكتوب هنا مضبوطين في ذات فعل الجهل المريع والتهرؤ البغيض في حاسّة الشرف لديهم؛ ومع كل ذلك فنيافة الأنبا أغسطينوس أسقف هِبّو وأمه مونيكا ليسا هما موضوع المقال ولا موضوع المجلد كلّه، وبالتالي فليسترح الطيبون من القفز نحو الجدال في أمر مصيره الأبديّ وكل هذه السماجات التي تذهب إليها بعض العقول سريعة التيه، فالكلام عن الحال الراهن في التعليم وعن تسلل نماذج فاشلة ليُروَّج لها على انها نماذج تعليم واقتداء على يد من يجهلون كل شئ ويكررون قصصاً سماعيّة ملفَّقَة وهذا هو الموضوع اختصرته في نفس واحد....

   جملة ... وقطّاعي
    والآن وقد استلمتم الكلام جملةً فاستلموه تفصيلاً وقطّاعي وعدّوا بقدر ما تعلمتم العدّ في نهاية المرحلة الابتدائيّة:



 

0-      أبدأ بالنقطة صفر بتوافق لطيف بين الترقيم وبين وعي من ملأت أذهانهم وضمائرهم هذه السيرة الغالطة المغلوطة:
(0- 1) عاشت مونيكا في قباحة الزواج المختلط.. كانت تحمل اسم المسيح وتزوجت بوثنيّ.. وغير صحيح ما يفترضونه لإراحة نفوسهم ونفوس سامعيهم من أن مونيكا تزوجت باتريكس ثم آمنت بالمسيح بعد الزواج، وهذا الافتراض الذي يفترضه البعض يحاول به دسّ مونيكا تحت حماية قانون "اكو7"؛ وإنما الصحيح أنها كانت مولودة لأسرة مسيحية ساذجة وأنها هي نفسها كانت ساذجة..
ولعلّ عذرها الوحيد المخفِّف أنها كانت بلا معرفة، لاسيما وأن تلك القباحة كانت منتشرة في شمال أفريقيا كما يظهر من المقاومة الشريفة اليقظة للكاتب المسيحيّ المحترم ترتليان، ولا اعتبار لحنق منغلقي العيون ضده.. (0- 2) وإن كانت مونيكا معذورة بجهلها فأي عذر لابنها الأسقف الخطيب الكاتب الشارح للعقيدة (ولا مجال للاستطراد هنا بعرض البدع الساذجة silly في شروحه-- وساذجة هو وصف جون رومانيدس لا وصفي أنا الذي هو أفدح)! ً  ألم يتعرّف على تلك الوقاحة من كتابة كبير أساقفة منطقته السابق عليه زمناً كبريانوس أسقف قرطاجنة؟ أو من كاتب كبريانوس الأفضل الذي عدّه أستاذ الجميع أي المعلم الأشهر ترتليانوس؟ ألم يقرأ قبل أن يقرأهم الكتاب المقدس؟ ألم يسمع صوت ضميره أو ذوقه أو أي شئ؟ لا مخرج له شخصياً من هذا العيب.. (0- 3) ومن مونيكا لأغسطين لمعلمي الأجيال الحاضرة: الم ينتبهوا لتلك الداهية؟ أين هم من وصية الرسول "كونوا رجالاً"؟ الجملة التالية قاسية (على أساس إن السابقة حنونة) ولكن شرف الإيمان والتعليم ليس محلاً لمجاملة: فليحتفظوا لأنفسهم بأغسطين ومونيكا، إن تشبّثوا (وليتهم لا يفعلون)، نماذجاً لتعليم أنفسهم ولكن ليس لذوي الشرف في الكنيسة ولا لأذهان أبنائها التي لا تقبل التعايش مع تضارب فادح وفاضح ومفضوح بين إيمانها المقدس وبين ونماذجها المُشرِّفة.. وبالمرّة نغلِّظ الفونت لمن لم ينتبه بعد؛ لأكمل بضمير مستريح عرض ما يسع له الوقت من بقية المهازل:

 

1.       لم تبك مونيكا قط على انخراط اغسطينوس في الزنا.. تلك اول خرافات الجهل في تلك السيرة المؤذية:

2.       بل العكس الصريح تماماً قال اغسطينوس أنها بحكمتها رأت أن تتركه في وقت الشباب حتى لا تعطل تعليمه وانها "تركته يجوس في شوارع بابل" بتعبيره البليغ عن انسياقه في الشهوات الشبابية..

