مرجعيّة
الإيمان المسيحيّ!!!
فلوتشارت
`Preliminary
Draft’
السؤال
الرئيس في الموضوع أي موضوع-- رئيس كل الأسئلة، هو:
ما
هو المرجع؟
المرجع
هو ما يحكم ولا يُحكَم فيه!
ما
لا يُختَلَف معه وإن كان يُختَلَف فيه!!
وعندما
يكون السؤال عن مرجعيّة الإيمان يعلو شأن رئاسته..
لأنه
يصل للرب الإله! ويفْصِل بين أكثر القضايا حساسيّة في النفوس!!
فأمّا
حين يأتي السؤال من قبطيّ فتتغلّف رئاسته وحساسيّته بميراث تداخل وشوشرة ألفين سنة
من اصطدام بعض التقليد مع بعض الكتاب وتناقض الوحي مع الأحلام،
وغربة
الآباء القدماء عن الآباء المعاصرين وغربة الجميع عن الكتاب في غير منحى، وتصارع متشنِّجين
من جرّاء تجزّبهم لشخصيّات فقيرة..
وهذا
هو عين السؤال الذي أجبتُه في حوارين:
الأول في زيارة عبر البحار زار شخصي المتواضعَ صاحبُها بهذا السؤال ومن أجله،
مرتين في أوقات غير مناسبة له ولي، بإلحاح وتكرار عبر سنوات بين المرتين!!
والثاني مع شاب نابه متابع كرّرت فيه في حوار إلكترونيّ عين ما قلته أولاً..
فات
اللقاء الأول جهاز تسجيل صوتيّ،
وحظي
الثاني بتسجيله مكتوباً كونه عبر تشات مسجر فيسبوك،
فمنه
نسّقت وأعرض المحتوى الثمين بعون ربنا، ولا أؤخِّره غير مبالٍ بكونه درافت من
فقرات متلاصقة بغير سلاسة، وبحروف مكتوبة بغير مراجعة هجائيّة لأخطاء متناثرة بفعل
معاكسة صحة اللابتوب، وبجُمَل عسرة الصياغة بفعل معاكسة متاعب الجسد!! فإذ الدرافت
الطيب به كل هذه، ومعها قيمة مَعانٍ تغفر له خطاياه وتزيده تبريراً فوق المغفرة، فيصير
عرضه بحاله، على رجاء صالح بتجميله لاحقاً، عملاً حسناً،
ما
يجعل تأخيره خطيّة (يع4: 17)، فإليه،،،،،
#
أعرف أنني لو سألتك عن المرجعيّة لأجبتني أنها الكتاب المقدس،
ولكن
أليس قبل الكتاب المقدس كان هناك احتياج لمرجعيّة في إيمان البشر؟
+
السؤال عن المرجعيّة "الآن" إجابتي له لقلتُ إنها الكتاب المقدس..
ولكنّ
السؤال عن المرجعيّة قبل زمن الكتابة أصلاً يستدعي شرح منظومة المعنى وتجريدها من
بدئها والذي يهبط رأساً من روح الرب..
# احتملني
قليلاً.. هل ممكن شرح هذه المنطومة؟
لأن
ما يخظر لي أن بها بعض التضارب بين مطرقة القانون الحاكم علي الكل وهو الكتاب وبين
سندال مرجعيّة الروح القدس الذي يهب متى وحيث يشاء..
فكيف
التوفيق؟
+
الموضوع بسيط بساطة الروح، ودقيق دقّة كتابه المقدس، وعميق عمق قصده!!!
ما
هي المرجعيّة في قضايا الإيمان؟
بدء
الأمور مرجعية الإنسان هي عمل روح الرب الإله فيه..
والروح
يعمل فيه بأنواع وطرق كثيرة تنتهي إلى ضميره وروحه هو..
#
هكذا يصير الإنسان هو المرجعيّة لنفسه بحسب فهم ضميره وروحه..
+
بداهةً.. هذه قضيّة حتميّة.. ماذا تنتظر خلاف ذلك؟
كل
واحد يقول إنه فهم هكذا من الرب ويسلك بحسبما فهم.. فهم الإنسان بضميره وذهنه
ومشاعره وكل مكوِّنات وعيه الإنسانيّ معنا في كل الخارجة وهي المصب الدائم لكل
مصادر المرجعيّة.. ليس في مرجعيّة الإيمان فقط بل حتى في مرجعيّات المواضيع
الماديّة الصُلبة لا يمكن فرض فهماً بعينه على أي تلميذ،
ولهذا اخترعوا الاختبارات..
لا
يمكن تحاشي أن مآل تفسير المرجعيّة يؤول لمرجعيّة الفهم الذاتيّ لدى الشخص نفسه،
فقط يمكن تحاشي أن يحكم الشخص بمرجعيّة فهمه الذاتيّ، ولكن حتى هذا لا يجوز مع
موضوع الإيمان!! لو كان الموضوع عن مرجعيّة مؤسّسَة لجاز الاعتراض على مرجعيّة
الفهم الشخصيّ، ولوجب جعل المرجعيّة قانوناً كل كلمة فيه لها معنىً قاطع وإذا صار
اختلاف في تفسيره يقوم بحل النزاع جهاز قضائيّ بعينه، وهذا الإجراء يتحاشى أن
تتحول احكام مرجعية الشخص إلى احكام نافذة، ولكنها ولا بهذا تنجح في إقناع الشخص
أن مرجعيّة فهمه خاطئة!!
فأمّا
حين يكون الموضوع عن الإيمان فبطبيعة أمره تؤول المرجعيّة بالضرورة إلى ضمير وذهن
المؤمن..
#
وكيف يفهمه الإنسان؟
+
عن طريق الطبيعة أو ما يثق أنه وحي أو حتى معلِّم يثق هو فيه ويكون تصديقه له
مرجعيّته هو نفسه لا يمكنه التنصّل من هذا كما هو بديهيّ..
إذاً
معنا الآن في خارطة المرجعيّة:
1) الروح
2) فهم الإنسان
له..
بهذا
التتابع البسيط بدأ سير المرجعيّة..
عمل
الروح هو مرجعية المراجع،وهذ رأس الكلام..
سهل
للآن؟
# سهل
وجميل
جدا
+
جيد وجميل..
ولكن
سهل أن يختطف الخِفاف بخفّة هذا المعنى، فيتقافزون ويقولون:
تسقط
الحروف تسقط الكتب تسقط الطقوس تسقط القوانين، إنه الروح وفقط!!
لنعد
لبدء مراحل المرعيّة كما كانت في بكور الخليقة..
لا
أشير هنا للبروتستانت لأنهم أثقل من هكذا خفّة، فإنّما يسبقهم في صف أولئك الخِفاف
أصناف من بوع "المستيكيّ!ين" والآبائيّين" بحسبما أسمّيهم.. ويسبق
الجميع نوع جديد من خفاف الأفهام الناقمين على المؤسّسة الكنسيّة بدفع من روح
الثورة والغضب غير المرتشد الفاقد أو المعاند للتوجيه الحكيم..
وأفاجئك..
من
يتكلّم هكذا لا أدعوه مخطئاً..
واحد
يقول إنه يُوحَى إليه أو أنه وجد في الآباء من يلقّنه وحي الروح، ليس لي أن أقول
له إنه مخدوع أو موهوم.. منطقيّاً من حيث المبدأ أتكلّم.. ما لم أملك خطا عينيّ في
ذات كلامه فله أن يدّعي دون اعتراض أنه يتعلذم من الروح..
إلى
هنا فالمرحلة الأولى كما هو واضح يعتمد نجاحها على أمرين:
"ضمير
الإنسان" و"استيعابه".. فمن امتلك الذهن الواعي والضمير الصادق
فليس لأحد عليه شئ.. طالما يكلّمه الروح فماذا لنا؟
#
صحيح
+
ولكن،،،،،،
بدأت
شجرة المرجعيّة تنمو وتتفرّع للمزيد، استجابة لواقع حال البشر..
هناك
أغبياء وهناك موهومون في مظنّات خاطئة..
والأفدح: هناك غشّاشون وكذّابون ومنخفضون ومغرضون بكل غرض ردئ وأعداء للحق..
سواء
أولئك أم أولئك فإنهم يدّعون أن أي شئ يعملونه مرجعيّته نداء الروح!!
الأخطر
والأفدح أن انحصار المرجعيّة في الروح ومنه لفهم الإنسان يفتح الباب ليس فقط إلى
خداع لإنسان لنفسه، وهو ليس بهيِّن، بل إلى الأخطر، فكثيرون يخدعون غيرهم
ويقودونهم للشر تحت دعوى أن الروح أرسلهم إليهم..
الجياد
من الناس هنا سينقسمون لنوعين:
النوع
الأول سيبقى ملازماً لمرجعيّة الروح لنفسه هو، مع ضميره هو،
لا شأن له بحال غيره،
والنوع الثاني يقاوم ما يراه خطئاً وييلتزم بمجاوبة الجاهل حسب حماقته لئلا ينشر
جهله ويخدع السذج ويزعج غيرهم.. إذاً سيلتزم بمقاومتهم..
فكيف
سيردّهم؟ بماذا يجيبهم؟ بأي قانون يحكم عليهم ويثبت لغيرهم أنهم مخطئون؟
تذكّر
الكلام عن مرجعيّة إيمانيّة وليست قانونيّة ماديّة.. لو كان كذلك لهان الأمر بعصا
أو بسوط أو حتى بعدة رجال أشدّاء، ولكن القضيّة إيمانيّة ضميريّة، فما هو مرجعها
الذي يخزي المخطئ ويرشد المخدوع؟
# بالمكتوب
الحاكم المتفق عليه بين الجميع
+ اصبر
على المكتوب، سيأتي دوره بعد قليل..
لا
يزال لأجل برهان الروح كلام..
ولكن
الروح هذه الجولة سينتقل من العمل داخل ضمائر الناس إلى العمل خارجهم، لأنهم لم
يستحسنوا أن يجعلوه بداخلهم ففارقهم ليعلن إرادته في آيات ظاهرة!!
الآن
نحن مع مرجعيّة دعم الروح بالآيات لمن يتكلم بالحق باسمه..
أنفذ
مثال لهذا هو معجزة شفاء المولود أعمى، القائل لمن عاند مع مصداقيّة مرجعيّة الآية
التي حدثت معه:
"إن
في هذا عجباً... نعلم أن الـله لا يسمع للخظاة" (يو9: 30-31)..
مع ضرورة
التمييز ابتداءً بين الآيات الصادقة وبين تلك الغاشّة التي لا تنتفع بهذا المنطق
المرجعيّ، وهذا ظهر بدقة في استناد المولود أعمى لمرجعيّة الآية:
"أعلم... أني كنت أعمى والآن أبصر...
منذ الدهر لم يُسمّع ان أحداًف فتح عيني مولود أعمى" (يو9: 25، 32)..
وبالعودة
للوراء زمناً تذكّر ان مرجعيّة موسى كانت هكذا..
وبالتقدم
للآمام زمناً انتبه أن بدء مرجعيّة الرسل ظهرت هكذا،
قبلما
ينتقلون لمرجعيّة المكتوب وتفسيره..
مرجعيّة
الروح في مرحلة نظرنا الآن تعمل ظاهرة في "آيات مُعجِزَة"!! (كلمة "آية"
ليس معناها بالضرورة معجزة لكنها أعمّ في المعنى وتشمل أي شئ ظاهر مشهود يثبت حضور
ما يدل عليه)..
وظيفة
الآيات المعجزة هنا هو إثبات أن الإنسان المصحوب بالآية المعنيّة لا يتكلّم من
نفسه بل من مصدر مرجعيّة الجميع: روح الرب الإله!!
منظق
المولود أعمى كان الرجوع لمرجعيّة هذا المنطق امرجعيّ..
سهلة
أظن؟
#
جداً..
+
هذه المرحلة من مراجل المرجعيّة هي مُفضَّلَة مَرجَعة عموم القبطيّين J
برهانهم الوفير الشهير ضد البروتسانت هو معجزات القديسين!!
وهذا
مقبول في حدود المعزات الصادقة، ولكنهم يفرطون خارج المعقول منطقاً بل وإيماناً
حين يكون برهانهم على القيامة هو خدعة وبدعة "معجزة" نور سبت الفرح
المظنونة عكس كل برهان..