3.       بكت مرتين: على انضمامه للبدعة المانوية التي لمزيدج المفارقات هي ما علمته قيمة الطهارة؛ وعلى رحيله عنها لإيطاليا!! لم تبكي على خطيته وعندما بكت على رحيله عنها وصفها بأنها وريثة لخطية حواء..

4.       والذي قال لها "ابن الدموع لن يهلك" فلم يكن الأسقف المعروف امبروز (امبروسيوس) كما يُقال وقيل حتى في مجلة الكرازة وفي محاضرات يوم الأربعاء على فم كبير كبراء كنيستنا في وقته..

5.       وإنما الذي قال لها تلك العبارة كان مطراناً مجهولاً في قرطاج لم يعنيِّن أغسطين اسمه ولعله لم يعرفه أصلاً؛ وللمفارقة فقد كانت مونيكا وقتها تبكي "مانويّته" التي نجحت في تبغيض الزنا له، وليس على زناه الذي لم تفلح هي في إقناعه بتركه ولا حاولت منعه عنه أصلاً..

 

6.       وبمناسبة امبروسيوس، فإن مونيكا لم تره إلا بعد سنين وثلاثة كتب عبر "اعترافات أغسطينوس".. أي ان الخلط بين إمبروسيوس وبين قاءل تلك العبارة لا يقع إلا لدى من لم يكلف خاطره قراءة مجرد فهرس الكتاب وان كانت له القدرة مع ذلك على محاضرة الناس في السيرة الأغسطينية وإن كان محسوباً علم الأعلام!! ففي الكتاب الثالث ذُكِرَت قصة "ابن ادلموع لن يهلك"، ولم يظهر امبروسيوس مع مونيكا إلا في الكتاب السادس حين تعلمت منه (بحسب حصورها وسط الجموع، لا كتلميذة شخصية) أن "شرب الخمر حرام" فتوقفت عن شربها-- ليس موضوعنا!

7.       وبمناسبة أمبروسيوس فلم يكن أغسطينوس من تلاميذه القريبين كما تصور القصة التخيلية وإن قالها كبار في أسمائهم وصغار في علمهم وكفائتهم.. فإن أغسطينوس لم يزد عن واحد من مئات وآلاف كانوا يحضرون محاضرات أمبروسيوس الذي لم يعرف أن بين الحاضرين "اغسطينوس".. وكان يحضر ليتعلم فن الخطابة..

8.       ذلك لأنه كان خطيباً وليس فيلسوفاً.. وكان فاشلاً علمياً بمقايسس زمنه لعجزه عن تعلم اللغة اليونانية، وفسر ذلك بانه بفعل "الخطية الجديّة".. لا أُسئَل أنا ما العلاقة؛ ليَسأل السائلُ صاحبَ الكلام..

 

9.       لعل باتريكس والد أغسطين كان أكثر الشخصيات في القصة مدعاة للاحترام على عكس الترويج السائد الذي يتعمد المبالغة في تصويره برداءة الطباع لحساب المبالغة الطبيعية في تعلية شأن قداسة مونيكا..
فإنه كان، والعهدة على كلام أغسطين ذاته الذي لم يقرؤه "الفانز تبعه":  وفياً في صداقته، ومضحيّاً في تربية ابنه رغم عدم تَيَسّر حاله المادي، خاضعاً لمونيكا في تسييرها لأمور تربية أولادها.. أليس ثمة عيب له ذكره أغسطين؟ أجل، إذ فقط كان "لا يُطاق عندما يكون غاضباً" وكانت مونيكا لا تجادله وهو في هذه الحالة وتقول لصاحباتها ان يتعلمن منها حين يسألنها عن فن معاملتها لزوجها.. هذا ما قاله اغسطين ما قالته مونيكا، وأقول أنا: بجَدّ؟ كل الرجل هكذا وكثير من النساء لا يجادلونهم وهو على هذه الحالة وهذه حكمة طبيعية جداً وليست من دلائل القداسة الفائقة ولا حتى المعتادة..

تريدون أكثر؟ متوفّر؟؟ والمفاجآت لم تعد مفاجآت الآن:

كان باتريكس يقترح زواج ابنه أغسطين بديلاً لانحرافه في الزنا والعهارة والتي منعت ذلك هي مونيكا خوفاً من تعطيل دراسته.. كانت مونيكا هي من يرى التساهل مع العهارة والزنا بديلاً أهون من التساهل مع الزواج، فمراعاةً لـ"راحة المحروس" في دراسته من جهة وتحاشي تكبيله بأعباء اجتماعية من جهة.كان الاكتفاء بنصحه بعدم العهارة ولاسيما الزنا مع تركه لراحته عملياً هو الحل المونيكاويّ وكان باتريكس هنا هو الشريف المفضال لا يعيبه إلا عجزه عن إنفاذ اقتراحه إزاء سيطةر امرأته عيه..

 

10.   والآتي أثقل من كل ما سبق خلا النقطة الأولى:
فأمّا رفيقة اغسطين الشهيرة وام ولده فلم تكن علاقتها باغسطين علاقة "عهارة" (المُسمّاة تجاوزاً زنا) بل زواج وبحكم أعراف وقوانين وقتها فقد كانت زواجاً عُرفيّاً.. وشئ لطيف جداً لن يصدقه كل من ابتلعوا القصة:
يقول أغسطين لا أنا إنه عرف الفرق في هذا الزواج (من المدعوة زوراً زانية) الفرق بين مضجع الزواج الطاهر وبين دنس الخطية..

 

11.   ولم يتركها اغسطين لأنه تاب، بل كان تركه لها هو ما يحتاج للتوبة من ترتيب امه الغبيّ إذ ألحت عليه بتركها.. يا عم ليس لأنها أرادت له التبتل ولا لأنها رأت أن العلاقة بينهما زنا أصلاً، ولكن لأنها بغباوة دبّرت له زواجاً شرعياً من فتاة موسرة في ميلان (زواج صقع بالمصري الفصيح) وتلك الفتاة الميلانية كانت "مسيحية" ولاشك أنها كانت كمونيكا جاهلة من أسرة جاهلة بدورها لا تراعي أصول ازلواج المسيحيّ L

 

12.   بمعنى أن مونيكا في عمل واحد وبسذاجتها ارتكبت كل شرور الزواج، وعِدّوا:
- النحريض على الطلاق
-- تعدد زوجات (لأن زوجته الاُخرى لا يحل له طلاقها لغير علة الزنا بحسب القانون المسيحي)
--- الزواج المختلط بين ابنها غير المسيحي وتلك الفتاة البلهاء المسكينة، فكانها كانت تكرر ماساتها مع زوجها الوثنيّ.. ولا عزاء لرابطة مشجعي "لا طلاق إلا لعلة الزنا" التي هي مضحكة مبكية أُخرى تكلمت فيها ولها دورها من الفهرسة، مع ملاحظة التضارب الضارب ان اولئك هم ذات عين نفسهم هؤلاء الذين يتشددون لأغسطين.. ولكن مع الوصول لهذه النقطة لم يعدد لعجب المتعجبين طاقة عجب يبذلونها لكي يتعجبوا..

 

 

13.   ومثلما ظهر من أمر ظلم باتريكس فهكذا الحال مع رفيقة أغسطين أو زوجته العرفية وأم ولده
اعترف اغسطين أن زوجته كانت مثالاً له لأنها عاشت بعده في غير زواج..

 

14.   ولكن تأخّر ترتيب الزواج الصُقع ذاك.. فعاش أغسطين مع رفيقة أخرى في حالة عهارة صريحة لأنه لم يكن يصبر على العزوبة.. وبذلك يكون كل ثمار إنجاز ترتيب مونيكا ان أغسطين قد استبدل العهارة بزواج نقيّ أقر هو نفسه بنقاوته..