ومثلهم
في الارتكان لتلك المرجعيّة وللمفارقة، هو حال مغفَّلي الروم، ومن مفارقات أمثلة ذلك هو حين يرون في نفس خدعة النار
المقدسة تلك يرهانهم على صحة مذهبهم وضلال مذهب القبطيّين!! لا تتعجَّب، فحين
تُبتَلَع مادة فاسدة متنكِّرة تحت عباءة مرجعيّة مقدسة فستقود للشئ وعكسه..
مرجعيّة
الآيات الإعجازيّة جيدة وكريمة وفاعلة من حبث المبدأ، فمع إمكانيّة الغشّ فيها ولكنها
تبقى مرجعيّة صالحة بقدر صدق وعلانبة مادتها.. وعلى الإنسان تدارك لعشّ فيها
بوصيّة "امتحنوا الأرواح هل هي من الـله" ووصيّة "افحصوا كل شئ
وتمسّكوا بالحسن"، ومن ثَمَّ التمييز بين الصحيح والخادع، ولا عذر لأن الخادع
الحامل للموت مكتوب على جبهته "الموت" والهاوية تتبعه.. من ينظر من
الأمام أو الوراء سيفهم، خطايا الخداع في أيّة مادة مرجعيّة واضحة تتقدمها
للقضاء..
ويبقى
أن الرب أمين والآيات تتبع المؤمنين، ولكن،،،،،
- ليس
دائماً يستعمل الرب المعجزات،
-- وطلبها
ممتنع بموجب وصيّة "لا تجرِّب الرب إلهك"..
--- وأنها ليست للجميع بل
لغير المؤمنبن،
قفانون
الإيمان أن طوباويّته حين يكون بغير عيان كما قال الرب،
----
كما لمّا كان "بدون الإيمان لا يمكن إرضاؤه"، فيستحيل أن تكون المرجعية
الدائمة لإرادته هي في أصل مبدئها لغير المؤمنين وتسلب إيمان المؤمنين حجيّة
تطويبه،
-----
وفنيّاً، فإن العبث بها ليس بقليل!!
لو
أمكن الاستعانة الدائمة بمرجعيّة المعجزات لهان الأمر، ولكن صاحب الأمر غير راغب
في الإفراط في إرسال المعجزات التي لا يرسلها إلا في حينها وبحكمته،
المعجزات
تتي بتدبير مؤقت لدى الرب وأما قانونه الدائم فهو أنه:
"بدون
الإيمان لا يمكن إرضاؤه"..
فمع
بقاء الآيات عاملة في حدود الشهادة لمجد الـله ولإبكام غير المؤمنبن المعاندين
حيناً ولإرشاد المختارين منهم حيناً، تبقىى الآبات في حدود هذه الوظائف،
ولكن
معها فتلزم مرجعيّة ثابتة بين الناس لإتمام وظيفتيها..
فماذا
تكون المرجعيّة الدائمة للراغبين في مواجهة الغلط أيّاً كان باعثه،
وإنفاذ
وظيفتي المرجعيّة العظميين: أولاً إفاقة المخدوعين وثانياً إخزاء المخادعين،
ماذا
تكون هكذا مرجعيّة؟ أو بكلمات أدقّ:
ماذا
تكون وسيلة الروح الذي هو المرجعيّة العظمى،
لإظهار
أحكامه في فض المنازعات الإيمانيّة؟
#
ألخِّص: مررنا حتى الآن ولاً بمرجعيّة إرشاد روح الرب لضمير الإنسان ويكفيه،
ثم
مرجعيّة صنع الآيات وهذه مرجعيّة تحكم بين ادعاء واحد وبين من يتلقّون منه
ويختلفون معه او مع بعضهم عليه..
هذه
المداخل للمرجعيّة تحقق بنجاح وظيفة المرجعية التي هي:
^ اطمئنان
الواحد نفسه لصحّة تعليمه
(من حيث تيقّنه أنه يتكلّم ليس هو بل الروح القدس هو المتكلم فيه)،
^^ ثم
اطمئنان الناس له
(إما بكلام الروح لهم أن يستمعوا له أو بظهور آيات معجزة صادقة منه)..
ولكن
هذه الصور للمرجعيّة بها محدوديّة بحسب طبيعتها تجعلها تقصر دون التحاكم العام
إليها من كل الكنيسة..
أظنّ
الآن دور مرجعية المكتوب..
+ والآباء
بعده، والكنيسة معه، والتقليد قبله!!!
#
تتكلم عن الآباء والكنيسة والتقليد كمرجعيّات؟
+ حال
خارطة المرجعيّة لدى الناس هو الذي يتكلم!!
من حيث
المبدأ أتكلم عنهم يقيناً!
أنا
أصف وأراجع.. منذ قليل كنت أتكلّم عن مرجعيّة الآيات الكاذبة لدى الناس، فهل أنا
أقبلها؟ بداهةً لا.. فبالأولى حين يأخذ الناس من التقليد والآباء والرأي الرسميّ
لمؤسّسّة الكنيسة المقدسة مرجعيّةً لهم لا يدوز أن أهملها في رصد الخارطة..
#
مفهوم..
+ هذا
من حيث المبدأ بصرف النظر عن رأيي الشخصيّ، ولكن ينغي هنا أن اعرض رأيي الشخصيّ في
التقليد، ليس تشدداً له ولكن لأنه هو ذاته موضوعيّ نقيّ يستكمل عرض العلاقات
البينيّة بين مفردات المرجعية..
إن
التقليد لو اعتنت الكنيسة به منذ البدء لكان أخطر صور المرجعية بل مغنياً عن الكل،
ومن
يتتبَّع عملي المتوضع فلععلّه قد مرّ به كيف ألتقط لآلئ التقليد الصحيح وأنظمها
تحت عنوان: "هكذا التقليد وإلا فلا"،
ولكن
حال الناس لم يكن بالأمانة ولا الوعي الواجبين!!
أتكلّم
عن عموم التاريخ وعموم الكنائس، ولكن معك كنيستنا القبطيّة كمثل قريب،
وإن
لا أختصّها بالمشكلة، فانظر كمّ المهازل الزاحفة والمستوطنة بفعل أو بالأحرى
"عدم فعل" المناعة التقليديّة لدينا، هل أكثر من "نطق اللغة"
اعتماداً في نقله وديمومته على التقليد؟ ومع ذلك فاللغة القبطيّة جرى تغيير نطقها فلا وجدت من يحفظه ولا وجدت من يزيح
الدخيل المصطنع، ولا أقصد بإزاحته مقاومة قرار التغيير وإنما أتكلّم عن واقع النطق
على الألسنة.. لم تجد اللغة من يحفظ نطقها، وصحا الناس مع لغة تغيرت قواعد
وصوتياتها، وزاد الحال فداحةً أن انطلق كبار رزناء يدافعون بلا منطق عن
ذلك العمل الواضح الخطا وضوحاً فائقاً، ليقوم هذا العمل كشاهد زاعق على انخفاض المناعة
الحافظة للتقليد، وهكذا ضاع تقليد أصيل ليسكن بدلاً منه تقليد دخيل حين تحول النطق
المصطنع إلى "تقليد" بدوره، فلا عجب أن تتداخل في الأيقونات القبطية أيقونة مشبوه أنها نسطورية وموثوقَ
أنها حديثة الدخالة جداً، كما سبق لشخصي المتواضع ضبطها وتقدير نسطوريتها وتعيين
زمن تسلّلها، ومع كل
هذا ومع عدم التعجّب أيضاً فقد صرت لدى رئاسة الكنيسة مصدر شروط الأيقونات والتي
مخالفتها تستوجب الحرمان والمحاسبة!!!!
وتكفي
النماذج الواقعة الفادحة، للبرهنة على إشكال الاعتماد على "التقليد" كمرجعيّة
كنسيّة، وإلا ساءت الاحوال لأبعد من اعتقاد السذج أن كل ما يجده الواحد فيهم حاضراً
في زمنه في الكنيسة يعتبره من زمن الرسل، وكل ما يدخل في صندوق عوائد وممارسات
الكنيسة لا يخرج،
وفرز
الحصى من الذهب يعوّقه التعصب الأعمى للحصى المماهي له بالذهب!!
هذه
الحالة المريضة أفهم بعض علّتها وأثمّنه كضريبة لحفظ الإيمان تحت اضطهاد مريع
مستديم، ولكنه حال مريض، وليست القضيّة محاسبة المريض، بقدر ما هي علاجه، وإن
امتنع فلا أقل من إيقف تدهوره، ووقاية من حوله من عدواه وآثاره، وهنا دور تتثبيت
المرجعيّة الناجعة وتحجيم المرجعيات التي أصابه المرض..
بكلمات
أخرى لا أقل من التنبيه أن التقليد لا يصلح كمرجعية،
وإن
صلح للبحث في خزائته على جواهر توافق صحيح المرجعية..
وباختصار
القول فالمرجعيّة هنا تكون الكتاب المقدس الذي يكمل نقائص شدئد التقليد (التناصّ
هنا مع "كو1: 24" يقتصر على قوة التعبير لا مماثلة التفسير) ..
فشخصي
المتواضع اكثر تثميناً لدور التقليد من حيث المبدأ، ومن ثضمَّ فهو أكثر حزناً
عليه، ولكن ما العمل مع التقليد الضائع الذي كان وفيراً في الكنيسة ففرط أبناؤها
جيلاً بعد جيل في حفظه، فكان حاله كقمح مصر في سنوات الوِفرة،
ولكن
ذاك وجد يوسفً ليحفظه ويديره،
بينما
لم يجد تقليد الكنيسة من يعتني به عناية يوسف بالقمح..
ولكن
فوق الكل" ماذا إذا كان قومُ ليسوا معتنين بكنوز النعمة؟
رَبُّ
النعمة يبقى أميناً لا يقدر أن ينكر كنيسته ولا براهين نعمته،
فحفظ
الكتاب المقدس تقليداً ثميناً قانونيّاً لا فرصة للإهمال والاضمحلال والتشوّه،
في
صُلب متونه وصورته..
#
واضح.. والآن نحن في المرحلة الثالثة بحسب تقسيمك، مرجعيّة الروح مباشرة،
ثم
مرجعيّة المعجزات الشاهدة لمرجعية المتكلم، ثم ماذا بعد؟
+ والآن
في المرحلة الثالثة بتتابع منطقيّ قبل أن يكون تاريخيّ، لتقسيم الخارطة بحسب
التقسيم البسيط المقتَرَح للعرض، ولا زلنا مع الروح في كل المراجل الذي بغيره لا
مرجعيّة أصلاً، لأن "المرجعيّة" حتى حرفيّاً هي مقصِد "الرجوع"،
أي
إلى الرب والرب هو الروح..
فلا
مفاجأة في ضرورة تواجد الروح في كل اشكال المرجعية الصحيحة..
القصد:
الآن أصحاب المعجزات وأصحاب شهادت العيان تقدّموا وقدّموا كرازتهم،
تتبعهم
الآيات، ومثالنا الأول تاريخيّاً هو موسى بالمناسبة، الذي انتقل من صورة المرجعيّة
(في حدوده الشخصيّة) بالروح إلى المرجعيّة (الحاكمة على الدائرة الواسعة) بالآيات
المعلنة الظاهرة للكل، ولكن عموماً سواء موسى أو من بعده من المرجعيّين، السؤال: كيف
قدّموا كرازتهم المدعومة بالآيات؟
#
كتبوها
+
ونطقوها.. من فم لأذن.. قبل أن يكتبوها!!
من
تمثيل منظور لعين رائية.. وهكذا التقليد..
إذاً
هنا تنوّعت المرجعيّة في مرحلتها الثالثة إلى تقليد وكتاب..
فقد
تبدأ بعض المواد المرجعيّة مكتوبة، كلوحي الشريعة المكتوبين بإصبع الـله،
وكعموم الناموس المكتوب بإشراف موسى..
أو تبقى رؤوس المادة المرجعيّة، من أحداث وتعاليم إلهيّة على فم الأنبياء قيد
التقليد!!
الكلام
المنطوق بالفم والأحداث المنظورة بالعين قبل كتابتهم يستلزمون لديمومتهم عمل
"التقليد"، فهكذا صار لتقليد هو وسيط نقل المرجعيّة النبويّة ومن ثَمَّ
فهو المرجعية بدوره طالما هو الوسيط الوحيد للمرجعيّات السابقة، حتى يأتي دور
كتابته فيصير في نفس صورة مادة المرجعيّة المكتوبة،
ولكن
هل كتابته تكون مرجعيّة؟
#
تكون! طالما هو نفسه مرجعيّة
+
هو مرجعيّة بشرط أن يكون تقليداً لم تدخله عناصر غريبة
#
بديهيّ
+
فبالمثل حين يُكتَب ينبغي أن يكون الكاتب له الصفة المرجعيّة بدوره حتى يكون
تسجيله للتقليد الصحيح صحيحاً..
#
صحيح ينبغي الالتفات لهذا..
+ وهنا،
عند كتابة التقليد المرجعيّ، تحدث حالة دقيقة:
أن
التقليد صار هكذا محفوظاً بطريقين: بالمحاكاة والنقل فماً لأذن وتمثيلاً لنظر،
ومعه
ما جدّ من كتابته نصاً محفوظاً حبراً لورق..
#
ولكنه لا يكون تقليداً هكذا.. فقد علّمونا أن التقليد ليس مكتوب وهذا ما يميزه عن الكتاب
المقدس..
+
تصوير غير متقن ومبتسر للتقليد، وسشرح لك مغالطته.. اعطني أبرز ما حفظه التقليد!
#
الليتورجيات ولاسيما القداس..
+
حبيبي.. أليس مكتوباً في الخولاجي..
والتاريخ
صحيحاً وخرافات ليس في المخطوطات؟
واللغة
كما سبق هي ظهر تقليدية بطبيعتها، ومع ذلك تُكتَب..
#
صحيح صجيج.. كيف فاتتهم هذه؟
+
مثلما فاتت من تلقفوا منهم أنت مثلاً..
وعلّة
الخلط هذه تت من لخلط بين التقليد" كوسيلة نقلن وبين "التقليد" كسم
اصطلاحيّ على كل تقاليد الكنيسة التي ليست في قانون الكتاب المقدس..
ولكن
يبقى للمكتوب ما ينقصه فيحتاج معه لنقلٍ شارحٍ.. حركت لكاهن في لقدس، ضبط لهجة
النطق في اللغة، وهكذا..
#
صحيح أيضاً.. هكذ عاد التفوق للتقليد عل الكتاب..
+
ليس بالضبط!!
التفوق
هنا هو لوسيلة النقل لا لمتن المواضيع بين "التقليد" مقابل "الكتاب
المقدس"..
انتبه
أن لكتاب لمقدس ذاته ينقص معرفتنا به رؤية الأحداث وسماع لهجة المتكلمين ولعة
الجسد لديهم وهم يتكلمون بكلامه.. نفس قضية "التقليد" حين يُكتَب..
لتفوق
هنا ليس من موضوع تقليد عل موضوع كتاب، ولكن لنقل الموضوع بشرح وتمثيل وتنفيذ ظاهر
منظور، هذ اكثر جدرة ورسوخً فوق وسيلة الكتابة.. ولهذا أتحسّر عل عدم الاعتناء
بحفظ كل شئ بطريقة التقليد هذه..
وعلى
كل حال فالنقطة الواجب الانتباه لها، لإزالة خلوط الفهم هي أن:
"التقليد"
مكتوب، و"الكتاب المقدس" قانونيّة سفره حفظها تقليداً..
#
لحظة:
هكذا صار التقليد مكافئاً تماماً للكتاب المقدس..
فلكتب
المقدس تقليد كما يُقال..
والآن
فالتقليد مكتوب أيضاً
طالما
هو مكتوب بدوره فلمذا لا يصير مرجعيّة في حدود المكتوب منه؟
+
ولكن التقليد في عمومه عبر رحلته الممتدة مع مشاكله السالفة لم يحظ بكتبة قانونيّة
يقينيّة.
وهنا
القاعدة الخاتمة والتي يها نصل ليداية نهاية الرحلة:
إن كل ما هو مكتوب من التقليد قانونيّاً هو كتاب مقدس..
#
واو... أخيراً..
+
نعم.. ولذلك لم يكن صحيحاً أن أهمل التقليد كما تصوَّر لك..
فمشكلة
التقليد غير المُقَنَّن ليس أنه لم يُكتَب كم يُشاع بغير وعي،
ولكن
أنه لم يُكتَب قانونيّاً!!
وهنا
سؤال الختام فيما يخص لب تعيين المرجعية..
تكرّرت
كلمة "القنونط كثيراص.. فمن هو المرجع الذي عين قانونية المرجعية االكتابية
أصلاً؟ هذا هو السؤال
#
صحيح.. وتلك مشكلة.. لأنه سيصير هو المرجعية وليس الكتاب..
+ استنناجك
صحيح! ووصفك له غير صحيح!
صحيح
أن من ارتهنت قانونيّة الأشفار بشهادته يلزم أن يكون هو نفسه مرجعيّة أعلى.. وغير
صحيح أن هذه مشكلة.. بل حل لكل مشكلة..
#
فهمت.. إنه الرب..
+
أحسنت.. مرجعية تقنين الكتاب هي الرب نفسه..
لو
لم يشهد للرب للكتاب لكنتُ أول من أعفى نفسه والجميع من تكرار الكلام عن
"مرجعية الكتاب العليا"، ولكانت كل أحكامه لديّ موضع الاسترشاد في أعلى
تفديراتها، وأمّا أنه مشهود له وحياً قائماً بين الكل كتاباً مباركاً، بفم الرب
نفسه،
فلا
قول ولا كلام مخالف، إلا من المخالف التالف..
وشهادة
الرب ومنطقها وتوثيقها وإزاحة الاعتراضات ضدّها،
هي
بعون ربنا هنا (صفحة أونلاين لكتيب "كتاب الدهور")،
وهنا (ملف للتحميل)..
وهكذا
فالكتاب المقدس يحتل مكانه البديع في خارطة صور المرجعية،
البادئة
بالروح القدس والمُختَتَمة بالرب،
فبينهما
يقوم الكتاب المقدس المكتوب بالروح المشهود بالرب،
الشاهد
له والناقل لمعاني ومقاصد روحه، في علاقة تبادليّة بديعة...
ولا
فرصة إلا لمغالط أو مغلوط أن يفترض هو المغالطة في شهادة الرب للكتاب المقدس، كأن يفكِّر
أن "الكتاب هو من قال لنا إن الرب شهد له،
فهي
شهادة المصدر لنفسه"، يقول المغالطون أو الجائز عليهم المغالطة..
# كنت
سأقولها..
+ ليس لك حق!! سأشرح المغالطة ببساطة:
"المنطق
الدوريّ" أو إثبات القضيّة بناء على افتراض صحتها مُسبَقاً، لا موضع له في
شهادة الرب للكتاب المقدس..
طالما
نفحص القضيّة بالمنطق النظريّ، فإن تعريف المعيطات ينبغي أن يكون نظريّاً بدوره،
والكتاب المقدس بهذا التحليل ليس مصدراً واحداً، بل مصادر متعددة ومستقلة عن
بعضها.. هذا من ناحية التحليل الماديّ الذي ل يتعرف بالروح الواحد الموحي..
معنا
بين أربعين لخمسين كاتباً في أزمنة متباعدة ومواضع متباينة ولغات متنوِّعة،
وإن
اقتصر نظرنا بالتركيز على كتبة أسفار العهد اجلديد، حيث تسجيل شهادة الرب للكتاب
المقدس، فإن تسجيلهم لهذه الشهادة يبقى غير دوريّ.. هم لا يشهدون لأنفسهم أصلاً
حين ينقلون شهادة الرب لأسفار العهد القديم،
فأما
حين يشهدون لأنفسهم فإنهم يسجِّلون شهادة الرب على أنفسهم كخائفين وشاكّين وجهلاء
بالمكتوب..
وماذا
أيضاً؟ ماديّاً لا زلت أتكلّم فهم يشهدون على انفسهم بأنهم يتبعون يسوع الناصريّ
المتهوم من اليهود والرومان، شهادة تقودهم للاستشهاد..
فإذاً
ينعدم تماماً فرض "المنطق الدوريّ" من وجهيهِ: وجه الانتفاع بشهادة
الواحد لنفسه، ثم وجه أنها شهادة أصلاً لأنفسهم.. هي شهادة من الواح دلغيره، ثم
شهادة من الواحد على نفسه..
صحيح
أن الكتاب المقدس هو من الناحية الإيمانيّة مصدر واحد من روح واحد، صحيح، ولكن هذا
إيمانيّاً، والإيمان برهانه هو بالنعمة لا بالإثبات الماديّ ولا النظريّ،
ولم
يطلب شيئاً من منطق ماديّ ولا نظريّ، دوريٍّ كان أو خلافه!!
وهنا
تقع المغالطة أنها تنقل صفة وحدة المصدر من سياقها الروحيّ لتحكم علها بمنطق
ماديّ، وهذا شبيه مثلاً بحكمك بالتجمهر فوق حدود القانون لمن رأى رئية بها ألوف
الملائكة وهو يصلِّي..
وهكذا
فسواء قياسه إيمانيّاً، فهذا يقود لقبوله من المؤمنين ببداهة الإيمان،
أو
قياسه ماديّاً أو نظريّاً فذلك يقود لقبول شهادته منطقاً دونما قلق من مغالطة
"المنطق الدوريّ"، الذي افتراضها هو المغالطة..
#
صحيح، وهذه نقطة بارعة تفوت كثيرين كثيراً، الحقيقة تفوت دائماً، وقد حلّت مشكلة
مزمنة في تفكير الواحد..
الآن
هناك حاجة لمراجعة قصيرة لتجميع كافة الخارطة..
+ المرجعية
أصلاً للروح القدس، وفي التحسّد تمثّلت في شهادة الابن وتعليمه، والاثنان معاً
واحد، فهذا الروح لهذا الكلمة ويعلِّم ويذكِ{ بكل ما قاله، فهذه هي قاعدة
المرجعيّة كلّها..
#
صحيح وجميل وصف علاقة الاتصال بين مرجعية الرب ومرجعية الروح..
+
لكن لأن الادِّعاء الكاذب سهل، وسوء الفهم وارد أكثر من الكذب، مع ملاحظة ان
كلاهما لا يحدثان فقط من واحد للناس، ولكن من الواحد على نفسه كثيراً، فقد يخدعنّ
واحدُ نفسه بمظنّة وحي يتلقّاه أو يتوه واحد عن كلام الرب له، فسواء الواحد يخدع
نفسه أو لا يفهمها، أو الناس لا تفهم ما ينقله مما يدّعي أنه كلام الروح أو تنخدع
في كذبه، فصارت الحاجة لمعلمين يقضون في الاختلاف، وهم بدروهم يحتاجون المرجعيّة
مضمونة لدى الناس، فكانت المعجزات، وبعدها كان التقليد المنسوب لجيل المعجزات،
ولكن التقليد بدوره صار سهل الاختراق بالزيادة والنقص، فتميّز هنا الكتاب من بين
كل مواد التقليد، ورث الكتاب كافة صور المرجعيّة ميراثاً مختوماً بشهادة الرب ومتن
أنفاس الروح، كمرجعيّة كنسيّة عامة محفوظة بعناية قانونية مسكونيّة..
#
معقول جداً.. كلام لا يُشبَع منه
+ ماذا يمكن إضافته؟
لا
مانع من الحديث باختصار عن العلاقات البينيّة التي تصل صور المرجعية جميعاً بالكتاب
المقدس، وهي علاقات مثيرة الجمال في سمة التبادليّة التي لا تخفى على ملاحظة
الأريب وإلابد أنك لمحتها واستقرأتها عبر عرض الحوار حتى الآن..
وسمات مزيدة مع "التبادليّة" تصف اتّصال الكتاب المقدس مع كافة صور
الرجعيّة وهو سمة "حتيّة" و"موثوقيّة" الاتّصال.. ولاحظ أنني
أميل لكلمة "اتّصال" لا "ارتباط" لأن هناك تماهي على المستوى
العميق للمعنى المرجعيّ لكل صور المرجعيّة، وكلمة ارتباط تبرز الانفصال المسبَّق
التام بين العناصر التي ترتبط معاً..