 

15.   والآن لا يسأل أحد بالمناسبة عن تلك الشخصية المسرحية التي طرقت باب أغسطين فقال لها أغسطين قد مات
يبدو انها لم تظهر إلا في فيلم او مسرحية لأنه لا اصل لها في اعترافات أغسطين..

16.   ولعلهم بعد ذلك يصرون على دعوته زانيا حتى يسيغوا اسقفيته او لعلهم يرون ان الزاني يحل له إن تاب ان يتأسقف وأما المتزوج فخطيته للموت!


17.   صحيح: لم يكن أغسطين فيلسوفا وإنما كان خطيبا، وان اعتبره البعض فيلسوفاً ترخّصاً فأولئك خارج دائرة المعرفة بالفلسفة..

 

18.   وكمفسر فقد كان مصدراً لمصائب بغير عدد، تعدت مستوى التفسير إلى دائرة شرح الإيمان حتى مست معاني  الإيمان ذاتها.. ومن أمثلة ذلك المضحكة أنه في تفسير له لكورنثوس الأولى 15 عن قول الرسول أن كلنا نتغير وليس كلنا نرقد فوجدته يفسره على العكس أي أن كلنا نرقد وليس كلنا نتغير..

 

19.   مفاجاة أخيرة (في المقال وليس في السيرة التي لا تنفد تفاجؤات القارئ القبطيّ فيها): لم أعثر، وأتحدّى (لا أحب هذه الكلمة ولكها افضل تعبير عن معناها الذي لا أحبه بدوره ولكنني مضطر له) أن يعثر غيري، على اسم أغسطين في اي كتاب قبطي أو كتاب عربي من منشورات الكنيسة القبطية قبل القرن الماضي، الذي يبدو أنه لم يدخل في عرف كنيستنا إلا مع ترجمة الكتب الكاثوليكية والتي كان أولها ترجمة الاعترافات ترجمة بتصرف سنة 1909 ترجمة خوري\ يوسف العلم..

 

20.   وبمناسبة الترجمة فكل الترجمات العربيّة التي عَرَضت لي لكتاب "إعترافات أغوسطينوس" (بحسب هجاء أحد أشهرها) إما بتصرّف أو بمخالفة للأصل حتى من جانب أكثرها مراعاةً للأمانة، لاسيما في نقطة السماحية العمليّة من مونيكا لأغسطين في السير في الخطيّة حتى لا تضيّق عليه راحته من أجل النجاح في الدراسة..

 

 

21.   والمفاجأة بعد الأخيرة والممتلئة بكل عجائب الجهل في الغافلين فهي ضبط وإحضار وعرض شواهد ضياع كبار الكبار في شرحهم وولعهم وشغفهم بأغسطينوس الذي لا يعرفون عنه شيئاً ولا يفهمون مضار سيرته الصحيحة التي تزيد أذيّتها أضعافاً في نسختها المزيفه التي تسكن خيالهم لا الحقيقة، حكمي هذا مشهود له بصوتهم ومُصدَّق عليه بصورتهم.. مع الإفادة أن هذه النقطة كتبتها في درافت 2010 بتفصيلها واختصرها الآن بوضع روابط توثيقها صوتاً وصورة لأن الطاقة والوقت لا يتسعان لتصحيح وتنقيح الدرافت الممتلئ اخطاءً مطبعية (ما انا مش معصوم وباكتب بسرعة وقتها وكتّر خيري)، فالمفيد ولتقصير الكلام وإن طال معكم بعض روابط الفييدو والفوتوكوبيز:

 

      "كبار الكبار" يعلمون الجماهير من على أعلى المنابر سيرة أغسطينوس سماعي بكل أخطائها؛

 

       بعد فاصل جهل مسكوني مريع يقول "عالم" زماننا الردئ عند إحراجه: لو سمعنا كان تاب فمسامحينه؛

 

       وبالمرّة لقطة عن براعة أغسطينوس في التفسير بحسب البابا شنودة ولا أدلّ... على العكس..