ولكن قبل عرض سمات الاتصال بين الكتاب وبقيّة صور المرجعيّة مكثفة معاً، فإذ أظن
أن أخطر ما فيها هو علاقة الكتاب المقدس بالتقليد، فهي تحتاج خصيصاً لتفصيل فصيل،
كونها
الجارية والمؤثرة والمثيرة للشقاق (حال تناولها بتعصّب أعمى) والمحيٍّرة (حال سوء
فهمها) والشاغلة بكل هذه الألوان لأذهان الناس في الكنيسة.. فسأطيل في تفصي علاقة
الكتاب بالتقليد أولاً، قبل الختام بالإجمال لبقية علاقات صور المرجعيّةمع بعضها
البعض!!
فالآن
إذاً فقرة للنظر في علاقة الكتاب بالتقليد،
وهي
علاقة ذات تداخل وثيق وبسيط
(ومن
يتوه فبها مع بساطتها فذلك من واقع أثر التفكير المسبَّق الدفاعيّ)
فالكتاب
المقدس نفسه لون من التقليد من وجهين:
& من حيث صُلب طبيعته، التي تبدأ بنسخ أضلّيّة تنتقل عر نساخَتها،
&&
وهو أيضاً تقليد من حيث شهادات دعم قانونيّته..
وهذه
العلاقة بين الكتاب والتقليد يختطفها المتعصبون للتقليد بغير فهم، فيقولون غن
الكتاب تقليد، لقصد مساواة حيثيّة ودرجة إلزام المرجعيتين!!
ولكننا الآن نفهم ونحن ننظر، ونضبط ما بتلك "الحجة" من مغالطة..
الكتاب
المقدس "تقليد" ولكن ليس "التقليد".. من يغير التوصيف يدخل في
مغالطة ليست بهيّنة، وأصحاب تلك المغالطة ينقسمون لنوعين: البعض يقصدها لتسهيل
"إثبات" ما يبغون إثباته قبلاً، والأكثر يبتلعون المغالطة بغير انتباه..
طزن
الكتاب المقدس "تقلداً" يثبت أن مبدأ التقليد مقبول وله دوره في عمل
المرجعيّة، ولكنه لا يثبت قط أن كل ما يُدعَى تقليداً له ذات الرجة المرجعيّة، لأن
التقليد في عمومه به مفردات "تقاليد" كثيرة تتباين في صحتها بين يقينيّ
الصحة ويقينيّ الخبل وما بينهما من درجات استيثاق ومصداقيّة..
الكتاب
المقدس بينهم جميعاً كـ"تقليد" من "التقاليد" هو المتمتع
بيقين الصحة وما هو أكثر: بشرعيّة القانونيّة..
فيبقى
الكتاب المقدس مع كونه هو نفسه تقليداً لكنه الجزء من التقليد غير القابل للحشر
والفشر والتمطيط والتعبيط..
وهو
الجزء من التقليد اللي يظهر حيود اي ما يُدعى تقليد بالتزوير أو بالخبالة التي لا
ينكر أثر وجودها إلا مخبول أو كاذب..
فإذاً
تنتهي جدلية الكتاب المقدس والتقليد إلى قاعدة التقليد نفسه، ما أدعوها هنا
"القاعدة الذهبيّة للتقليد" والتي تبدأ بها كل كتب التقليد المتمعة بحد
الاحرام الإدنى: "إن شرط قبول التقليد هو توافقه مع الكتاب المقدس"..
ولم
تعد ثمَّة قاعدة عكسيّة هنا فلا شرط على قبول قانونيّة سفر في الكتاب المقدس
بتوافقه مع التقليد إذ ثبتت قانونيّته قديماً حين كانت القاعدة قابلة للعمل بالعكس
وكانت تقاليد الكنائس في حفظ الأسفار المقدسة موضع فحص ونظر وتيقّن..
وأختم
بمثل بسيط يلطِّف صلابة الشرح:
كيف
تقس طولاً أو زناً لمادةٍ ما؟ تقيسهما بمازورا أو مكيال ثابت الصحة بنظم المعايير
المعروفة للمختصين.. هكذا أن تضمن صحة قياس "المازورا"..
وما
تم قياسه على "مازورا" ثابة الدقة صار بدوره مجعيّة للقياس مع الحرص على
عدم تغييره.. ولكن لعله يتآكل أو يتبدَّل، فتعود في حاجة للمازورا المعياريّة
المختومة الثابتة الدقة.. يلزم دائماً من ثَمَّ لمن يطلبون دقة العمل الحفاظ على
"المازورا" المضمونة لضمان تعديل الحال المائل أو القابل للميول..
مرجعيّة
ثابتة لا تتداخل فيها ميول ودرجات نباهة البشر من جيل إلى جيل..
وهكذا
موقف الكتاب المقدس مع التقليد..
# ولكن
ألا تعتمد المرجعيّة المكتوبة بالمثل على نساخ عبر أجيال؟
+
لا تعتمد.. فلا المرجعيّة قامت على استحان الناسخ، ولا هو يمكنه تغييرها..
فمن الوجهين لا تعتمد..
بكلمة
دقيقة: فالمرجعية المكتوبة "لا تعتمد" علىى الناسخ بمعنى "لا ترتهن"
بدقته، و"لا تتشَكَّل" بحسب أمانته..
الناسخ
هنا خادم يصل بها للناس، هذا وجه "الاعتمادية" لديه لا غير..
إن المدحل
الوحيد للناسخ في تغيير المرجعيّة هو "خطأ نسخ"-- مقصوداً كان أم غير،
ولكن مداخل الحيود والخطأ على الناسخ محدودة ومردودة..
والأصل ممكن التيقّن منه بقواعد الفحص البديهيّة،
لاسيّما مع كتاب هو الأوسع انتشاراً في مخطوطاته وترجماتها،
وبعدهما اتّساع الاستشهاد به، ومن أبدعع الدراسات هي تلك الشهيرة التي جمعت كافّة
نصّ أسفار العهد الجديد من كتابات آباء المئات الثلاثة الأولى باستثناء 11 جملة!!
فعمل لنساخ لا يخدش ولا حتى سطح أصالة الكتاب المقدس..
بينما
مصادر الترهّل والخلط والإضافة وكل أنواع التشويه لدى ناقلي التقليد مائعة ومتّسعة
ومتراكمة..
#
صحيح.. المكتوب يبقى هو السيد المرجعيّ هكذا..
كان
هذا تفصيل لعلاقة الكتاب بالتقليد، ولكن قلتَ إن هناك إجمال عندك لعلاقات صور
المرجعية جميعاً بالكتاب ؟!
+ حصل..
الوقت
الآن بالتقاط واستبيان سمات تكرّرَت،
عبر
صور المرجعيّة السابق التوقف عندها بترتيب دقيق:
^ كافة
صور المرجعيّة تنبع من مرجعيّة أعلى هي مرجعيّة الروح القدس،
^^
الكتاب المقدس يتبادل الشهادة مع كافة صور المرجعيّة،
^^^
المرجعيّة في صورها المتنوِّعة لكلٍ منها محدوديّة على وجهٍ ما،
كل
صورة بحسب طبيعها، وجميعها عالجَتْها المرجعيّة الكتابيّة،
ومن
هنا امتيازها وعلوّها من حيث عملها بصفتها "مرجعيّة كنسيّة شاملة"!!!!!
وتستحق
هذه السمات في علاقة الكتاب ببقية صور المرجعيّة تفصيلاً يلي:
العلاقة التبادليّة بين الكتاب كمرجعيّة وبقية صور المرجعيّة:
·
الكتاب يعلِّم ما يقوله الروح، والروح يعلِّم ما
يقصده الكتاب!
·
الكتاب يتلازم
مع قوة اللـه "مر12: 24"، والمعجزات تتلازم مع مقاصد الكتاب.. الكتاب أدوم معجزات
الرب للكنيسة، والمعجزات مصداق أخبار الكتاب عن الرب..
·
الكتاب منقول ىالتقليد الصحيح، والتقليد الصحيح مشروط
بموافقة الكتاب.. الكتاب يكمل نقائص التقليد مرجعيّاً والتقليد يجقِّق كمالات
الكتاب عمليّاً!!!
·
الكتاب شهد للمسيح ومشهود له من المسيح!!!!
·
وآخر الكل ولمّا كان الإنسان هو مرجعيّة نفسه في
قرار قبوله لأي مرجعيّة يتبعها، فإن التبادليّة بينه وبين الكتاب المقدس لا تغيب
عن اللوحة، فإن كل واحد هو كتاب مقدس كتب الرب على قلبه في ألواح لحميّة وصاياه
التي يجدها بأنواع وطرق كثيرة منقوشة بحبر على ورق الكتاب المقدس الثمين..
·
وبالإجمال والإجماع: الكتاب هو لؤلؤة فلوتشارت
المرجعيّة التي بدأت بروح الرب وانتهت بشخص الرب وبين الرب وروحه يقوم كتابه
شاهداً له ناطقاً بروحه مشهوداً له منه محفوظاً بعناية روحه..
تفوّق الصورة الكتابيّة للمرجعيّة على بقيّة صوره:
& المرجعية المباشرة من الرب انقلت
للروح الذي يعلمنا ويذكرنا بكل ما اخبرنا الرب بألوان ووسائل كثيرة، تصل حتى للرؤى—لم
لا!؟! إنها أنقى صور المرجعيّة،
ولكنها هكذا تنحصر في المتلقِّي المباشر فقط ومن يصدقونه على مسئوليتهم،
فمتى
حدثت منازعة مع غير المتيقنين او حتىى المكذبين، تعطّل عمل المرجعيّة!!
= بينما الكتاب مرجعيّة عامة من يرفضها
يكون صريحاً خارج دائرة الكنيسة!
حتى
الاختلاف في تفسيره ليس اختلافاً في مرجعيّة النص موضع الخلاف، على عكس عدم
التيقّن من وحي الروح لدى يعضهم فإنه يكون رفض لصُلب رسالة لمرجعيّة..
وجاشا
أن يفيد هذا علو شأن الكتاب على الروح، كما قد يتوه البعض، فالكتاب هو كلمات وحي
نفس الروح.. وإنما التباين بي وسيلتي يصاال نفس الروح لرسالته..
ووسيلة "الكتاب القانونيّ" أعم وألزم للجميع من وسيلة "وحي فرديّ"
يلتزم بها فقط فرد المُتلقِّي مع من يلهمه الروح بتصديقه..
& التقليد كصورة لنقل المرجعيّة لم
تحظَ بضمان ولا حتى عناية الحرص العام عليها!!
= فهكذا انحصر ضمانه المرجعيّ رأساً في مواضيعه اليقينيّة الحفظ، والتي
هي بعد مبادئ الممارسات الرئيسة للكنيسة تنحصر في الكتاب المقدس والذي يعمل
من ثمَّ كمعيار تقييم درجة صحة غيره من مواضيع عموم التقليد..
& وحال المعجزات يشبه حال التقليد من
حيث أن الشرط اللازم لقبولها كشهادة مرجعيّة هو عدم مخالفتها هي وكل ما يتبعها من
تعليم صانعها للكتاب، أما شرطها الكافي فهو على عهدة ضمير من يقبلها ومن ثم لا
تحكم عل غيره!!
=
بالمقابل فالكتاب المقدس يتميز هنا هكذا: أمام صانع معجزةٍ ما قد يشك بعضهم وقد
يتظهر خرون بعدم لتصديق لعلّة، الرب يحكم عل الجميع ولكن السؤال هنا كنسيّاً: كيف
يصير حكم كنسيّ عام مقنع للجميع؟ هنا قوة الكتاب المقدس كمرجعيّة أن كل من يقبلون
الرب وروحه سيقبلون حكم الكتاب، وأما من يشك أو يكذِّب أو يدّعي أيهما، فيصير
محكوماً عليه كنسيّاً أمام الجميع من نفسه..
& والآن لا يبقى إلا الإشارة لمرجعيّة
الإنسان لدى نفسه وهي الحلقة اللازمة والحاضرة في أي مرجعيّة، حتى الرجعيّة
الكتابيّة، فلا تكون المقارنة هنا بين الكتاب كمردجعيّة وبين الإنسان كمرجعيّة
لنفسه، بل تكون بدقة بين الإنسان مسترشداً بالكتاب وقابلاً منه ما يقنعه، وبين
الإنسان منفرداً بدون الكتاب..
=
ولا شك أن الإنسان حين يسترشد بأي آخر فهذا أفضل وإضافة له من انقطاعه بنفسه، فحتى
لو كان الإرشاد غير نافع فإن الإنسان حاضر ولا يُجبَر بل يتلقّى ويراجع ويقرِّر،
فمن داهة البداهة أن الكتاب المقدس حين كون هو مرشد الإنسان يعود له ويلتمس ما
يقنعه فيه، فكلمة "أفضل" أقل كثيراً من تقييم الفضل!
وهكذا
جمع الكتاب بين العموميّة والمضمونيّة والأفضليّة،
فاجتمعت
هذه الثلاثة في الكتاب الواحد،
وصار
ثابتاً على كل وجه أنه وسيلة المرجعيّة الكنسيّة والفرديّة العامة الأشمل، فأما من
يأتيه وحي فمنه لوحيه، ومن يضمن تقليداً أو معجزة أو أباً أو مجمعاً قمنه لما ضمنه
لنفسه..
فتبقى
مرجعيّة المكتوب لا يمكن أن تُنقَض، وتبقى هي الحاكمة بحكم طبيعته:
فهي
فحتماً توافق مرجعيّة الروح الذي يكلِّم ألهام أي واحد،
وتماهي مرجعيّة الرب إذ الكتاب هو المشهود له منه ذاته،
ولا يخالفها صحيح التقليد ما لم يكن موافقاً لها صريحاً،
وتوافق
مبادئها أيّة آية إعجازيّة صادقة،
بل فوق كل هذا فبها سمات كل المرجعيّات إذ هي:
كلمة الرب، وأنفاس روحه،
وجوهرة التقليد،
ومرجعيّة
الأمناء من "الآباء"،
وأدوَم آيات الرب للكنيسة.....
+ وبهذا تمَّ رسم خارطة مرجعيّة الإيمان المسيحيّ بكل صورها والعلاقات البينيّة
بينها،
وما
زاد على ذلك فهو من توقيف أفكار دخيلة لاحقة بحثاً عن مرجعيّات "معاونة"
للتعامل مع الكتاب المقدس، سرعان ما تحوّلت لمرجعيات طاغية حتى ع الكتاب، حاشاه،
وإنما هو حال من ابتعدوا عن فهم الكتاب لعلل شتّى،
ليست
موضوع حديثنا ولا هو موضعها..
#
كيف يجادلون بعد؟! خالصة مخلًّصة..
أية
"مرجعيات" مزيدة بمكن أن يتمحَّك بها أحد بعد ذلك؟
+ حديثاً
دخلت: دائماً بقيت مرجعيّة "التقليد" العمياء (من حيث أن افتراض أن أي
شئ هو التقليد يقفز دون نظر ودون منطق بل على خلافهما كثيراً،
وحديثاً
نشطت مرجعيّة الآباء، ووحديثاً جداً عادت مرجعيّة الواحد منه للروح، وتمازجت
المرجعيتان معاً لدى البعض، بينما تطورت مرجعية التقليد شاملة التمسك بالآباء
اسميًّ لتعيد بشراسة مرجعيّة الرؤساء الحاضرين كحماةللتقليد وامتداد للآباء!!
إذاً
تزاحم في الساحة الآن ثلاثٌ مرجعيّات مبدئيّة، ومنهم تكوّنت مرجعيّتان متحاربتان
بشراسة وجهالة، فمن يدقِّق الملاحظة يرصد تمازج مرجعيتي "الآباء"
و"الروح كمقابل للحرف"-- وبكلمات أدق مرجعية "الاستحسان الشخصيّ!!
ومقابلها
بفعل استمرار التعصب الأعمى للتقليد بغير تعيين لمادته ولا توقف أمام مخالفته
للكتاب، فقد برزت مرجعيّة كانت دائمة التواجد ولكنها في العقود القليلة الفائتة
ازدادت شراستها وهي مرجعيّة مصداقيّة رئيس الكهنة ومن يتكلمون تحت رضاه،
وهي
لون دقيق من التقليد والآباء متجسدين في شخص رئاسة الكهنوت الحالية، بافتراض ضمنيّ
أن رئيس الكهنة ومن يمثلون تعليمه إنما هم حفظة التقليد وهم آباء العصر الذين
يحفظون امتداد آباء الأزمنة!!!!!
فتصير
المرجعيّات المزاحمة والمشوِّشة على الكتاب حديثاً،
بين قديم وجديد وممتزج: خمساً!
ومشكلتها
مركبة.. ففوق محدوديتها المبدئية (السابق عرضها) في أحسن أحوال تطبيقها، يزيد على هذا
الإشكال المبدئيّ إشكال يخص واقع الحال، من حيث "وقوع حال" من يتشنَّجون
لها وهم لا يعلمون حقائق مرجعيّاتهم علميّاً ولا فهماً ولا حتى خلو أمر من
يلقنونهم من الغشّ!!!!! وهذه خلاصة شتات المرجعيّات المزاحمة لصدارة الكتاب المقدس
في وعي نفوس الجيل المسكين والمنابر الكنسيّة المظلومة..
#
احلوّ الكلام هذه خارطة بحد ذاتها للحال الراهن..
+
خارطة مستقلة عن سابقتها وتفتح ملف جديد وحوار تفصيلّ ثانٍ ولكن قبل أن يأخذك
إغراؤها فيلزم التصديق على أن ما قبلها كان كافياً وافياً شافياً عافياً للمطلوب،
نافياً للدخيل وغير المطلوب، وما زاد على ذلك مما فات فهو من التفصيل والتطبيق ولا
جديد إلا ما في متن المحاولات الدخيلة من اختراعات، فاجديد فيما يلي سيكون جديد
الابتداع وأما ضبطه فسيكون من العتيق الثابت والمتضمن فيما سبق..
ما
قبل ما سنكمله متكمل لشرح كل مبادئ المرجعيّة، وما سيزيد عن ذلك فهو من التطبيق،
والإطباق على أخطاء الدخيل بصحيح الأصيل..
#
تمام ومعك ومع ازاد على ذلك، حتى يتم الموضوع بتمام تطبيقه فوق تمام مبدئه..
+ ولنبدأ
بمراجعات تطبيقيّة بالنظر، في ضوء ما سبق من الشرح،
إلى حال تلك المرجعيات المتزاحمة في زمننا التعيس:
-
مرجعية المستخفّين المُستسهلين العودة للصور الأوليّة للمرجعيّة،
بادّعاء
التعامل مع الروح، وللنظر بعناية بغير تحيّز متهوِّر فإنه لا يمكن قط الاستغناء عن
هذه المرجعيّة على المستوى الفرديّ، فطالما تحدث مواقف في الحياة تستلزم ممن
يخوضها أن يلجأ لمشورة الروح الظاهرة فيه المُطَمْئِنَة له، وبغير هذه المرجعيّة
الروحيّة يصير طلب المشورة من الكتاب عبثاً بل هزلاً، فالكتاب لن يقيِّم جدوى
التعامل مع شخص بعينه، ولا قرار سفر من عدمه أو زواج من غيره، ويلزم اتصال الواحد مطمئنّاً
لصوت الروح في حياته..
وهذه
المرجعيّة يتلقاها الواحد بإحساسه، أو من خلال مشورة رجل بار يلتمس فيه صوت الروح كما كان يحدث في العهد القديم والجديد جميعاً،
وهنا فمرجعيّة "رجل الـله" ليست مرجعيّة سلطويّة لأن المشير يكون
منشوداً من حيث ظهور كلمة الروح على فمه لا من حيث سلطته، وهناك طريقة أخرى مثيرة
للقلق ونادرة وإن كانت غير منعدمة، باستبيان إرشاد الرب من خلال فتح الكتاب المقدس
عشواءً والتقاط وتفسير أقرب كلمة للموقف المعنيّ، ومع خطورة هذه الطريقة ولكن أفيد
بماحظتي علليها لاكتمال موضوعيّة العرض: فأولاً لا ينبغي خلطها قط مع المرجعيّة
الكتابيّة، فالمرجعيّة الكتابيّة هي تعليم "ثابت" لا يعتمد على اختيار
عشوائيّة يد القارئ بفتحه لصفحة دون غيرها، كما أنه موضوعيّ المعنى لا ينتظر
تفسيراً لفظيّاً بتقريب كلمة لحالة اتلماساً للإرشاد كالواعظ المشهور الذي فتح
الكتاب ليحدد اختياره للجامعة ولما وجد الشاهد عيني عليها من أول السنة إلى
آخرها" ففهم أن رسالة الرب له هي اختيار حامعة عين شمس J قصة حقيقية سمعتها من واعظ
مشهو وجيد جداً ولكنه في موازين التفسير كغيره ليس إلى أسفل تماماً.. الملاحظة هنا
أن هذه الطريقة ليست مرجعيّة كتابيّة وإنما هي وسيلة لاتجلاب مرجعيّة الروح،
والكلاحظة الثانية هي التذكرة أنه مهما كانت غرابة الطريقة فهي مرجعيّة لثاحبها
منه للروح ولضميره وخطأ الواعظ الطيب هذا، ولعله أفضل واعظ قبطيّ بالمناسبة من حيث
فنيّة الوعظ وتأثيره وصدقه أيضاً، وإنما خطؤه أنه قدمها كتعليم عام للجميع..
الخلاصة لا يمكن نفي هذه المرجعيّة بصورتها
الأبسط بين صور المرجعيّة، ولكن حين يكون الأمر ليس قراراً حياتيّاً شخصيّاً وإنما
تعلبيم على منبر صوتيّاً كان أم مكتوباً، فكما سبق الشرح فهكذا صورة لمرجعيّة على
مسئوليّة من يثق أنه يتلقّى من الروح لا يُؤخَذ منه للتعليم الكنسيّ القانونيّ،
وحسابه
حين يحتكم ضد غيره هو خضوعه لفحص ما يدعيه كتابيّاً، فإن عاند ورفض فقد اعترف أن التعليم
الذي لديه من "مظنّة الروح" يخاف من انكشاف حاله أمام ما هو ثابت أنه من
الروح نفسه في الكتاب.. أولئك أمرهم محلول سريعاً..
#
إجابة متزنة وعادلة.. ولكن هناك العكس تماماً من مرجعية "الثقة في تلقي
وحياً" هذه.. فماذا عن بقيّة هذه المرجعيات المتفشية؟
+
تصوير جامع لبقية المرجعيات المشار لها في أحوالنا.. صحيح هي مرجعية عكس المرجعية
الفردية التي تفسر لنفسها هذه، وقاسم المرجعيّات الأخرى المشترك هو الخضوع لسلطات
أخرى مؤسسية أو شخصية، وأداتها الفاعة في حفظ الناس للخضوع هي التخويف من التفسير
لتحاشي البدع!!
للأسف
من القديم وحتى الآن تداخلت هذه الأنواع
والألوان من المرجعيّات المٌخيفة من الكتاب المقدس، وأصحاها حتى من حسنت نواياهم
فيها فغافلون عن خطورة عدم فهم الناس وفقدانهم للدربة في مسالك الشواهد
الكتابيّة..
فمع
ومن ذلك الخوف والتخويف تشكَّلًت مرجعيّات عديدة متشابهة ألخِّصها تلخيصاً غي
مٌخِلّ في "الآباء" و"التقليد".. فالآن دور التقليد مرة ثانية
كحالة تطبيقيّة راهنة وقد سق فحصه مبدئيّاً بما يعين على سهولة دراسته تطبيقيّاً
الآن:
--
إن "التقليد" في هذه الجولة التطبيقيّة لن يظهر كظهوره الإيجابيّ الطيب
الأول في الخارطة بحسب سابق شموله في الشرح، حين كان أداة لازمة وناجحة، وإنما هو
التقليد يأسوأ حتى مما آل إليه كما ظهر في ختام الشرح أيضاً..
"التقليد"
كمرجعية دخيلة بعد رسوخ الكتاب المقدس هو الارتكان لمفهوم عائم غائم بالاطمئنان
الأعمى لكل الماثل من صحيح وخاطئ معاً المطلوب عدم مراجعته، ووسيلة حمايته من
الفحص هو مواراته خلف افتراض أنه من التقليد!!