 

فالخلاصة أن على قلب وذهن وضمير وعي الكنيسة وشرف تعليمها ثلاثة أربعة دواهي متراكبة،

تُركِّب من تركبه هي ما هو أدهى من "دواهيّتها":

·        أخطاء وخطايا أغسطين وأمه في العمل والتعليم جميعاً التي لم يتعرّف عليها أغسطين لكي يعترف بها، ولعل لهما ظروف مخفِّفَة لجهلهما؛

·        زادت الدواهي، لاسيما في الدائرة القبطية، بما لقنّه معلمو الجيل من خرافات وخلوط سمعوها فحكوها وأولئك لا يعذرهم شئ لأنهم وهم على أعلى المنابر لا يكلفون خواطرهم بالمراجعة؛.

·        والأخطر هو في ابتلاعهم لخطايا واقعة وظاهرة، لا مجر اخطاء تاريخية،  يروونها دون انتباه؛

·        وأدهى الدواهي هي تلك التي تركب فوق دواهي أغسطين ودواهي من يروون سيرته لتسوق ضمائر ضعاف العقول بمثل شيطانيّ للتعليم الفاسد عملياً؛ والممتلئ بدعاً نظرياً؛ يسوقونه بخفّة: 1) تعيب مصداقية المعلم بها؛ 2) وتهين ذهن السامع لها؛ 3) وتعطي مثالاً لمن يريدون إهانة شرف الأسرة المسيحية للتمثل بمونيكا؛ 4) ومليون مصيبة عملية ونظرية لا يتسع لها مجال L

ثلاثة أو أربعة دواهي متراكبة تثمر ثلاثة او أربعة معايب راكبة على قلب وذهن وكرامة وشرف أجيال، واشرب يا مؤمن عموماً ويا قبطي خصوصاً..

 

   وبعدُ، كان هذا المقال هدية لمن تابعوا درافت تقديمه من نحو عقد من الزمان على هذه اللوحة من لوحات نقاش كوبتك يوث فور هولي بووك جروب السالفة، وعانوا من الأخطاء المطبعية وتعجّل العرض، فلهم أهدي المقال بصورته الأكثر سلاسة هذه؛

   فأما الذين يطلبون الاستزداة ويطمحون في التوثيق "فييجوا لي على جنب تحت عالشمال في كلمتين معاهم":

 

 

 

مع بعض على جنب سريعاً:

المتابعون الجادّون فريقان: الفاهمون الغيورون والحانقون المدافعون عن الخطأ..

 

أبدأ بالحانقين ومعهم هذا الحوار سريعاً:

- فين مراجعك؟ دا كلام مرسل

+ تقصدون البينة على من ادّعى.. ناقص تقولون ذا بردن أوف برووف.. أين كانت نصاحتكم وطلبكم للمراجع والبينة حين ابتلعتم الاخطاء من معلمين لم يقدموا لكم مراجع والآن يفتضحون؟

حسناص طلبتم ولكن في الدور الخاطئ.. ارجعوا للمربع رقم صفر وأعيدوا سؤالكم ولكن على من ادعى تلك القصة الخربة فإن قدموا لكم "مراجعهم" تعالوا واطلبوا مراجعي مني.. افسحوا لغيركم..

 

والآن مع فريق الجادين الغيروين:

هؤلاء ومنهم تائبون من الفريق السابق معالجة طلبه، لهم بعض الأسئلة الجديرة بالإجابة الشافية:

* صحيح أين المراجع؟ كل الكلام السابق بغير مرجع

+ سبق وكتبت ورقة بالإنجليزيّة مفعمة بالمرجعية التي تصل لدرجة الطبعة والمكتبة ورقم الصفحة ومن الطبعة الأصليّة للترجمة الأشهر من مجلد بوست نايسين فاذرز، ولم يكن في طاقتي ولا في اتساع الوقت أن أنقل الهوامش المرجعيّة، لاسيما وأنا اكتب سريعاً اتقاءً لانهيار هارد ديسك جديد، ولكن كل ذلك موجود ومعروض ومعكم روابط لكل شئ:

الورقة الإنجليزيّة بصورتها كدرافت تفيض بالهوامش المرجعية فوق اللزوم؛

وببركة هذه الورقة وقت تجهيزها خضت أول إعلان ومطالبة بتنظيف الكنيسة من هذا العفن؛

وبالمرّة رابط لفهرس روابط الموضوع كله عبر متابعتي له طيلة السنين..