---
وأما "الآباء" فقصة دخالة اعتبارهم مرجعيّة عليا طويلة-- في زمنها لا في
شرحها،
وباختصار
فالمفاجأة أن الذي بدأ بحشرها كانوا أتباع أريوس..
وليس
قبل نحو مئة سنة حين تعهّد بعض رؤساء الكنائس الكبرى استعمالها كمرجعية..
ولعلّ
بدايتها كانت في مواجهة نسطور..
#
حقيقيّ.. وجميعهم يتصارع ضد بعهم البعض الآن..
+ ولكن
بالشرح السابق عبر رسم خارطة المرجعيّة،
يستَدُّ
طريق المغالطات على الوجهين!! ويزيل حيرة الفريقين..
ويرشد
تيه الجميع:
من
يقولون إنهم لا يكتفون بالمكتوب كمرجعيّة ويستقون من الروح رأساً،
يواجهون
الآن بوضوح لزوم توافق ادعائهم عن مرجعيّة الروح لديهم مع ما يعلنه نفس الروح في
الكتاب المقدس.. وإلا وُجِدوا مجدفين على الروح متهمين إياه حاشاه بالتناقض
والتضارب.. يٌلزَمون إذاً بمواجهة مراجعة أي ما ينسبونه للروح مع الكتاب المقدس،
ومن يراوغ فيهم ينكشف ويُسأل لما هو مكسوف وناكص عن مراجعة نفسه مع الكتاب الموحى
به من الروح الذي ينسب مرجعيته هو إليه..
+
وفريق التقليد حاله بشرح حال سابقه..
يواجَهون
بالسؤال القاسي: هل تقليدكم ملعوب فيه؟ طالما تملئون أيديكم من محتواه فليس ثمّة مدعاة
للخوف لديكم من الخضوع لمرجعية الكتاب.. بل بالعكس حرّي بكم أن تسارعوا أنتم
بانفسكم لتشريف التقليد بإظهار صحته وليس أصحّ في إثبات الصحة من شهادة الكتاب
المقدس..
+
ثم حتى من الناحية الأخرى لمن يرضى ويقنع بمرجعيّة الكتاب ويعتمدها يُراجَع على
فاعليّة الكتاب لديه كمصدر تعليم حيّ، لا حروف ميتة، فيُحال لمواجهة اختبار ثمار
الروح الذي هو مصدر مرجعيّة الكتاب المقدس.. الكتاب نفسه يصفه حال مراوغته بتسميته
نحاساً يطن وصنجاً يرنّ..
+ فهكذا
تم قشع المشاكل المظنونة من الجهتين..
الفريقان
المفترقان إلا على عدم الاقتناع بتمام مرجعيّة الكتاب لا حجة لهم..
ويبقى
بينهما فريق لا فريق له إلا الوهم...
# لم
تنته حججهم بعد.. يمكن الدفع بحجة تبدو ساذجة على مستوى كلامك ولكنها عالية
بالنسبة لكثيرين، فمن يفسر المكتوب حين الاختلاف؟ والتفسير علم كبير ليس لأي أحد،
فمن يحسم الخلاف في قضايا خطيرة كهذه؟
أليس
الآباء أو التقليد (على حسب انحياز صاحب "الحجة" تلك لأي الفريقين)؟!
+ البوصلة!!
---
هذا هو الفريق الثالث الموهوم الذي قاطعتَ قبل تعيينه في آخر جملي..
سؤالك
المنقول عنهم هو: من يفسر حال الاختلاف إلا الآباء؟
فمن العائد رأساً إلى الروح منه له، إلى الملتزمين "بالتقليد" إلى
الطالبين لتفسير تفصيليّ يقصر التقليد في صورته الطقسيّة ومحاكاة العوائد عنه،
فيلتمسونه في "كتابات" و"تعليم" "الآباء".. وكل هذه
الصفات أضعها بين أقواس كونها موضع حاجة للمراجعة ولا تخلو من المواجعة..
وأنت
الآن تنقل عن هذا الفريق الحائر سؤالهم عمّن يحكم بين التفاسير حين تتعدَّد،
وإجابتهم الضمنيّة حيناً والصريحة أحياناً أنهم الآباء ولا غيرهم بوصلة يقبلون!
# أجَل..
وهو سؤال مُلحّ من جميع التائهين.. وفعلاً كان الآباء يفسٍّرون،
فما
اعتراضك على تفاسيرهم كـ"بوصلة"، بحسب القول؟ هذا هو السؤال!
+ والجواب:
ومن كان يفسر للآباء حين اختلافهم مع بعضهم البعض؟
ماذا
كانت بوصلتهم هم؟ ولماذا حين يخالف "أب" وأي أب أثناسيوس بذات نفسه وهو
أب وحامي الإيمان بالحقّ، كيف حين تظهر مخالفته لخطأ مستقر الآن أنهم يقولون إنه
"رأي شخصيّ"؟ هل أكثر فجاجة من ذلك؟ ليست الفجاجة متوقفة على تضارب
ضميرهم مع نفسه لأنهم حين توافقهم كلمات أثناسيوس يدفعون بها كمرجعيّة المرجعيّات
التي لا يكون ثمّة تسامح مع من يفكر في مناقشتها حتّى، لا الفجاجة هنا تتعدّى فقر
الضمير إلى فقر الفهم لمعنى كلمة "رجعيّة" التي بدأنا بها، لأنه حيث
يكون هناك رأي شخصيّ ومخالف فصاحبه لا يصلح كمرجعيّة من حيث المبدأ..
وكمثل
تعاملهم مع مرجعيّة "الآباء" بهكذا تضاربات، فهم يتعاملون مع مرجعيّة
"التقليد"،
فمن
كان مرجعيّة للحكم بين التقليد ذاته وبين جيل المعلمين الحالي الذين حذفوا منه ما
لم يوافق تعليمهم كبعض مقاومتهم المشكورة لبعض الخرافات، وتغييرهم لببعض فقرات صلاة السجدة (حذف
لم يخلُ من صحة ومن خطأ)، أو هجومهم على قوانين مرعيّة في الكنيسة قامت بقوة التقليد؟ من كان يحكم
بينهم وما مرجعيّة الحكم؟
المفسِّر
الذي يحتاج لتفسير ليس مرجعيّة، والآباء والتقليد جميعاً احتاجوا للتفسير الذي لم
يكن دائماً تفسيراً صحيحاً بدوره، وهذا سيقود للمرجعيّة الأخيرة في جولتنا هذه
المرة وهي مرجعيّة "الرؤساء الحاضرين" الذين يلزمون الناس بمرجعية
الآباء ومرجعية التقليد جميعاً ولكن كعناوين يملك متونها وتفسيرها وتغييرها هم
أنفسهم!!
----
على أن هناك فريق خصم لهؤلاء، له مرجعية هجينة يلزم النظر له قبل الختام بمرجعيّة
رؤساء لزمن لحاضرة،
فقبله يلزم ضبط فريقاً آخر رابعاً بحسب تعداد كلامنا، هو الهجين من الفريق الأول
الروحانيّ الفردانيّ والفريق الثالث "الآبائيّ" الأعمى!!
هكذا مزيج لا يأتي بغير تجانس من واقع عامل مشترك بين عناصره: فمن يتبع "بوصلة الآباء" وإن كان لا ينكر مرجعية الكتاب المقدس فإنه عملياً يزيحها مكتفياً بما يتوفر له صحيحاً أم شائهاً من أقول "الآباء"، فهو حين يمزج مع "آبائيّة" مرجعيته مرجعية تفسيره الروحي فهو يتلافى مشكلة أنه لا يملك تفسيراً لكل الكتاب من فتات الحاضر لديه من "أقول الآباء"، فهكذا هو في الحالين يحصِّن استعفاءه من الالتزام بمرجعيّة الكتاب،
دارياً أو بغير وعي، مُلقِّناً كان أم متلقِّناً.. ومصلحته التي يقيناً ستسأل عنها لغرابة المزيج، أنه لو أفسح موضعاً لـ"بوصلة" أخرى غير بوصلة الآباء في التفسير فهو يفهم أنها ستزيح مرجعيّة الآباء بحكم الأمر الواقع، فطالما هناك من يفسر غر الآباء ويحسن التفسير فالآباء يفقدون حجيّة مرجعيتهم في الحكم بين التفاسير، فلهذا للدفاع عن "البوصلة الآبائيّة" فه ويكمل نقائصها لا بمرجعية شخصيّة بديلة ولكن باتصاله هو بالروخ الذي ينير له روح الكلام ويدعه من حفه ومفسريه من غير الآباء.. وهكذا يستقر نفسيّاً متغاضياً عن تضاربات ما في مزيج مرجعيّته الهم أنه "انتصر" على خصومه من ذوي المرجعيّة الكتابيّة، إن فسّروا واجههم أن بوصلة التفسير مع "الآباء" لا معهم، وإن عجز عن الإتيان بتفسير "آبائيّ" فالحرف يقتل وهو كفيل بمعونة الروح بتفسير روح الكلام.. وهكذا يتم استقراره النفسيّ على "الآباء" وكفاية "بوصلتهم"..
هذا الفريق هو التطوّر المنتظر للتواجد بين الأشتات، ويبدأ بكونه من "الآبائيّين"
المتحمِّسين (والغالب في أمرهم في واقعنا الراهن الجهل بالآباء أصلاً)، ولأن خصموه
هم من الرؤساء المحافظين على ما استقر عليه حال التعليم فإنه يستعير، دعماً لموقفه
المخالف لهم، "حجّة" أن التفسير بالروح وليس بالحرف (وهو شاهد
طالما فُهِم ليس على دقة معناه)، ومن هنا فهو دون أن يدري يمزج مع مرجعيّته "الآبائيّة" مرجعيّة
"الروحانيّين" (المتَّبعين لأوهامهم واستحساناتهم الشخصيّة بمقتضى الحال
الراهن)..
فإذا كانوا يجهلون الآباء فما تكون مرجعيّتهم إلا شخوص من يلقِّنونهم؟
وإذا كانوا مخالفين للروح فماذا يبقى من مرجعيّة الروح فيهم إلا استحساناتهم
الشخصيّة؟ في بعض الحالات المتناثرة في وقتنا نبّهتُ مبكراً على سبيل الاستنتاج المنطقيّ من وقائع
ماديّة ظاهرة لمن ينظر أن أحدهم إن مرجعيّته هي استحسانه الشخصيّ وليس أثناسيوس له
إلا اسماً لتطويع مادته وتصدير بريقه ولكنه ليس مرجعيّه كما يدَّعي له الملتصقين
به، فهو يظهر جهلاً به حيناً وعدم فهم حيناً وتعمد للمخالفة حيناً، ولكن زبائنه لا
يعون ذلك، وفي بعض التعاملات المعدودة زاد من يقيني المراوغة التي يتوارى خلفها في
الرد بشأن إيمانه (= الكذب! ولكن اعتدت وصفه بالمراوغة تلطّفاً)، حتى افتضح أمره
مؤخراً بتسجيلات، ليثبت ماديّاً ما توقعته منطقيّاً أن مرجعيته هي استحسانه لما
يراه صحيحاً لا اعتبار لا لآباء لا لكتاب مقدس ولا لمنطق!
#
ثابت ومعروف الآن، ولم تقصِّر في الكلام مبكراً هذا صحيح..
+ وصل حمقهم المنطقيّ النازز من بثور إشكالهم النفس-ذهنيّ للقول أن الآباء هم من وضعوا التعليم الكتابيّ وأنهم هم من حدّدوا ما هو الكتاب المقدس نفسه!
ولي حوار مع أحدهم كاهناً من دير البراموس كانوا يعدونه للصدارة ولكن تغيرت موازين لقوة، لا علينا فليس لي ولك إلا المعنى نقياً، أجبته بالتنبيه للفارق البيِّن الجليّ لمن بقيت له عينان بين البيان المنشئ وبين البيان الواصف أو القاصي بإقرار الصفة، فقبل آخر جداول القانون الكتابّ-- ذلك الحاضر في رسالة البابا أثناسيوس الفصحيّة الشهيرة، قبله كان هناك كتاب مقدس وكان أثناسيوس ذاته يبكم به الأريوسيين ويقنع به الأرثوذكس (ولا أقواس هذه المرة على الكلمة).. وسواء في جدوله أو في الجداول السابقة شبه المتطابقة، فكلها كان حاضراً فيها كافة العهد القديم بحسب قانون اليهود، وحاضرة كل الأناجيل وأغلب الرسائل، والخلاف كان يدور على رسالتين قصيرتين وسفر الرؤيا، فليس لجداول الآباء فضلاً على تكوين الكتاب المقدس أو تقنيه أصلاً إلا بشأن قصار الرسائل والتي انتهت قوانينهم فيها إلى الإقرار بالرأي الغالب لا اختراعه.. ثم لو كان الكتاب المقدس تقنَّن بفعلهم،
فإذاً يكون استشهادهم به باطلاً كمنطق دوريّ..
لا يفكرون وقوالب كلامهم ترتد على رؤوسهم، كما يتبيّن من يتابع خط سير معناها، وهم لا يدرون!
ولكن ليس إشكال هذا الفرق منطقيّاً فحسب، فإنما العنصر المشتعل في غلمانه هو بُغضَة خصومهم والتعاطف مع "مظلوميّات" أصنامهم، فلا يراجعون ولا يفكرون أصلاً
حين يراجعهم أحد، ويصل بهم الحال حين يُواجهون بخطأ فادح لا يفسِح لهم فرصة
المغالطات المعقدة لتتويه الموقف أنهم يقولون: "ولماذا لا تنتقد خصومنا مثلما
تنتقدنا"!! هذا ليس آخر ما يصل إليه هذا الفريق من تعاس الحال، لأنهم من
التمادي في استحساناتهم لاستحسانات الملقِّنين لهم، يصل هذا الفريق في أقصى تطرّفه
إلى حال غُلاة غُشَماء البروتستانت الذين كادوا يتجاهلون أسفاراً في الكتاب لأنها تخالف ما
استقرّوا عليه من نظريّات فاشلة!
إلى هذه النهاية انتهى من انجذبوا لدعاة "الآباء" والتثموا منهم حجَّة "البوصلة" التي أُلقيَت لهم كفتح شهيّة في البداية، وهم لا يعلمون كذب ولا هزال منطق من التصقوا بهم، وطالما توقّعت ذلك عن البعض وثبتت صحة تقدراتي بكل دقة.. واما ضحايا هكذا مرجعيّة مهجّنة بين التشنّج الأعمى لأسمائ "آباء" لا يعلمون ولا يفهمون عنهم ما تجدر معرفته، وبين أوهام قيم روحيّة مريضة (الأوهام وأحياناً القيم ذاتها)، فهكذا تركوا سفينة الكتاب المقدس ولم يمتلكوا له بوصلة..
ولاحظ للدقة أن حجة "البوصلة الآبائيّة" لا تنكر مرجعيّة الكتاب المقدس وإنما تقرّ بها ضمناً من حيث تحاول إثبات أن تفسيرها المرجعيّ ليس للجميع وإنما للآباء، ولكن وغن كان هذا هو قابلها المنطقيّ فإنها في واقع أمر تعاملهم معها ينتهون لإزاحة الكاتب من أصله كمرجعيّة لأنهم طالما صدّروا الآباء فهم لا يعودون لدقة حجتهم البوصليّة وإنما أخذون من "الآباء" أي مما نُسب لهم خارج دائرت التفسير أصلاً اعتماداً أن "الآباء" لديهم هم كتاب مقدس في كل ما يعملون، فانتبه لما لا ينتبهوا له من تحوّل بوصلتهم من بوصلة إلى السفينة كلها، وما يبدأ أنه مجرد "بوصلة" ينتهي لجنون أن الآباء هم من اخترعوا الكتاب المقدس الذي لا لزوم له أصلاً لأنه خلا من كلات قالها الآباء!!
ولا أُزحِم المجاوبة بروابط لبراهين بالصوت وخط اليد كعيّنات من حال بعض أولئك، وأستحسن اختصار تفصيلهم، وإنما أشير لما يعني الكلام من تعاسة تلك "المرجعيّة" الجامعة للمراوغة (أي الكذب بلغة لطيفة) والجهل (أو لعله تجاهل مقصود) وهزال المنطق (ربما من المرض القائم على الغرض لبعضهم أو هكذا هي الكفاءة الذهنيّة لبعضهم الآخر)..
# أعلم
نماذج محزنة ومضحكة لأولئك، ومعك في اختصار تقصيلهم ليسوا هم قضيتي الآن وقد وصل
الكلام لجديّة ومصداقيّة لا موضع لهم فيها..
ولكن
وأنا أفكّر في المرجعيّة الصادقة وقد وصلنا للكتاب وأُزيحَت المرجعيّات الفاشلة
المزاحمة له، فقد بقتت مشكلة المفسِّرين!
فالكتاب
يحتاج لتفسير، أليس كذلك؟
+
يقيناً كذلك..
#
إذاً هو هكذا لا يصلح كمرجعية نهائيّة أيضاً!
إذ
تؤول المرجعيّة في منتهاها إلى من يفسّره!!
أليس
كذلك؟
+
ليس كذلك هذه المرّة..
الكتاب
لم يصر مرجعيّة كونه مفسراً لنفسه،
لكن
بحسب "الحجة" تلك، فالآباء صاروا مرجعيّات كونهم يفسِّرون الكتاب دون
غيرهم..
فمتى
احتاجوا لمن يفسِّر تفسيرهم فقد انتقلت مرجعيتهم منهم إلى من يفسِّرهم!!
# أجَل..
نقطة
دقيقة لكن فارقة..
+
بسيطة لمن لا يتوه عن معنى المرجعيّة ول عمّاا هّل مرعيته لصفتها هذه..
تلك
كانت ولا عناصر الإجابة لإزاحة حجة "البوصلة" الطالبة لحشر مرجعيّة فوق
الكتاب..
+
ولكن عناصر تفكيك وقشع ذلك الوهم تترى:
بمنطق
قريب من منطق لنقطة السابقة ان منيفسِّر تفسير المفسِّر المعتبر مرجعيّة التفسير
فقد صار هو المرجعيّة، بنفس المنطق يكون من يختار المفسِّر يقيمه كمرجعيّة يكون هو
المرجعيّة.. فمن عيّن الآباء المرجعيّين؟
#
يقولون "الآباء المعتَبَرون"..
+
من اعتبرهم؟
السؤال
مهم لدى من كانت حجة "البوصلة تلك مهمة لديه..
لأن
من اعتبر المُعتَبَرين لديه هو في الحقيقة مرجعيّته لا المإثعتَبَرين أولئك ايّاً
من كانوا..
+
ومن راجع أصالة الكتب المنسوبة لهم؟ في زمن عانى من إفراط انتحال أسماء مشهورة
لكتب فرقاء من الهراطفة؟ كتاب "حوار حول الثالوث" أقدِّر تقديراً غير
ضعيف زور انتسابه للبابا كيرلس الأول، وقبله أطروحة "عن تجسّد الكلمة"
للبابا أثناسيوس حين كان شمّاساً شابّاً فقد نُسِب مبكرً وفي زمن شبه معاصر
لكتابتها إلى مدرسة أبوليناريّة انتحلت اسمه، ومع ثبوت صحة انتساب الأطروحة له
عندي،
فالشاهد
هنا هو حاصل..
(والمخزي
بالمناسبة أن كل من تشبثوا بمرجعيّة البابا أثناسيوس مثلاً لم يفحصوا ذلك التشكيك
لقويّ المعصر لزمن الأطروحة فضلاً عن أنهم غالباً لم يسمعوا عنه أصلاً، ومزيد من
الخزي أن بعض معلميهم ليست مرجعيتهم أي آباء،
وإنما
ما يستريحون له من عتقاد.. وليس هنا مجال لمراجعة أناس بعينهم، ولا قصد استدلال
على تخطئة فكرة بأخطاء دعاتها، وإنما عرض حال ردئ لدعاة مرجعيّة غير موافقة
بمناسبة التوقّف معها)..
# صجيح
ومريح، هكذا انحلت مشكلة المرجعيّة نظريّاً من كل ناحية،
ولكن
لعلّك توافقني ان مرجعيّة تحتاج لتفسير غير متوفر لا قيمة كبيرة لها،
فكيف
نفسر الكتاب تفسيراً صحيحاً؟ هذا هو السؤال الآن!
+ وهذا
هو الجواب:
ومن
لحم السؤال!!
نفسِّر
كما فسَّر الآباء...
وأفضل!!
كيف
فسَّر الآباء؟ لم يقولوا إنهم يفسِّرون نقلاً عن الرسل، وإنما بما يوافق الإيمان
المُسلَّم من الرسل ينظرون للكلام بقواعد اللغة وخلفية المتكلم، ويقرنون المكتوب
بالمكتوب حتى يقدموا ما تستقيم معه اللغة ويوافق منطق الكلام، ويظهر طالما هو هكذا
متقناً انه ماوفق للإيمان الثابت..
إذاً
نفسِّر كما فسّروا.. وأفضل!!
#
كيف أفضل؟
+ على
عدة أوجه..
أولاً
نُفسِّر "نقيّاً" من حبث أننا انتهت إلينا أواخر الدهور ولسنا تحت صغط
نشوء البدع ما استدعى من كثيرين الانحياز تلقاءً لاستعمال "المنهج
الدفاعيّ".. لم أقل كلهم ولم أقل ان المنهج الدفاعيّ خاطئ من المبدأ،
ولكنه
ليس الأفضل، وليس الأكثر أماناً من الأخطاء..
وثانياً
تتوفر لنا معرفة باللغات لم تتوفَّر للآباء ولاسيما في اللغة العبريّة..
وثالثاً
معنا ترجمات أدق للنص الأصليّ لا السبعينيّة الترجوميّة السمت..
وعلى
المعترض اللجوء لبرهان أن الآباء بنوا تفاسيرهم المتوفرة أمامنا للآن على معرفة
خصوصيّة من الرسل لم تصلنا..
#
ألا تُوجَد؟
+
في أوهام المساكين تُوجَد ولكن أين خارج دائرة الوهم المريض؟
في
موضعٍ ما قال أوريجن إنه حين لا يجد تفسيراً رسوليّاً فإنه يفسر من تقديره وللذين
يجدون خطئاً فيه فليراجعوه.. ألهذا تُقبَل تفاسيره أنها رسوليّة حينما لا يحتاط
بهذا التنبيه؟ واضح أنه غير معقول لأنه هو وغبره حين يفسرون يبرهنون عل تفاسيرهم
بعلوم اللغة ومنطقها، ولا يفيدون بمرجعبّة رسولية، فوق أن الرسل كانوا كارزين
بإيمان وليسوا مفسرين لكتب، لأنهم هم أنفسهم كانوا يكتبون في قانون الكتاب المقدس فإن
كان لهم تقليد تفسيريّ فهو وجيب بأن يكون من الكتاتب نفسه فماذا منعه؟
#
يوحنا في رسالته قال مرة إنه لا يريد أن تكون مرسلته بحبر وورق
+
صحيح ولكن ماذا كان لكامه في لرسالة عينها؟ وعظ وسلام.. لم يكن فيه تفسير،
وقضيتنا
الدقيقة هي "تفسير" للمكتوب من الرسول يوحنا وغيره، فاته التسجيل
المكتوب وبقي محفوظً في تقليد..
لا لم نسمع من الآباء قبل غيرهم أن كاتباً من كتبي لكتاب لمقدس قد فسِّر لنفسه تفسيراً خارج م هو
محفوظ في الكتاب، ووصل لحوزة الآباء، بلم قرأنا تفسيرهم لظهرة لعتمد عل تقليد
عناصر الإيمان المُعطَ مرةً للقديسين وهذه أمرها بالضرورة معروف لدى الجميع، وإنما يأتي دور التفسير في عموم الحال بعد
الابتعاد زماناً ومكاناً عن الكاتب وخلفية كتابه.. هذا هو عموم الحال وهكذا يسير
التفسير..
فمثلما
فسَّر الآباء نفسِّر ولنا موضع تفسيريّ أفضل من حيث العلم، أقله علمنا بما كتبوه
هم وكتبه خصومهم في حين هم لم يتوفر لهم ما توفر لنا..
#
رغم المهابة النفسية لتصور موقف أفضل تفسيرياً من موقف الآباء،
ولكن
صحيح بلا جدال..