* تمام وكله في موضعه والعجب في صمت من وصلهم هذا الكلام ومازالوا على حالهم، ولكن لايزال امر يثير الحيرة: فبعيداً عن كنيستنا كيف اعتبرت الكنيسة الغربيّة أغسطينوس ومونيكا بهذا الاعتبار الذي لا يمكن أن ينكر ضخامته أحد؟

+ سؤال جيد.. في تقديري أن الكنيسة اللاتينية، دعوني أختصّ وصفها بلغتها لسبب سيظهر، في تقديري أنها في سجالها مع اليونانيين وجدت أنها فقيرة في التراث الكنسيّ  المكتوب مقارنة بهم، فوجدت في الغنتاج المكتوب الغزير للأسقف أغسطينوس ما يسد فجوتها ومن ثمَّ اخد أغسطينوس اعتباره.. علماً بأنه في وقت حياته كان اعتباره قاصراً على النزعة العرقية لدى أهل شمال أفريقيا الذين كانوا في حروب تاريخية طويلة مع روما، ولم تكن مجامعه تحظى بالموافقة او على الأقل بالرضا من رئاسته الكنسيّة المتمثّلة في أسقف روما..

++ ثم زاد من قوة شوكته في اعتبارهم أن قصة دموع مونيكا (مع معرفتهم علام كانت تلك الدموع) قد أعمت العوام عن أي تفاصيل.. إنها قصة درامية مؤثرة في أوقات العصور الوسيطة التي كانت هكذا دراما تسوق العوام.. ومع العلم بأن تلك العصور كانت القصص السماعية تؤثر في وعي الجاهير مثل حال القبطيين في العصر الحديث وأكثر، ومن شواهد ذلك ما شاع لدى الغربيين من خرافات عن فلسفة أبيقور وعن دلالة كلمة إيروس، فالآن فإن من يرثون الضمير الكنسيّ بحاله ذلك من أزمنة الجهل فإنهم في ازمنة العلم لديهم اختيار من اثنين: أن ينفضوه أو ينتفعون به، وهنا فتلك قضية سياسية أي متابع لحال الكنيسة الغربيّة يدري جيداً لماذا وقع اختيارهم على الانتفاع بما ورثوه في سياقة جسم كنيستهم الضخم جداً، ولماذا نذهب بعيداً وقد فعلوا كل شئ لحفظ تماسك اطراف كنائسهم المتباعدة بقوانين المجمع الفاتيكانيّ الثاني الردئ.. ولذلك يمنكم أن تجدوا (كما لعلكم قد لاحظتم في الروابط السالفة) أسقفاً يكتب ببرود أن موقف أغسطينوس ومونيكا من طلاقه من زوجته العرفية أمر غير مشرف لهما، ومع ذلك وبنفس البرود لا يتابع نواتج ذلك مما يتعارض مع اعتبارهما نموذجين بارين صالحين للتعليم والاقتداء.. يستطيعون إذاً الجمع بين تلك النقائض كألواح الثلج في الصقيع..

+++ وأما إشكالية الزيجات المختلطة التي تملأ القصة فلا يبقى عليهم فيها من إشكال وقد سبقوا وأباحوا تلك الشناعة بمباركة البابا فلان السادس لقرارات الفاتيكانيّ الثاني لا جعل الرب ثالثاً له إلا إن كان ليكي ينقض ما أقامه الثاني.. نقول يا رب..

* عودة لحالنا نحن: ما العمل مع من تسموا مونيكا وأغسطينوس ولاسيما منهم كهنة؟

+ ليكن هذا جيل دخيل في التاريخ القبطيّ نزوة جهل وتضيع مع الوعي القادم بعون ربنا..

 

 

مكتوب سريعاً اتقاءً لشرّ التهديد بتعطل هارد ديسك جديد

 

 









Site Gate  Main Table of Contents  Criticism  History  Augustine's Ridicule-- Head Index  Exegetical Technicalities  Sign Guest Book