+
بل نقطة أخطر دلالة.. لو وُجِدَت تقاليد رسولية في حوزة معلوميّة الآباء، خارج
عموم الإيمان وبجانب كتابات الرسل التي هي في الكتاب المقدس،
لعابت
الآباء أنهم لم يرشدو لها واستلبوا التفسير لاسم أنفسهم..
#
صحيح ولا تعليق..
الجولة
التطبيقيّة على الحال الراهن ممتعة.. أما بقيت حالات مرجعيّة؟ هناك واحدة باقية
فيما أتذكّر العدد..
+ سبقتَ إليها، ولم أكن سأهملها، وأجّلتها عن عمد لتكون ظرف الختام..
إنها مرجعيّة الآباء الحاضرين.. ما قالوه فهو مستلَم من الرسل..
# إنها أكثر المرجعيّات إغاظة ولا أقصد الآباء الرؤساء بأشخاصهم، وإنما نظرة بعض
الناس إليهم على أنهم يتلقون وحياً ولا يخطئون..
+ معك وفي الإجابة نكات وطائف ولطائف تريح من أثر عنفوان ما سبق كله..
ذات مرة في محاولات حثيثة من البعض للدفاع عن المترأسين في الكنيسة إزاء أخطاء
واضحة تتقدهم للقضاء قلتُ: بقليل تقنعونن بعصمة البابا والأساقفة أيضاً! ألا يخطئ
هؤلاء في وعيكم؟ فنفوا ذلك بشدة ظاهريّة، فختمت الكلام: إذاً أظهروا لي الخطأ الذي
أقنعكم بأنهم غير معصومين قبلما أقبل بل أكرز ببدعة عصمة المجمع..
#
لطيفة إن كانت واقعية وليست نكتة..
+
إن افتراض عصمة البطريرك والأساقفة الحاضرين، ومن جيل إلى جيل، ميق في نفوس البعض،
حتى وإن كان صاحبه ينكره في وعيه الظاهر.. وهذه الظاهرة لها تحليل بسيط ومهم..
إن
مرجعيّة عموم الناس المستعفي بعضهم من محاولة التفكير والتعلّم، والغير قادر بعضهم
الآخر عليها لما يعذره، إن أصول مرجعيّة هؤلاء بدأت من تقديس "التقليد"
كمفهوم عام، شاملاً الآباء، كمفهوم عام أيضاً، ولما كان التقليد لا يظهر ملموساً
إلى في عوائد طقسيّة أو قصص طريفة، ولما كان الآباء لم يبق منهم لهم إلا أسماء
وأحداث مرويّة، فماذا يصلهم بأصول مرجعيّتهم؟ ليس إلا الآباء الحاضرين حراس
التقليد في زمانهم، ليس إلا البابا والأساقفة وتبعاً لهم الكهنة لا مانع.. ومن هنا
فإن هذا اللون من الجرعيّة ليس إلا مرجعيّة التقليد ومرجعيّة الآباء متجسداً
افتراضاً في الرؤساء الحاضرين يلتمس فيهم عموم الناس مرجعيّتهم، ولهم شاهد قويّ في
الكتاب أن "من فم الكاهن تُطلَب الشريعة".. شاهد يُساء تفسيره كمثل
الشاهد القائل "لا أحد يأخذ هذه الوظيفة إلا المدعو من الـله كا هرون
أيضاً"..
#
معهم حق هنا! ولكن كيف ترى أنه يُساء تفسيره؟
+
معهم حق قانونيّ! وليس حقاً موضوعيّاً في ذاته!!
وأما
إساءة التفسير فهي واحدة في الشاهدين.. فالشواهد هذه توصي بما ينبغي
لا أنها تتعهّد بتحقيقه.. تنبّه لعدم المخالفة
وإنما لا تضمنها.. بل أنها هكذا فهي من الشواهد التي تُفهَم
وتُستعمَل على عكس تمام معناها بفعل التقلين الردئ..
لأنها
إذ هي توصي بعمل وبحرص وبتدقيق على حالٍ ما فإنما هي تفيد بالضرورة أن ثمّة مخالفة
لهذا الحال المنشود أتت الوصيّة لتدعم تحاشي مخالفته.. ومن هذ النوع وهذا بالمرّة رابط لبوست بفهرس روابط بوستات تنبِّه
لأفهام معكوسة
لمقاصد عشرات الشواهد استشرت وترسّخت بفعل التفكير المٍسبَّق مساقاً بالتلقين
المتواصل..
#
رائع التفسير ومؤسف الحال..
+ والأن
فإن أساس نجاح عموم الناس في مَنطَقة تجسيدهم للتقلد والآباء جميعاً في تعليم
الرؤساء الحاضرين في زمانهم، أساس منطقيّة بنائهم هذا هو افتراضين رئيسين:
أولهما
أن الرب لابد قد جمع كل صحيح الإيمان ومنع أي خطأ عنه في مصدر تعليم ما،
وثانيهما
أن هذا المصدر الجامع المانع في زمننا هو كنيستنا، فمن ثم استلزم أن الرب قد عصم
تعليم الكنيسة ما استتبع بدوره ضرورة عصمته لأمانة وكفاءة رؤسائها، وثالثهما أن خط
سير التعليم هو أسلوب التقليد من أب لأب ومن رئيس لرئيس.. هذه افتراضات مبدئيّة
لديهم تدور كل استنتاجاتهم السلبية على عزل أي نتيجة تخالفهما وكل استنتاجاتهم
الإيجابيّة على أن ما يُستنتَج منهما فهو وصحيح صحتهما..
#
تحليل مثير للعناية، ويحتاج لبعض التمعن..
+ معك وقتك..
وبعدُ، فمن ذلك عبرت بي قصة مثاليّة مصداقاً صادقاً لهذا التحليل،
وهي قصة "دليل أونكل وحيد"، وتكرّرت بشكل أبدع مع رجل طيب آخر لا أعرف اسمه وإلا كنت حرصت على ذكره
لندرة القصّة، وكتبتها مرتين لدلالتها المذهلة على إشكالية تلك المرجعيّة مع
الإقرار بقوتها على الإقناع الفوريّ لقليلي العلم وحسني النية..
من
اللطيف الختام بها لحديث مكثف وعميق عن المرجعيّة، وقد بدأتُ مبكراً بالتعامل مع
الدفع بها كإجابة وحيدة حين السؤال عن المرجعيّة، فراعيتُها بالنقد الواجب
والدعابات الدالّة والتحليل الذي قادني لفهم تركيبة المشاكل في عموم العقليّة
القبطيّة...
تصوَّر
رجال كبار ومهنيّين وكفاءات يكتفون ويحتفون في إجابة سؤال المرجعيّة بتصوّر أن مار
مرقس سلّم البابا التابع له وهكذا من بابا إلى بابا حتى ضمنّا أن البابا الحالي
يملك صحيح المرجعيّة، وضمنا صحة كنيستنا في كل ما تخالفها فيه بقية الكنائس؟
مذا عن أن هناك كنائس أخرى بها سلسلة رؤساء أساقفة لم تنقطع بدورها؟
ماذا
عن فترات انقطاع وجود بطاركة في التاريخ القبطيّ؟ ماذا عن واقع الحال المخالف في
أمور ليست بهيّنة للكتاب المقدس؟ أكيد لا أقصد الرد على الحجّة الطريفة هذه فهي من
السذاجة بما يجعل محاولة الرد عليها لا يقل سذاجة بدوره، وإنما أعرض مدى ما وصل
إليه العجز أمام سؤال المرجعيّة..
#
ولكنك قلت إن لها نجاح ساحق ونجاخها له دلالة!
+
آتٍ لك في الكلام.. إن نجاخها هو ما نبّهني إلى تركيبة بنائها المنطقيّ، لأن
العقول مهما كانت ساذجة فإن لها منطق وتفكر، فكيف فكّرت؟ كان هذا هو سؤالي، ومنه
تبيّنتُ الافتراضات التي قام عيها قبولهم الفوريّ لهذه الحجّة اللطيفة..
إن
راجعتَ الافتراضات المبدئيّة لهذه "الحجّة" لوجدتها كلها تفكيراً رغبويّاً
جيد النيّة، يفترض المنعة من الخطأ وبفترض التفريط في الصحيح ويفترض جودة الجوهر
المكافئ لقداسة المظهر.. مع هؤلاء تتعامل حين تنو الصعود بخلاصة الجاوة اطلويلة
هذه عن المرجعيّة، ومهمَّتك الشاقة هي كيفيّة الإيصال بين المعاني المقدسة والشروح
المُدَقَّقَة المرصودة هنا، وبين النوايا الطيب والأذهان الساذجة هذه..
#
ويالها من مهمة!
+
بحاجة لوافر الهمة واحتمال العناء والشقاوة، وملعون من يعمل عمل الرب برخاوة..
وإلى
هنا اهتمتُ بما ههمتُ له ولم أتراخى في متابعة إجابة سؤالك بتفاصيله التي لا يسكن
الشيطان فها لامتلائها بروح الرب،
فإلى
هنا كُنّا مع رسم وحسم ثم تطبيق وتحقيق خارطة المرجعيّة الإيمانيّة،
شاملة
غير هاملة،،،،،
والآن
وقت الإفادة أنه قد تمّ!!!
# خارطة
مرشدة.. والآن وقت إفراد الخلاصة..
+
تكرّم بما تحصّلت عليه في خلاصتها...
# الخلاصة
الآن:
المرجعية
للروح الذي يعلن عن نفسه بـ:
الوحي
والإلهام
الآيات
المعجزة
التقليد
الصحيح الحافظ لعمله وتعليمه
الكتاب
الذي يتميز بأنه شخصي وعام يحكم الجميع...
+ ...
والمشهود له من الرب الذي هو والروح واحد في اللاهوت وفي القصد...
ومن
هنا له خصوصيّة المرجعيّة الكنسيّة العامة،
وما
يخالفه مما سبقه يكون محكوماً عليه بداهةً بالغشّ..
# شكرا
يا شماس ❤️
+ عفواً
يا أخ..
كلنا
شمامسة الرب بحق معنى الكلمة..
ومن
ليس فليس له نصيب حفظنا الرب..
# ❤️❤️❤️
+
وختام بفهرس روابط متّصلة بمادة هذا الملفّ:
رابط
لصفحة "المرجعيّة العليا" على موقع "كوبتك يوث فور هولي بووك":
http://www.copticyouth4holybook.net/supreme_authority.htm
رابط
لدرافت الحوار في صفحة أونلاين:
http://www.copticyouth4holybook.net/supreme-authority_map.htm
رابط
لدرافت الحوار في صيغة مايكروسوفت دوكس:
https://www.mediafire.com/file/vlibkzutq3p7zui/supreme-authority_map.docx
رابط
لروابط كتاب "كتاب الدهور":
http://www.copticyouth4holybook.net/supreme_authority.htm#bookofages
رابطان
(أونلاين وتحميل) للعدد الأول من سلسلة "كتاب الدهور":
الكتاب
شاهداً للرب مشهوداً له منه:
http://www.copticyouth4holybook.net
/bookofages_1_witness.htm
https://www.mediafire.com/view/z50yvbc101f3w2b/bookofages_1_witness.rtf
رابطان
لبوستين يسجِّلان مراجعتي لمغالطة من القس سيرافيم البراموسي:
http://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10155098810304517
https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10154342625419517
سولا
سكريبتورا بحقِّ النكهة الأرثوذكسيّة:
https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10158280661424517
https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/pfbid02zZpxdwt47vYySoBGVtrjYCvZpbTqqwgQmr9k5sZYeVY4sf7Lwveff6xiUURyZsXpl
سولا سكريبتورا وتقليد ألفيّتين!!:
https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/pfbid0FevwRc1ZrDMu8cEyKZjTkc4nJEQFzMVgk4CpSo4h1VxVk6AQxihEU3ZCALPiepfSl
رحلة
المرجعيّة عبر التاريخ!!
رابط
لشرح عاجل مبكر للمرجعيّة (تحسّباً وفنها لتفاقم موانع إنجاز عرض الأفكار):
https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10151967925229517
كم
آتان في ذلك!!
دراسة
حالة راهنة!! مقال يضبط خيبة المرجعات الدخيلة المتصارعة:
http://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10152768300904517